أخبارنا المغربية
وفي الوقت الذي تؤكد الدراسات الحديثة أن متوسط عمر الرجال الروس يبلغ 67 عاماً، إلا أن فلاديمير بوتين دحض هذه الدراسات بصوره التي يظهر من خلالها ممتلئاً بالحيوية والنشاط رغم اقترابه من هذا المعدل.
فهذا الرئيس الروسي الذي اختارته صحيفة "لوموند" الفرنسية شخصية 2016، لم يصرفه منصبه كرئيس للبلاد، عن استعراض مهاراته الرياضية أمام بلاده والعالم أجمع، فتارةً تجده يرتدي حزامه الأسود خلال مشاركته بمسابقة لعبة "الجودو"، وتارةً أخرى يشق المياه بكتفيه أثناء ممارسة السباحة، أو يضرب بيد من حديد بمباراة للهواة في هوكي الجليد في ساحة للألعاب الأولمبية.
وتشكل شخصية بوتين موضوعاً دسماً ليس للرأي العام ووسائل الإعلام العالمية، فحسب بل لخبراء تحليل النفس أيضاً، حيث يحرص على نشر صور له خلال ممارسته الرياضة مواصلاً مسلسل استعراض قدراته الجسدية وإظهار صورته ليس بوصفه رئيساً لواحدة من أقوى دول العالم فحسب، بل كشخص قوي مفتول العضلات أيضاً.
وقد أمضى الكاتب الصحفي في مجلة نيوزويك الأمريكية بن جودا نحو 3 سنوات في دراسة حياة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف نشر كتابه "الإمبراطورية الهشة: كيف وقعت روسيا في حب فلاديمير بوتين وخرجت منه".
ويشكل بوتين خير دليل على دراسة لجامعة كولج لندن البريطانية تشير إلى أن الرجال في منتصف العمر الذين يمارسون الرياضة والنشاطات الجسدية بانتظام غالباً ما يحافظون على نشاطهم الجسدي مع تقدمهم في السن. وهذه الدراسة هي واحدة من مئات الدراسات التي تربط بين الرياضة وطول العمر.
وهذا ما أكده أيضاً كبير أطباء الكرملين سيرغي ميرونوف كاشفاً أن "بوتين يبدو أصغر من سنه بأعوام كثيرة، والذي يساعده في المحافظة على اللياقة البدنية هو الرياضة"، وفقاً لما نقلته "وكالة انباء نوفوستي" الروسية عنه في تصريح سابق.
ولا تصرفه اجتماعاته السياسية عن تخصيص أوقات لممارسة الرياضة، ونشرت وكالة "تاس" الروسية، صوراً لبوتين، وهو يؤدي التمارين الرياضية ويتناول طعام الإفطار برفقة رئيس حكومته دميتري ميدفيديف، في دار ضيافة تابع للحكومة في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
هوايات متعددة
وإذا كانت الرياضة أحد أسباب شباب بوتين في عمر الستين، فلا يمكن إغفال هواياته الأخرى التي يحرص على ممارستها رغم جدوله المزدحم والتي تساعده على تجديد نشاطه وتفريغ توتره مثل السباحة وركوب الخيل وعزف البيانو وصيد السمك.
ولم تكن هواياته مقتصرة على ملء أوقات الفراغ، بل كان يحرص على احترافها والتميّز بها، فقد صنع بوتين لنفسه سجلاً حافلاً من ممارسات رياضة ركوب الخيل، وأهداه العديد من الزعماء الدوليين والمسؤولين الروس له جياداً أصيلة، وفي عام 2002 أهداه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني 3 جياد عربية، احتفالاً بعيد ميلاده.
ومن أسرار صحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حرصه على استغلاله كل لحظة من حياته للترفيه عن نفسه حتى لو كان خلال لقاءات رسمية، ومن أكثر الأمثلة التي تثبت ذلك حين عزف على البيانو قبيل اجتماعه بالرئيس الصيني في إحدى الفيلات التابعة للحكومة الصينية.
