عبد الصادق: اليوم ماكناش وهاد اللاعبين أنا غير مسؤول على الانتداب ديالهم

هذا ما قاله الطير عن تضييع الفوز أمام الرجاء

فرحة هستيرية لجماهير اتحاد طنجة بعد الهدف في مرمى الرجاء

هل يكون المدرب الجديد؟…فادلو مساعد زينباور حاضر في مدرجات العربي الزاولي

شاب حاصل على البطاقة المهنية للفنان يروي معاناته: حصلت على البطاقة وأصبحت أعمل كحارس للسيارات

إيلا ماكانتش الشتا راه الحوت كيهرب من البحر.. مغاربة يعلقون على تعقيب وزير الفلاحة "البواري"

! تعمد إثارة النعرات لتأكيد حاجتنا للقمع

! تعمد إثارة النعرات لتأكيد حاجتنا للقمع

حسن بوعجب

 

بعد احتراق جل البلدان العربية التي ثارت في وجه طغاتها أصبحت المطالبة بالحقوق و الحريات مرادفة للخراب لدى الكثير من الناس، فرغم كل الفقر و الظلم و القمع يفضلون العيش في أمان، و يستنكرون كل محاولة لدفعهم إلى احتجاجات اجتماعية لا تعرف عواقبها، إذ قد تدخل جهات تصطاد في الماء العكر على الخط ، لتؤدي البلاد والعباد إلى محرقة لا رابح فيها و لا منتصر.

نعم إنها حكمة و عقلانية لا بد من استحضارها في التعاطي مع مشاكلنا الاجتماعية والسياسية ، لكن الخطير هنا هو أن يتم تشجيع هذه الحكمة بشكل مغرض لضمان استمرار اغتناء و نفوذ المستفيدين من الوضع الراهن على حساب الطبقات المسحوقة ، فنجدهم يجندون جيوش من الحسابات و الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي للتحريض على مثل هذه القناعة العمياء القاتلة لكل محاولات الضغط الاحتجاجي من أجل تغيير ما يمكن تغييره و لو بشكل نسبي..، كما أنه بالموازاة مع ذلك يتم أيضا اختراق الحركات الاحتجاجية السلمية المعقولة من الداخل ، فيتفا جأ الفرد فيها بشعارات غير واقعية مثيرة للخوف ، من قبيل المطالبة بإسقاط النظام مثلا ، ليقرر على عجل الخروج من الشكل الاحتجاجي و تفادي كل احتمالات الانزلاق إلى براثن الفتنة والحرب الأهلية ... ، بل الأكثر من كل هذا هو أن يتم تشجيع وجوه سيئة السمعة والأخلاق لتتزعم التنظيمات والحركات بما يخلف جوا مسبقا من عدم الارتياح لقياداتها ، و بالتالي تنفير عامة الشعب من الانخراط الفاعل في الممارسة السياسية و الحقوقية .

ثم إن التنوع العرقي الذي تزخر به بلداننا يتم للأسف استغلاله بطريقة بشعة في كثير من الأحيان لضمان استمرار شعورنا بالحاجة إلى قوة مخزنية قامعة و موحدة لمختلف الأطياف ، حيث قد يحدث – وخصوصا في بعض الأوقات الحرجة – تشجيع النعرات العرقية لا بالشكل الذي قد يقدرها على الانفصال أو هزم الدولة ، و لكن بالشكل الذي يجعل وجودها ايجابيا لضمان استمرار هذه الأخيرة في التحكم الاستبدادي في كل الشعب و لو بطريقة قامعة و ظالمة .

إذن فالحديث عن احتمال انقسام البلاد إلى دويلات حديث نجده في كثير من الأحيان ماكرا و يلوي على خلفيات سلطوية مقيتة ، كما أن هرولة البعض لرفع شعارات غير واقعية من قبيل " الشعب يريد إسقاط النظام " نجدها في العمق ليست إلا وسيلة يتعمدها المندسون لنسف المظاهرات المعقولة بتخويف الناس بطريقة ضمنية من سيناريو الخراب والفتنة.

و هكذا فلا ينبغي إطلاقا أن يترسخ لدينا أن المطالبة بالحقوق هي المرادف الحتمي لسيناريو الخراب و الدمار ، لأن الحلول الواقعية موجودة و ممكنة ، و من بينها بالطبع التشبت بالثوابت الضامنة للاستقرار و بالثقافة الاحتجاجية السلمية المعقولة في نفس الوقت ، قصد تغيير ما يمكن تغييره بتحديد سقف معقول منذ البداية للمطالب الشعبية ، حتى لا يتطور الموقف وتنزلق البلاد للمجهول لا قدر الله .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات