يوسف البرودي
السي إلياس الريفي، لقد غيرت سلوكي، فتوقفت عن قراءة يوميات شكري البئيسة وشذرات "مطر" الساحقة، وفي اليومين الأخيرين صنعت لنفسي طنجرة مشروب الماحيا، وإعتكفت في غرفتي بتلال بوكيدان أطل على متاهات الساسة ببلادي.. منذ زمن طويل وأنا أنتظر سماع خبر إستقالة سياسيّ مغربي مع تقديم الإعتذار للمغاربة بعد فشله في تحمل المسؤولية بدل إغراقنا في المزيد من المتاهات والكوارث السياسية. لكن للأسف، فالساسة ببلادنا حربائيين، تمكنوا من أين يلفوا لكل "حصلة" مخرجا. فلا أحد إعترف بأخطائه ولاأحد قدم إعتذاره. هذا المساء، قرأت نصّا/ تدوينة فايسبوكية باللغة الإنترنيتية للسي إلياس الفايسبوكي، يحكي فيها عن تفاصيل إستدعائه ولأول مرة منذ وفاة الشهيد محسن فكري لمقر عمالة الحسيمة قصد حضور إجتماع ترأسه السيد وزير الداخلية محمد حصاد، وحكى في تدوينته الفايسبوكية أيضا أنه كان قد نبه إلى كون أن ما يحدث في الحسيمة كان متوقعا، كأن العامة من الحسيميين لا يعرفون أن ما يحدث في الحسيمة ونواحيها ليس حدثا عابرا في التاريخ بل ملزم لإستمرار هذا النظام رغم تخبطته في أزمته. كما أضاف السي إلياس، أنه تأثر لما "رآه على وجوه شباب الإقليم من علامات الغضب والقلق حول حاضرهم ومستقبلهم"، وإن قرأنا ما بين السطور وبين الحروف سنرى الكثير من الإستغباء والإستخفاف في تدوينة السي إلياس الذي يريد أن يعود بنا إلى زمن أغنية "مناضلين بلا عنوان" التي خرجت إلى الوجود قبل ظهور الفايسبوك الذي سيحتل فيه السي إلياس حيزا له يتفنن من خلاله في مراوغة الكلام. السي إلياس، إنها لفرصة أن أذكرك بقول الفيلسوف الذي رافق الإمبراطور "نيرون" ليتمعنوا في روما وهي تحترق، فقال: إن إحترقت روما فسيأتي من يعيد بناءها، ربما أحسن مما كانت عليه، لكن الذي يحز في النفس هو أنك فرضت على شعبك تعلم شعر رديء فقتلت فيهم المعاني. وهيهات إن ماتت المعاني في شعب أن يأتي من يحييها فيه من جديد. ونحن أبناء الحسيمة قتل فينا كل شيء، وما بقيت معنا إلاّ الكرامة التي عانينا من أجلها سنوات عديدة من القمع والترهيب والتنكيل، الكرامة التي لن تموت فينا أبدا. لن نكون أبدا ذلك القطيع الذي يسوقه الراعي في المراعي طوال النهار ويعيده إلى الحظيرة كل مساء. وشخصيا أعتبر تديونتكم الفايسبوكية ماهي إلاّ متاهة لا تختلف عن متاهات الرومانسية للعاشقين الذين يمارسون الحب وراء أسوار الثانويات ويتظاهرون بالرفاقية والمسؤولية أمام زملائهم التلاميذ في ساحات الوغى. إن الأزمة هي أزمة إرادة سياسية حقيقية. باراكا من "خيطي بيطي". ملحوظة: _السي ننادي بها في الريف النخبة ورغوة المجتمع. _ أعتذر السي إلياس الفايسبوكي عن إقتباسي لمؤخرة إحدى ستاتوهاتكم الفايسبوكية بعد التصرف فيها وإدراجها في مقدمة مقالتي الموجهة إلى جنابكم