أخبارنا المغربية - و.م.ع
انطلقت، اليوم الأربعاء بالرباط، الدورة الرابعة للأيام التعريفية بالمنظمات الدولية الإيسيسكو والألكسو ومكتب التربية العربي لدول الخليج.
وتهدف هذه الأيام التعريفية، التي تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومكتب التربية العربي لدول الخليج يومي 12 و13 يوليوز الجاري، إلى التعريف برسالة هذه المنظمات الثلاث وأهدافها وأنظمتها واستراتيجيها وبرامجها وإنجازاتها.
كما تتوخى هذه الأيام التعريفية تعزيز مستوى التنسيق وتبادل المعلومات بين اللجان الوطنية والمنظمات الدولية والإقليمية، وتنسيق العمل التربوي العربي الإسلامي المشترك لتعزيز سياسات التعليم العالي في الدول الأعضاء، وتعزيز مفاھيم الاعتدال والوسطية في إطار التسامح والإخاء والعيش المشترك، ودعم إسھام اللجان الوطنية في تفعيل الشراكة والمبادرات الإقليمية والدولية في مجال الحوار واحترام الآخر.
وقال المدير العام للإيسيسكو، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، في كلمة بالمناسبة، إن "التعريف بمنظمات الإيسيسكو والألكسو ومكتب التربية العربي لدول الخليج، يعد وسيلة ناجعة للوصول إلى مجموعة من الأهداف الاستراتيجية الداعمة للرسالة الحضارية التي تنهض بها هذه المنظمات الثلاث".
وأوضح السيد التويجري أن التعاون بين المنظمات الثلاث يتزايد بصورة مطردة وأن معدلات النمو في اكتساب الخبرات وتراكم الإنجازات في تصاعد مستمر، مؤكدا أن جهود هذه المنظمات الثلاث تتكامل على مستوى الأهداف والوسائل والهياكل وخطط العمل والرؤى المستقبلية، وكذا في علاقاتها وتعاونها مع اللجان الوطنية.
وشدد على ضرورة تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات وتكثيف التعاون وتوسيع الشراكة بين اللجان الوطنية والمنظمات الدولية، لاسيما في ما يتعلق بتحديد الاحتياجات ومتطلبات العمل في مجالات التربية والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والاتصال، داعيا إلى مواكبة التحولات السريعة في مجالات الحياة المختلفة ومراعاة الثوابت والقيم الحضارية الراسخة في الدول الأعضاء والمحافظة عليها.
من جانبه ركز كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، خالد الصمدي، في كلمة مماثلة، على أهمية التواصل المستمر في العالم الرقمي وفي ضوء الانتشار الواسع لتكنولوجيا الإعلام والاتصال، وضرورة التواصل المستمر في كافة البلدان مع الجامعات ومؤسسات التكوين، والتحدي القيمي الذي تعيشه بلدان العالم الإسلامي.
وأوضح السيد الصمدي أن العالم يشهد حاليا تحديات كبرى على المستوى السياسي والاقتصادي وكذا على المستوى الثقافي والقيمي، مؤكدا أن هذه المنظمات الدولية كفيلة "بأن تقدم خدمات جليلة ومهمة جدا من أجل استمرار التماسك والتعاضد بين مختلف الشعوب والأمم سواء العربية والإسلامية منها أو مع باقي الثقافات والحضارات الأخرى".
من جهته، قال المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، الدكتور على بن عبد الخالق القرني، في كلمة ألقيت نيابة عنه، إن "التنسيق بين منظماتنا في مجالات عملها، هو أمر حتمي تفرضه طبيعة التحديات المصيرية التي تمر بها أمتنا العربية الإسلامية"، داعيا المنظمات الثلاث إلى بذل المزيد من الجهود التشاركية وتنسيقها باعتبار التحديات التي تواجهها.
وأكد أن التحديات التي أصبحت تزداد تعقيدا لم تعد تحتمل الجهود الفردية التي تقف نتائجها عند حدود الدول، مشيرا في هذا الصدد إلى التكتلات التي يشهدها العالم في مختلف الميادين.
وذكر أنه تم تنفيذ العديد من البرامج في مجال تأكيد الهوية العربية الإسلامية والعناية بالثقافة الإعلامية والشراكة المجتمعية وتفعيل دور التقنية في التعليم، داعيا إلى مزيد من العمل المشترك في سبيل بناء مستقبل آمن ومزدهر.
وتوقف مدير مكتب تنسيق التعريب بالرباط وممثل الألكسو، عبد الفتاح الحجمري، عند موضوع ثقافة الحوار والسلام والتعايش ونبذ التطرف، موضحا أن المنظمة العربية دأبت على إقامة جسور الحوار والتبادل والتفاعل بين الثقافة العربية الإسلامية وثقافات العالم.
وأشار إلى أن الأزمة الإنسانية والتنموية والسياسية التي اجتاحت المنطقة العربية والإقليمية مؤخرا أثرت على الشباب العربي والإسلامي، لا سيما من ناحية توفير فرص التعليم والعمل، مشددا على ضرورة سعي المنظمات الدولية والإقليمية إلى الإسهام في إيجاد سبل للتغلب على أبرز القضايا التي من شأنها عرقلة النظم التعليمية وبالتالي الولوج إلى سوق الشغل.
وتطرق مدير مكتب اليونسكو بالرباط، السيد صالح خالد، من جانبه، إلى الحاجة الملحة إلى تعزيز مختلف المبادرات الهادفة إلى محاربة التطرف بكل تجلياته لاسيما في أوساط الشباب، مسجلا أن جل الدراسات والتقارير الدولية أكدت أن عدم تمكين الشباب وانعدام فرص العيش الكريم من شأنه أن يزرع بذور عدم الاستقرار.
وأكد أنه لا مناص من مأسسة مشاركة فئة الشباب في بلورة المشاريع والبرامج والسياسات العمومية وانجازها وتقييمها وتعزيز المنظومات التربوية المندمجة والدامجة للشباب، داعيا إلى اتخاذ مبادرات قطاعية تأخذ بعين الاعتبار وضعية فئات الشباب الأكثر هشاشة (الفتيات، الشباب في وضعية إعاقة، الشباب اللاجئون، وغيرها).
ويتضمن برنامج الأيام التعريفية عقد جلسات عمل لمناقشة محاور تتعلق بسبل وآليات الاستفادة من مشاريع المنظمات الدولية، وتبادل الخبرات والمعارف بين العاملين في اللجان الوطنية والمنظمات الدولية، ودور الإيسيسكو وا لألكسو ومكتب التربية العربي لدول الخليج في الإسھام في توفير فرص تعليمية في البلدان العربية والإسلامية، وتفعيل العمل العربي الإسلامي المشترك لتعزيز الحكامة والابتكار في التعليم العالي وتشغيل الشباب، فضلا عن تعزيز جھود المنظمات والابتكار في التعليم العالي وتشغيل الشباب، وتعزيز جهود المنظمات الدولية لنشر ثقافة الحوار والسلم والتعايش ونبذ التطرف.
ويشارك في هذه الأيام التعريفية، التي ستشهد تنظيم معرض لمنشورات وإصدارات المنظمات الثلاث، الأمناء العامون للجان الوطنية في الدول الأعضاء في منظمتي الإيسيسكو والألكسو ومكتب التربية العربي لدول الخليج، وخبراء من المنظمات الدولية الموازية.