أزمة عمال ليديك سابقا: سنستمر في الاحتجاجات إلى حين محاسبة المتورطين في إفلاس التعاضدية

مستجدات الأشغال بمركب محمد الخامس.. انطلاق أشغال الواجهة الخارجية وبطء في باقي المرافق

حواجز إسمنتية تشعل غضب ساكنة السانية بطنجة

طنجة تحتضن بطولة منصة الأبطال في نسختها 11 لكأس أوياما

أخنوش: تمكن الاقتصاد الوطني من خلق 338.000 منصب شغل خلال الفصل الثالث من سنة 2024

أخنوش يعدد نجاحات عدة قطاعات صناعية ويؤكد أن 2023 كانت سنة استثنائية لصناعة السيارات

" كلُّنا ناتن- ياهو "

" كلُّنا ناتن- ياهو "

عبد الفتاح عالمي

 

حقيقة ليست جميلة: لسنا نحن من سيُحرّر فلسطين!

تنتابُني ميول إجرامية حين أسمع بعض الشّعارات الغبيّة التي تتخلّل مظاهرات التضامن مع فلسطين والمسجد الأقصى، يصرخون بحميّة " لن نركع أبدا لن نركع " و يهتفون " فلسطين لن تموت ستظل صامدة " والبعض منهم يردّدون : قادمون قادمون! إيه أكيد فلسطين ستظل صامدة لكن ليس بتزكياتنا بل لأنّها استوعبت أنّ الحلبة لا تستوعب أكثر من طرفين ولأن الطّرف الثالث حكم غير عادل، ولأنّ المتفرّجين ينطبق عليهم بشقّ السيكولوجيا السياسية وصف عبد الله القصيمي" العرب ظاهرة صوتية "، ولأنّنا أثبتنا غير ما مرّة أنّنا من فصيلة الرّاكعين وبغضّ النظر إن كان ركوعا تعبّديا أو مولويّا أو لأصحاب الحال! فحكوماتنا المرضيُّ عنها تحتلّ الصدارة في الإدانة والتنديد، وفي كل مرة يجتمع مجلس "مهزلة الدول العربية" ويقرّر بصفاقة أن الوضع خطير و أنه يُدين العدوان الإسرائيليّ، ويعود بعدها كلّ وزير لبيته بعد أن أدّى واجبه " الوطني " متناسيا أنّ الإدانة لعبة شاخت دلالاتها وما عادت تحتاج منصّة أو ميكروفونا! فعوض أن تُفعّل لجنة المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل بجامعة الدول العربية المنشأة منذ 1951، فحكوماتنا التي عوّدتنا بسماجتها السياسية الرخوة لا تزال بعيدة عن اتخاذ قرارات محوريّة فاصلة، فهي لا تقاطع و إن حصل و دعت للمقاطعة يوما فإنها تدعو لمقاطعة " الياغورت " حين تضاف له بعض السنتيمات ! و حين يثار خيار المقاطعة كحلّ استراتيجيّ ستبخسه دُمى المجتمع الدّولي متناسية كفاءته في النموذج الياباني بعد الحرب العالمية الثانية والنموذج الهندي للحكيم غاندي الذي قدّس به فلسفة " الساتياغراها " والنموذج الحالي لأردوغان الذي رفعه في وجه إسرائيل وصفع به باقي الدّول المخصيّة من الإنسانية.. والحقيقة أن إقرار المقاطعة سيظلّ خيالا علميا منذ أن استمرّت الدّول العربية بتصدير نفطها وماء وجهها رغم اعتماد أمريكا منذ أكثر من ست سنوات لمحطات بنزين أسمتها " وقود خالي من الإرهاب " والتي اعتبرها الصهيوني "كوفمان " أنها من أجل أمريكيين لا يشرّفهم دفع أموالهم للإرهاب! فشروط تحقّق المقاطعة للأسف منعدمة مادام العرب والمسلمون ليسوا يدا واحدة ومن الصعب الحلم أنهم يفكرون في ذلك بالأعوام القادمة، وكما قال المشاكس أنس الحيوني : " أقنعوني أن العرب إخوة وأنا سأقنع البغل أن الفراولة ألذ من التبن " ! لذلك فالحقيقة التي لا نريد أن نبتلعها والتي تلتصق بالحلق كحراشف سمك الإربيان هي أننا على هذه الحال لسنا نحن من سيُحرّر فلسطين وأظنّ أنّ عملاق علم المستقبليات الدكتور المنجرة رحمه الله قد تنبّأ بذلك حين قال في محاضرة له بفاس سنة 1976 أن العرب ليس من سيهزم إسرائيل ولكن اليهود ستقع لهم صراعات داخلية فيما بينهم بعد سنة 2020.. وفي الختم ..، صحيح أنّ مشاعرنا و قلوبنا تلهج بأنّنا كلّنا فلسطين.. لكن صمتنا وشللنا يُنطقنا غصبا : كلُّنا ناتن- ياهو!


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات