أخبارنا المغربية - و م ع
أوصى الملتقى العالمي الحادي عشر للتصوف، الذي اختتمت أشغاله مساء أمس الاثنين بمداغ (إقليم بركان)، بإدراج القيم الأخلاقية الداعية إلى التسامح والحوار والتعايش ضمن المقررات التعليمية، وذلك بغية تربية الأجيال الصاعدة على ثقافة السلام وترسيخ القيم الداعية إلى التعايش لضمان أن تكون السيادة للسلام حاضرا ومستقبلا.
كما أكد الملتقى، الذي نظمته مؤسسة الملتقى العالمي للتصوف والطريقة القادرية البودشيشية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على ضرورة إنشاء جامعة عالمية للتصوف، تثبيتا وتفعيلا للدور الذي يضطلع به التصوف في الدينامية الاجتماعية والحضارية التي يعرفها الواقع الإنساني المعاصر، فضلا عن إصدار جريدة ومجلة متخصصتين في التصوف.
وفي السياق ذاته، دعت هذه التظاهرة، التي نظمت بشراكة مع المركز الأورو –متوسطي لدراسة إسلام اليوم، إلى تنظيم ورشات تحسيسية تعرف بالأدوار التربوية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية للزوايا، مع تسليط الضوء على الدور التربوي والعلمي والثقافي الذي تضطلع به الطريقة القادرية البودشيشية منهجا وعملا وإصلاحا وممارسة.
وألح الملتقى العالمي الحادي عشر للتصوف على ضرورة استنباط معالم الدبلوماسية الروحية وإبرازها لتحقيق عولمة روحية تؤسس لقيم السلم والسلام، ومد جسور التواصل مع الجهات والمؤسسات الدولية ذات الاهتمام المشترك بالأبعاد القيمية والروحية، فضلا عن رفع توصيات الملتقى للهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بالسلام والحوار والتعايش. وتوخت هذه التظاهرة، التي نظمت تحت شعار "التصوف وثقافة السلام: رؤية إسلامية كونية لترسيخ قيم التعايش والسلم الحضاري"، إبراز المقومات التي يحملها التصوف في تأسيسه لثقافة السلام وترسيخه لقيم التعايش والتفاعل الإنسانيين، واستجلاء روح الإسلام السمحة الداعية إلى السلام في ظل احترام كل المكونات الحضارية. كما سعت هذه الدورة، التي نظمت على مدى ثلاثة أيام، إلى إبراز المسؤوليات التي يتحملها المسلم في عصرنا الحالي للتحلي بأخلاق الإسلام، "بما فيها قيم التعارف والرحمة والسلم والسلام، في نفسه ومع محيطه القريب ومع الآخر باختلاف جنسه ولونه وثقافته ودينه، سواء في البلدان الإسلامية أو في باقي الأقطار، ليصبح الإسلام ببعده الروحي والأخلاقي نموذجا عمليا وحياتيا مسهما في العيش المشترك ومؤسسا للسلم الحضاري على أساس من المحبة والوئام والسلام".