شيماء المريني
هل أنت مواطن بسيط ؟ هل أنت ذلك الرجل الذي يستيقظ لأجل لقمة العيش منذ بزوغ الفجر حتى غروب الشمس ؟ هل أنت من فضلت العمل بجهد و تعب في مهن موسمية عابرة ، عوض السرقة و التجارة في الممنوعات التي من شأنها أن تجعلك من الأغنياء ؟ ..
إذا كنت كذلك ، فتوقع انك لن تسلم من العوائق و الحواجز التي ستعكر صفو حياتك ، فهاته ضريبة عيشك في بلد الحق والقانو..
لا يختلف اثنان على أن المواطنين الذين يزاولون مهن حرة بسيطة يعانون من الأمرين ، حيث يفترش البعض الأرض مقدما بضائعه للبيع و أما البعض الآخر يفضل التجوال لعل أحدا يعبره فيبتاع منه شيئا .. ليفاجأ في الأخير بتوافد رجال الأمن الذين يقومون بحجز كميات هامة من السلع التي تعد رأس مال هؤلاء ، بل يعولون على بيعها لسد احتياجات أسرهم .
هو سيناريو يتكرر في مجتمعنا المغربي ، فقد شهدت مدينة الحسيمة فاجعة كبرى تتجلى في مقتل بائع السمك بعدما أقدمت السلطة متمثلة في رجال الأمن على رمي بضاعته من الأسماك في حاوية للقمامة ، هاته الكمية التي تعد مصدر قوته بل رأس ماله لتجارة بسيطة يحصل من خلالها على بعض الدراهم تكفيه عناء السؤال و مد يده للتسول تارة من هذا تارة من ذاك ..
بات الشباب العاطل يقبل على حرف لا تتناسب مع كفاءاتهم ، لكن الأهم أن يحصلوا على قوتهم بطرق مشروعة .. غير أن الظروف الاجتماعية و السلطة الجائرة أصبحت من أهم العوامل التي تدنس كرامتهم الإنسانية و تدفعهم إلى إتباع درب الإجرام و ما يسوقه من تبعيات ..
فجر مقتل بائع السمك قضية طال السكوت عليها فلعل المسؤولين يستشعرون ما يعيشه المواطن المغربي من معاناة في بلده الذي من اوجب واجباته احترامه و تقديره ككيان مستقل بل و إعطاؤه الفرصة و مدة يد المساعدة و ليس احتقاره و حرمانه من مورد عيشه .