مولاي علي الإدريسي
الأمم المتحدة مثلها مثل الجامعة العربية لا خير فيهما هما فقط خشبات المسرح الدولي ..المعسكر الشرقي بريادة روسيا والمعسكر الغربي بزعامة أمريكا هما من لايزال يتحكم في مصير وفي أعمار البشر تقتل من تشاء وتترك من تشاء للعيش ماذام لا يهدد سلامهما ومصالحهما ..
تتبعت تدخلات منذوبي الدول في منظمة الأمم المتحدة اليوم على خلفيات الضربة الصاروخية الأمريكية على سوريا وأستأتر بإهتمامي تدخل منذوب الإتحاد الروسي الذي حذر أمريكا وحلفائها لاسيما بريطانيا وعبر عن إزدواجية الموقف الأمريكي في التعامل مع الأحداث وحذرهم من محاولة توريط روسيا في نزاع مع العالم العربي ..لكن ما أثار حفيظتي هو لما ركز المنذوب الروسي على تذكير أمريكا بحربها التدميربة للعراق وليبيا وقال يا للسخرية لأمريكا التي تتحدث عما حدث في خان شيخون السورية ولا تتحدث عن الموصل وما ترتكبه أمريكا في العراق ..وكأن روسيا تقول لأمريكا نحن إقتسمنا الكعكة والغنيمة أنت في العراق وأنا في سوريا فدعني وشأني أفعل ما يحلو لي !!!!
وللأسف الشديد تجد العرب والعالم الإسلامي من الدول البترودولار التي بثرواتها وأموالها يتحرك العالم وتشتعل الحروب ويشترى السلاح وتزود البارجات الحربية الغربية والروسية بالطاقة وينتعش إقتصاد الغرب بفضل ودائعها المالية وإستثماراتها التجارية وودائع حكامها وأمراءها ..تجدهم يباركون أمريكا أو روسيا أحيانا في التدخل في هذا البلد العربي أو ذاك مخافة من أن يأتي دورها للمقصلة والخراب وتغيير الحكم فيها !!!
إن ما يجب أن يدركه العرب وحكام العالم الإسلامي هو أنه لا جامعة عربية ولا منظمة الأمم الدولية ولا غيرها تعمل من أجل برامجها المسطرة وإنما هي رموز غير عادلة ولا جدوى منها ولا ضامن لقراراتها ولا مفعولية لها أمام تواجد دول لها حق الفيتو الجائر وأمام ةالقوة الأمريكية والروسية اللتين لا تحترمان إلا مصالحهما ولهذا آن الأوان لوقوف كل دولة على قوتها العسكرية والطاقية والبشرية والعمل على التصنيع في كل مجال ولو كان محرما دوليا لفرض ذاتها والإستعداذ للذود على سيادتها وشعبها وإيجاد موقع لها ضمن البلدان الصناعية المتقدمة حتى يضمن الجميع حق الفيتو أو يتم إزالته كليا ويعم الإحترام بين الجميع الإعتماد على النفس ..
كما أن الله عز وجل سيحاسب كل العرب والمسلمين خاصة الحكام على ما حباهم من نعم وثروات وخيرات ولم يسخروها لرفاهية شعوبهم وتقدمهم الصناعي والتكنولوجي والحربي وسيحاسب كذالك على الذل والمهانة التي يرضونها لنفوسهم وشعوبهم والطاعة والخوف من طواغيت وشياطين الغرب والكفرة النجسة ..ناهيك عن الصمت الرهيب الذي يلتزمه الكثير أمام التقتيل والتنكيل والتخريب الذي يشمل اليلدان الإسلامية والمجازر الجماعية فيها التي تمس المدنيين من أطفال ونساء وأبرياء إغتصبوا في حياتهم ونغصوا حياة من يعش منهم ومن يشاهد تلك الآلام ويعاني من عاهات الحروب المستديمة وفقدان فلذات أكبادهم وعائلاتهم بل يزرعون الذعر حتى في شعوب البلدان المجاورة والعربية والإسلامية الأخرى التي تخاف أن يأتي دورها يوما لتشعر وتنال نفس المصير لا قدر الله..