عبد الرحمان أيت المقدم
لا يخفى على الكثيرين من متتبعي قضية الأساتذة المتدربين من نقابيين وسياسيين وحقوقيين ومدنيين.. أن عبد السلام زسلي مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين " العرفان" الذي توفي يوم السبت الماضي 15 يوليوز كان يحاول بكل ما أوتي من قوة أثناء خرجاته الإعلامية تبخيس نضالات التنسيقية الوطنية، بل أكثر من ذلك كان يغري بالمال بعض الأساتذة المتدربين من داخل المركز للعودة إلى فصول التكوين من أجل زعزة وتشتيت وحدة التنسيقية، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل.
ولا يحتاج السيد لفتيت وزير الداخلية أن أذكره بمواقف الراحل أثناء حضوره لبعض جولات الحوار والتي كان يستعمل خلالها كل الوسائل لإظهار ولائه وإخلاصه للجهات المسؤولة وإن كان ذلك على حساب المستضعفين من أبناء جلدته.
كان الراحل يمني النفس بأن يزف له خبر ترقيته من منصب مدير مركز إلى مدير أكاديمية ولم لا وزيرا للتربية!، أسوة بمن ارتقوا نتيجة ولائهم وإخلاصهم لتنفيذ
القرارات! لكن " الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن"؛ إذ باغتته المنية بسبب سكتة قلبية مفاجئة، تاركا وراءه كل شيء ما عدا أفعاله ـ حسنها وقبيحها ـ وحدها التي رافقته إلى مثواه الأخير.
لذا أوجه ندائي إلى كل المسؤولين الذين تهمهم مصلحة الوطن وفي مقدمتهم راعي الحوار وممثل الحكومة وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إلى ترك كل الخلافات جانبا ـ إن كانت هناك خلافات! ـ والاحتكام إلى الحكمة والضمير والجلوس إلى طاولة الحوار؛ لأنه يعلم علم اليقين أن إخواننا الأساتذة المرسبين جورا يعيشون منذ الإعلان عن نتائج الاختبارات الشفوية إلى حدود هذه اللحظة معانات وأوضاعا مزرية لا يعلم بحالهم سوى الله سبحانه وتعالى! منهم من شرد وشردت معه أسرته.. ومنهم من قدموا نفوسهم ـ بعد أن ضاقت بهم كل السبل ـ فداء وعدلا ووفاء لعدالة قضيتنا، كان آخرها الخطوة النضالية البطولية ـ الإضراب عن الطعام ـ التي كادت لولا لطف الله أن تودي بحياة أستاذين على الأقل! كما تعتزم التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين يوم 2 غشت المقبل الدخول في إنزال وطني إلى حين تسوية الملف بشكل نهائي.