منير مزياني
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺑﺴﻂ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻤﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺍﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻭ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻭ ﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ .. ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﺮﻫﻮﻥ ﺑﺎﻟﻈﺮﻓﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻟﻠﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ..
ﻻ ﺿﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻤﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻀﻞ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﻋﺎﺋﻘﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﻤﻌﻈﻢ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﺴﺠﻨﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺗﻬﺎ، ﻓﺘﺠﺪﻫﻢ ﻳﺘﺮﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ، ﻟﺘﺼﻴﺮ ﺷﻬﺎﺩﺗﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻌﻨﺔ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ، ﻟﻌﻨﺔ ﺗﺮﺍﻓﻘﻬﻢ ﻭ ﺗﺠﻌﻠﻬﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻓﺤﺘﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺘﺮﺳﺨﺔ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺑﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ، ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻳﺒﻨﻴﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻟﺘﺘﺮﺳﺦ ﻓﻴﻨﺎ ..
ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻣﺒﻠﻐﺎً ﺇﻻ ﻭ ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ، ﻓﺎﻟﻤﺘﺮﺳﺦ ﻓﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻮﻇﻒ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻜﺘﺐ ﻭ ﺷﺎﺷﺔ ﺣﺎﺳﻮﺏ، ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻧﺎ، ﻓﻘﺪ ﺻﺮﻧﺎ ﺷﺒﺎﺑﺎً ﻻ ﻳﺘﺤﺪﻯ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻭ ﻻ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﺑﺘﻜﺎﺭ، ﺑﻞ ﻳﺴﻌﻰ ﻓﻘﻂ ﺧﻠﻒ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﻬﻞ ﻭ ﻣﺮﻳﺢ، ﺇﻥ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ " ﺍﻟﺨﺒﺰﺍﻭﻱ .." ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﺇﻥ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺍﻹﺟﺎﺯﺓ ﻟﻦ ﺃﻗﺒﻞ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﻢ 10 ، ﻭﺇﻥ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻟﻦ ﺃﻗﺒﻞ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﻢ ..11 ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ، ﻟﻴﺼﻴﺮ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻣﺤﺎﻃﺎً ﺑﻌﻮﺍﺋﻖ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺧﻠﻘﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻓﺘﺠﺪ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﻴﺪﻭﻳﺔ ﺍﻭ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ، ﻷﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻻ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻗﺪﺭﺓ .. ﻓﻼ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺷﻬﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ !!..
ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﺠﺬﺭﺓ ﻓﻴﻨﺎ ﻻ ﺗﺆﺩﻱ ﺑﻨﺎ ﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻗﺘﻞ ﻟﻺﺑﺪﺍﻉ ﻭ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﻭﻫﻲ ﺍﻳﻀﺎً ﺍﻧﺘﺤﺎﺭ ﻟﻠﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ، ﻓﻨﻘﺘﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺭﻭﺗﻴﻨﻲ ﻻ ﻳﻨﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻱ ﺭﻭﺡ ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ..
ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻭ ﺭﺑﻂ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻤﻨﺼﺐ ..
ﻟﺬﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻭ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻬﻢ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭ ﺍﻹﺑﺘﻜﺎﺭ ﻓﻴﺴﺠﻨﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺳﺨﻴﻔﺔ ﻻ ﺗﻤﺖ ﺭﺑﻤﺎ ﻹﺑﺪﺍﻋﻬﻢ ﺑﺄﻳﺔ ﺻﻠﺔ ..
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
ﺷﺒﺎﺏ ﻳﺪﺭﺱ ﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﻳﻜﺘﺴﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺑﺘﻜﺎﺭ، ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﻜﺘﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺇﻻ ﺟﺰﺀﺍً ﺿﺌﻴﻼ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺭﺍﺗﻪ ..
ﻟﻦ ﻧﻨﻜﺮ ﻃﺒﻌﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﺗﺆﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﺭ ﻭ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ، ﻟﻜﻦ ﻫﻲ ﻗﺘﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻷﻥ ﺃﻗﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ !!..
ﻓﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﻄﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﺑﻬﺎ، ﻓﻲ ﺳﻌﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ﺧﻠﻒ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﻟﻨﻨﺴﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺭﺍﺣﺘﻨﺎ، ﻓﻔﻌﻞ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﺒﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻧﺎ ..
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺍﺕ ﻫﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺑﻤﺆﻫﻼﺗﻚ ﻭ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺳﺠﻦ ﻟﺬﺍﺗﻚ، ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻐﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻧﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ..
ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻥ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻳﺤﻘﻘﻪ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺍﺻﻠﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ، ﻭﻟﻨﺎ ربما ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻋﺒﺮ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ..