حمزة بوعياد
نجاح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات ، مبني على تفضيل الناخب للاستقرار والأمن ورغبته لا شك بأن الذي يعيش في المغرب الذي عاش عرساً ديمقراطياً نسبياً في الأيام الماضية لاحظ وبعد انتهاء الانتخابات أن هذه الانتخابات بشكل أو بآخر كرست مفهوم الشعب فعلا صوت الشعب على صوت البيان الانتخابي، ان الشعب اليوم ينتظرون برامج عملية من الحكومة تخدم التنمية وتعالج مشاكل الفقر والبطالة، مطالبا الفائزين في الانتخابات اعطاء أولوية لقضايا الوطن والابتعاد عن القلاقل والفتن ،والابتعاد عن الوعود غير العملية في حال تحقق لهم النجاح.
نحن نجزم ان أصعب المهمات في الدولة المغربية هي مهمة رئيس الحكومة، فهو مسؤول عن كل خطاً يحصل في جميع أنحاء البلاد ، لأن فئة من الشعب والمعارضة يحمله المسؤولية حتى عن الكوارث الطبيعية وكميات المطر الساقطة،.. المفروض نظرياً أن رئيس الحكومة مسـؤول أمام جلالة الملك الذي اختاره والبرلمان الذي منحه الثقـة، ولكنه عملياً مسؤول أمام جميع فئات المجتمع من صحفيين ونقابيين ومهنيين ومزارعين ومصدرين. وعليه معالجة المرضى، وتدبير وظائف لأبناء الذوات. . لكن الغريب في الأمر أن المغاربة يرغبون في التغييرات ويضغطون بهذا الاتجاه، حتى إذا حصل التغيير أعربوا عن خيبة أملهم، ووصفوا الحكومة الجديدة بأنها (عادية)، وكأن المطلوب شخصيات فذة من النوع الذي لا يتوفر في المغرب. والرئيس مسـؤول عن إعطاء حكومته لوناً خاصاً، فهذه حكومة اصلاح، وتلك حكومة رجال أعمال وقطاع خاص، وثالثة حكومة الديوان، ورابعة حكومة فقهية، وخامسة حكومة أمنية واستراتيجية، والمقصود أننا جربنا كل ألوان الحكومات فلم يشف ما بنا على أن الاستقرار والاستمرارية خير من البدء من نقطة الصفر.
ليس بالإمكان إيجـاد رئيس يحظى بالإجماع ويرضي الجميع، لأن ما يرضي البعض يغضب البعض الآخر، فرضى الجميع غايـة لا تدرك، ولذا فإن كل محاولات كسب الشـعبية لا تجدي، ولا تطيل عمر الحكومة يوماً واحداً إذا جاء أجلها، وعليه فإن على الرئيس أن يأخذ القرار الصحيح الذي يخدم المصلحة العامة، رضي من رضي وغضب من غضب.
ماذا ستفعل في هذه الولاية الثانية ؟ فأمامك يا رئيس الحكومة شعب ينتظر الكثير ينتظر أسعاراً تتناسب مع مستوى الدخل وينتظر قانوناً يحافظ على الحريات ويرفع سقفها.
وينتظر فاتورة ماء وكهرباء تتناسب مع التوقعات ويحتاج لفرص دراسة وفرص عمل. ويحتاج لحكومة تحترم شعبها، نعم فالشعب بحاجة لحكومة تحترم عقله وتحاكيه.
فهل أنت سيدي جاهز لكل ذلك! قد يكون صناديق الانتخابات أوصلتك لولاية ثانية ولكن أنت الآن بمكان المسؤول وعليك وضع مخافة الله وحاجات المواطنين نصب عينيك، ضع أمام عينيك طفل يأمل بمستقبل آمن، وعجوزيأمل بعلاج يحترم سنه، وكادح يأمل بتأمين لقمة عيش تكفيه وأطفاله، ضع أمام عينيك علم المغرب الخفاق ولا تسعى لجني تراشق الكلام مع المعارضة داخل قبة البرلمان او مواجهة بعض الاعلاميين الدين يكيدون لك كيدا او معارضة غير بنائة.