حسن المولوع
أراد محمد ضريف رئيس حزب الديمقراطيين الجدد أن يخرج من عزلته الباردة المتسمة بالموت الإكلينيكي أن يقول للناس انظروا إنني مازلت على قيد الحياة أتمتع بالصحة والمصداقية لكنه مسكين خاب وخسر ولم يلق بالا لتخيلاته العوجاء فجرت عليه وبالا دون أن يحسبها سياسيا. إنه مثير للشفقة عندما يضع صك الاتهام بالسلفية الجهادية من أجل التأثير على سير العدالة وإلصاق هذه التهمة بالمعتقلين في الوقت الذي تطوع ما يناهز الألف محامي من أجل الدفاع عنهم بغية إطلاق سراحهم. ومعلوم أن السلفية الجهادية معناها الإرهاب دون الإغراق في معاني المفهوم ودلالاته ، ولا شك أن ضريف أراد بتحليله أو بالمعنى الصحيح بتخيلاته أن يثبت ولاءه للجهات المانحة للدعم السنوي المخصص للأحزاب السياسية من أجل انقاذ حزبه الميت في طور التأسيس ،لكنه تناسى أنه جر عليه ويلات ما بعدها ويلات وسيصير حزبه منبوذا في الشمال برمته بعد هذا التصريح الذي اتهم ليس فقط المعتقلين بل أهالي الريف بأكملهم وياليت تخيله أقصد تحليله كان مبنيا على أسس علمية كما عهدناه بل اعتمد على أساس انفعالي متخيل يرمي الركوب على الموجة فقط بعد التصريح الذي قدمه منار السليمي، وهنا ينبغي الإشارة أن الأمر يختلف فمنار ليس مسؤولا حزبيا وقد نتفق معه وقد نختلف، أما ضريف فهو مسؤول حزبي ورأيه يلزم المؤسسة الحزبية بأكملها وهذا يعتبر بيانا رسميا مثل التصريحات التي أطلقها زعماء الأحزاب كون أن أهل الريف انفصاليون لينضاف إليهم ضريف في الوقت بدل الضائع ويصفهم بالإرهابيين ، ولو أنه لم يقلها بصريح العبارة لكنه أشار إليها عبر نسب الحراك للسلفية الجهادية مستدلا باستعمال الخطاب الديني أثناء خروج الأهالي للمطالبة بحقوقهم التي تدخل خانة البديهيات ، بل الأكثر من ذلك أنه قال أن المطالبين بالحقوق هناك عفويون خرجوا عندما سمعوا الخطاب الديني عندما تدغدغت عواطفهم والحل الذي نقرأه ما بين سطور تصريحه لأحد الوكالات الإخبارية هو إرجاعهم عبر خطاب ديني مضاد عن طريق قناة المسجد وبالضبط خطبة الجمعة(الإستفزازية) وهذا ما حصل يوم الجمعة الماضي، وهنا أتساءل هل مجرد
استعمال الخطاب الديني هو دليل على انتساب الاحتجاجات لفصيل ما ونقصد السلفية الجهادية. وإذا كان ما يقوله ضريف صحيحا ماذا سنسمي تبني حزبه قضية صيكا عندما زار أهله ببيته وفرضت عليه القضية وتبناها ضدا في إرادة الدولة فهذه الأخيرة لم تصفه بالشهيد في حين أن حزبه وصفه بالشهيد وبإمكان الجميع أن يتأكد من ذلك عبر المواقع الإلكترونية للحزب فهل اللحظة الانتخابية هي من فرضت ذلك الموقف أم أن الأمر غير ذلك ثم ما الفرق بين صيكا وبين الزفزافي ألم يجمعهما مطلب واحد وهو توفير العيش الكريم بكرامة فماذا تغير..؟ ثم ألم يصرح ضريف على أحد المواقع الإلكترونية الإخبارية بأنه لا يجب على الحكومة أن تتعامل مع حراك الريف بالطرق التبسيطية...الخ فلماذا هذا الموقف المتذبذب مرة معهم ومرة عليهم. لقد وقع ضريف في الخطأ ويلزمه اعتذار رسمي أو على الأقل توضيح منه وإلا فإنه سيقرأ الرحمة على حزبه في الشمال بعدما قرأها عليه في الجنوب وأيضا بعدما قرأها على مساره الأكاديمي.