دمروا لنا حياتنا.. ضحايا "مجموعة الخير" بغينا النيابة العامة تاخد لينا حقنا من النصابين

دفاع ضحايا "مجموعة الخير" يكشف حقائق جديدة ومثيرة في قضية النصب التي هزت المغرب

الوزير برادة: الوزارة وسعت العرض المدرسي الجماعاتي وسيتم احداث مدارس جديدة

المعارض الجزائري أنور مالك يكشف بالرباط أدلة تورط الجزائر والبوليساريو في جرائم ضد المحتجزين بتندوف

برادة: مدارس الريادة حققت نتائج مهمة جدا وبشهادة الجميع

الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

" أحمد عصيد و " علمانيته

" أحمد عصيد و " علمانيته

عبد الصمد لفضالي

 

الإسلام لا يتناقض مع العلمانية التي تعني في تعريفها العام فصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية و حرية المعتقد و عدم التمييز العرقي و العقائدي ، و الإسلام أوسع من العلمانية فيما يتعلق بالحقوق و الحريات ، فيمكن القول بأن النواة الأولى للعلمانية أخدت من الإسلام ، لا إكراه في الدين ، و لافرق بين أعرابي و أعجمي و لا أبيض و أسود إلا بالتقوى ، و من أعظم ركائز التقوى في الإسلام العدل الذي لا يميز بين الناس بسبب عقائدهم و أعراقهم ،"و اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ، لكن" الفيلسوف " أحمد عصيد يركب على فكر و فتاوى منظري التشدد و الغلو من أجل الإيهام بأن الإسلام لا يمكنه التعايش مع العلمانية ، متحاشيا المقاصد الإسلامية المرتبطة بكرامة الإنسان والعالمية الإنسانية ، و حرصا على حرية المعتقد فإن الإسلام لم يوجب الفرض الثاني من الإسلام الذي هو الزكاة على غير المسلمين ( أهل الذمة )، و أوجب عليهم الجزية مقابل الخدمات الإدارية و الأمنية ، كما اتخدت هذه الجزية كإعانة مادية للمعوزين منهم ، و هكذا فإن الأقليات العقائدية يمكنها العيش و بكل كرامة داخل المجتمع الإسلامي إذا ما طهر - بضم الطاء - هذا المجتمع من النزعات المذهبية و العرقية .

إن العلمانية البناءة تعني حرية المعتقد و الإختلاف الفكري ، مع احترام القيم الأخلاقية لكل مجتمع على حدة ، و ليس فرض " العلمانية " الحيوانية و اللاإنسانية المرتبطة بما يسعون إلى تمريره تحث إسم " الحقوق " الفردية كالمثلية و و الفوضى الجنسية و نشرالتمييع و الرذيلة تحث غطاءات و مسميات " فنية " على حساب العلم و العمل ، و تغول الرأسمالية الإحتكارية على الأغلبية المجتمعية بدون ضوابط قانونية و لا روادع أخلاقية ، فلا يتجرأ على حمل هده الأطروحات إلا عملاء تأبطوا شرا، فلكل ايديولوجيا قمامتها و " زبالتها " و نحن نرفض " زبالة " العلمانية بقدر ما نحترم ايجابياتها . و أن المسلمون يمكنهم الإندماج داخل المجتمعات الغير المسلمة بارتكازهم على مبدأ " الدين المعاملات " .

إن " المفكر " أحمد عصيد ينتقل بسرعة البرق من العلمانية التي تنبذ النزعة العرقية إلى التطرق إلى الأمازيغية بصيغة تحريضية ، انطلاقا من ربط مرصده " المرصد الأمازيغي للحقوق و الحريات " بعرق معين ، دون الأعراق الأخرى المكونة للمجتمع المغربي ، مما بتناقض مع العلمانية و الحقوق و الحريات المتعارف عليها عالميا و إنسانيا . نحن ضد أي نزعة عرقية سواء كانت عرببة أو أمازيغية أو غيرهما ، و ضد محاربة الإقصاء بالإقصاء ، و من المدافعين على ترسيم الأمازيغية الى جانب العربية باعتبارهما مكونين لهويتنا و ثقافاتنا ، كما أن " المؤرخ و المنظر " أحمد عصيد يرتقي من التاريخ ما يتماشى مع نزعته العدوانية ، معتقدا بأن الكل سيبتلع تأويلاته " التاريخية " البئيسة ، متجاهلا بأن نفس التاريخ يروى بطرق مختلفة لأسباب مصلحية معينة ، و أن الغاية الأساسية من التاريخ هي الإستفادة من أخطاء الماضي ، و ليس سرده حسب الأهواء وتحث الطلب استرضاءا لسياسة " فرق تسود " من أجل خدمة قوى انتهازية ، فالنعرة العرقية لا تقل خطورة عن النزعة المذهبية بهدف الإبتزاز و إفشاء الفوضى و عدم الإستقرار .

و رجوعا إلى السياق التاريخي فإن التاريخ الدقيق و الصحيح و الواقعي هو أن المجتمعات التي عرفت الفتوحات الإسلامية اعتنقت الإسلام ، لإدراكها بأن تاريخ البغي و الإستبداد المنسوب إلى الإسلام ليس هو الإسلام ،عكس ما فعلت هذه المجتمعات بالحضارات المادية التي قامت بغزوهم ( الرومان ، الفنيقيون ، اليونان ، الوندال و غيرهم ) و مؤخرا الإنجليز و الفرنسيون و غيرهم من الإمبراطوريات الإستعمارية التي عادت بمعتقداتها إلى داخل حدودها .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات