مراد علمي
أنا ما كانفهمش بعض الإخوان اللي كايقولوا ليك بأن الأمثال المغربية "أمثال شعـبية"، ما كاين حتى شي شعب فى الدنيا اللي كايحقر لغة الشعب، الذات قـدّ النخبة المتكـبـّـرة فى شمال إفريقيا أو فى الدول العربية، النكليزيين ما كايقولوش ألأمثال ديالهم "أمثال نكليزية شعبية"، لا! "أمثال نكليزية" أو بسّ، بلا ما يبقاوْا كايبخــّـسوا، إبهدلوا راسهم بيدّيهم، نفس الشي بالنسبة لـَـصبليونيين، الطاليان، الألمان، الدانماركيين، الميريكانيين، الصنيين، الكوريين، الروسيين إلخ، غير حنا اللي عندنا موشكل معا الذات، الشعب أو لوغتو، أو بالنسبة ألهاد خييــّـاتنا المنفوخين، المترفـّـعين على الشعب أو على همومو، ما نساوْهومش الأمثال حيت قالوا فى حقهم:
اللي كايشوف غير فى السـما، ما يـمشي حتى إطيح فى البير.
أو هاكدا كايختارعوا الناس الأمثال، كايشوفوا شي واحد هازّ قمقومو لـَـسـّـما، كايهضروا عليه، يفليوْا فيه حتى يلقاوْا ليه شي حـلّ، كايكون فى هاد الحالة مادة دسمة، فيها الأخد أو الردّ حتى كاينطق شي حكيم منهم أو ينهي الهضرة بهاد القولة اللي كايحفظوها لوخرين أو كايبقاوْا كايردّدوها حتى كاتــّـعمـّم فى البلاد، بحالها بحال النكت.
الأمثال كاتمسّ جميع مرافق الحياة كيف أمـّـا كانت، كاتسلــّـي ولا ّ كاتألم، هاكدا كاتشكــّـل خزان مهم للـذاكرة الجمعاعية، الهوية أو يمكن لينا نعتابروها من ثوابت الأمة ديال كول شعب كان كايفتخر بموروثو، بحضارتو أو ناسو اللي سبقوه، حنا اليوما بحاجة بيها كثر من غدّا باش نقادّوا حالتنا، بالأمثال يمكن لينا نبـدّلوا تصرفاتـنا مع الناس، أو ضروري
تكون "جزء لا يتجزء" من المنظومة التربوية حتى تبقى كاتدرّس في جميع المدارس المغربية، كاتــّـشرح كامادة، غير بيها يمكن لينا نحاربوا ظاهرة الرشوة إيلا لـــَــقــّـناها لــَـدراري من الصغور ديالهم، ماشي حتى يعواجوا عاد تجي نتا بالإعلانات الخاوية باش تقضي على هاد الوبا، الصرطان اللي تشـعـّـب فى الذات المغربية حتى شوهــّـها.
الـدّراري الصغار فى الدانمارك كايتعـلــّـموا التيقة فى بعضياتهم من الصغور، أو حتى إيلا كبروا كايبقاوْا على هاد الصـّـيغة، كايخلــّـيوْا أولادهم اللي باقيين كايرضعوا فى الكرّوسة، أمـّـا الماكازات حاطــّـين فى الزنقة الحوايج الغاليين بلا ما إجي حـدّ أو يسرقهم، على داك الشي عايشين الدانماركيين اللي كايهضروا، إكتبوا، إبتاكروا غير بلوغتهم الحية الدانماركية فى الراحة، الآمان أو الرفاهية، كايتصدّر الدانمارك الدول الأسعد فى العالم، لأنهم عندهم قيم، مرجعية سليمة، كايحتارموا بعضياتهم، أو الأمثال يمكن ليها تلعب هاد الدور باش تقوم بتعديل، تـهديب بعض السلوكيات، بتأثير إجابي فى المجتمع، تقوم بدور تنويري، بإصلاح فعلي، ماشي الهضرة الخاوية اللي فرع لينا راسنا بيها التيار اليميني المحافظ، نذوّقوا حكمة، عمق الأمثال المغربية الحكيمة "في هذا الصدد":
الفقيه اللي عملناه إقابل الجامع عاد طامع فى الحصاير.
الفقيه بـســبع جـلالب، كايدير خدمة الثـعالب أو إيقول: الله الغالب.
فى الجامع راكع ساجد أو ميزانو فى الحانوت ما هو مقـادّ.
الســّـلوكي إيلا نبح، الفقيه إيلا شطح، عرف أن فى الدنيا ما بقى ربح.
هادي مراية صادقة، ما محتاجة ألـْـحتى شي ماكياج ولا ّ هضرة زايدة، لأنه كاتبقى فى الأفعال أو ماشي فى الكــْلام، الأمثال كاتلخص، تختزل التجارب اللي عملوها جدودنا هادي قرون أو كايصيغوها فى بعض الكلمات، الجمل البسيطة اللي كاتهبط بحال الصّـاعة على صحاب الرّيوس، لوجوه القاصحين:
مللي كايحتاجـوا الـكـلب كايــسمــّـيوه "الـحاج كـلــبون".
يعني غير كايحتاج شي واحد حاجتو كايبدى يتملــّـق، يتلحـّـس، يتفوّه غير بالكلام الحلو، كولــّـو عسل مغـلـّـف بالخدع، البارح سمّـاه "كلب"، آي هاي اليوما بالشـّـان أو المرشان: كاع "الحاج كـلــبون"، هادا نقد قاسي، لادع ألـْـكول واحد أناني ما كايشوف غير مصلحتو أو ما كايعرف لا عفة النفس، لا القلب، كايتقبـّـل ذل ّ الدنيا أو الآخيرة، إبيع أمـّـو إيلا قتضى الحال. دور الأمثال كدالك تنبيه الناس بطريقة لطيفة، لبيقة، بلا ما تهبط عليهم بالعصا ولا بالـزّرواطة، بحال:
كـولــّـشي ليه سباب أو كولّ دار ليها باب.
كلمتك بحال بنتك، عرف فاين تحـطــّـها.
خدم باطل ولا تبقى عاطل.
المثل اللول كولــّـو تفاؤل، الحل إكون إكون، لأن فى كول دار كاين باب، مناين تدخل أو تخرج بسهولة، فى الثاني: عرف كيفاش أتــّـصرف مع الناس أو ما تبقاش غير كاتطلق بلا ما توزن، أو بعض السياسيين المغاربة ضروري إدخــّـلوا فى تقديرهم هاد المثل العميق، الصائب، أمـّـا المثل الثالث ما كايدل ّ غير على المتابرة، العمل الجادّ، هاكدا تجي تجي الخدمة بالسـّيف عليها.
هدف الأمثال هو ديما نقـنعوا لاخور، نحـدّروه، أنـّـبهوه، أنصحّحوا رؤيتو ولا ّ نـثـريوْا الحوار، التعاملات اليومية، كثير من الأمثال كاتشتبه فى العالم كولـّـو، لأن هموم الناس، الإنسان بصيفة عامة كاتشتبه، لدالك ما نستغربوش إيلا لقينا نفس الأمثال فى بولدان أخرين، ضروري نقوموا بدراسات مقارنة فى الجامعات المغربية أو نشوفوا شنو اللي كايجمعنا مع هاد البلاد أو اللي كايفرّقنا مع لوخرة، لأن الأمثال يمكن ليها تلعب دور مهم فى الحياة اليومية كيف أمـّـا قولت الفوق، بالأخص فى تربية الناشئة أو تجنبها الرشوة ولا ّ الطمع، نسيب الرشوة، يمكن ألأمثال المغربية تساعدنا فى هاد الميدان:
أجي نسرقوا بالطبل أو الغيطة تسترنا.
شي كايحلب أو شي كايــشـدّ من الـكــرون.
حييّد اللقمة للشبعان واخة جيعان ولا تحييّـد اللقمة للجيعان واخة شبعان.
الصاحب بلا طمع منــّـو ما تشبع.
على ما كانلاحظ المثل كايبغي ديما إقول لينا: سمعني مزيان، تنابه لـَـكلامي، راه غادي إفيدك إيلا سمعتي لـيــّـا، إيلا ما بغيتيش خـلــّـيك: "بنادم الصـكـع، توكــّـلو ما يشبع، تنصحو ما يسمع"، باش نتنابهوا مزيان الأمثال ديما قصيرة، لغتها مفهومة، كاتستعمل فى بعض الحالات القافية باش ما أتـــّـنساش أو إحفظوها الناس بحال أبيات شعرية، فى بعض المرّات كاتستعمل "اللي"، يعني كول ّ واحد منــّـا مقصود أو ما كاين فرق بين الكبير ولا ّ الصغير، القوي ولا ّ الضعيف، الغني ولا ّ الفقير، يعني كونية، ما قابلة نقاش.
كانحتاجوها بعض المرات باش نعزّزوا بيها دفوعاتنا، حججنا ولا ّ باش نبرّروا أقوالنا ولا ّ أفعالنا، عن طريقها كانتكلــّـموا بجوج أصوات: صوتنا الشخصي أو صوتنا الجماعي، أو يمكن لينا نعبــّـروا بيها على وضع معين، كان سياسي ولا ّ قتصادي، أنضحـكـوا، أنمزحوا ولا ّ نتخاصموا بيها، الأمثال فى الأصل سلاح أو دوى، اللي ضروري نوظفوه فى الإعلانات بكثرة ولا ّ فى المنظومة التربوية باش ما إضيعش منــّـا هاد الخزان الهام، هاد الموروث الكوني.
كانهني فى هاد الإطار الشاعر، الأديب أو الروائي المرموق دريس المسناوي أمغار اللي كايشتغل فى صمت أو عرف كيفاش إوظــّـف بحرفية عالية الأمثال المغربية فى الروايات الأخيرة ديالو من قبيل: "عكاز الريح" ولاّ "تاعروروت"، الأمثال غادي ديما تبقى مراية البارح، اليوما أو اللــّـغـد ليه، أو إيلا ماتت مات طرف من هويتنا، من تاريخنا، حضارتنا.
مغربى
تخمة الفهامات
لثقافة المغربية فريدة وتوالمنا فكرا وتعبيرا , وتبرز العبقرية المغربية , اما إخواننا المتكبرون علينا نسامحهم بحيث اصابتهم تخمة الفهامات .