من البقرة إلى المستهلك.. شاهد كيف تتم عملية إنتاج الحليب ومشتقاته داخل تعاونية فلاحية بمنطقة سوس

أخنوش من كوب 29 : المغرب تحت قيادة جلالة الملك رائد في الانتقال الطاقي على المستوى القاري والدولي

أمطار غزيرة تتهاطل على مدينة طنجة

الأشغال تقترب من نهايتها بملعب طنجة المونديالي

قضية تبييض الأموال.. الحكم على 21 شخصا تلاعبو بأموال منخرطي ودادية أطلنتيك بيتش (المحيط الأزرق)

مداهمة منزل في تطوان يأوي أكثر من 30 كلبا يشكل خطرا على ساكنة جبل درسة

الله يْسْمْحْ لِنا مْنْ حْقّْ الزوجة وْياخُدْ الحق منْ الرّاجْلْ!

الله يْسْمْحْ لِنا مْنْ حْقّْ الزوجة وْياخُدْ الحق منْ الرّاجْلْ!

جواد مبروكي

 

نسمع ونكرر جميعا "الله يْسْمحْ لِنا مْن حْق الوالدين" رغم أننا نقصد في غالب الأحيان " الوالدة". نشعر بتجربة الآباء لما نصبح بدورنا آباء ونشعر حينئذ بما كانوا يعانون معنا محبة لنا ونقول "الله يسمح لنا من حق الوالدين" يعني "الوالدة بالخصوص".

 

لكن ما الفرق بين الأم والزوجة في دورهما؟ أليست الزوجة أمُّ أبنائنا؟ هل الزوجة لا تعاني مع أبنائنا نفس الصعوبات التي عانتها أمهاتنا معنا؟ هل الزوجة لا تعاني مع زوجها نفس الشيء الذي عانت منه أمُّنا مع أبينا؟ أليس من المنطق أن نقول كذلك "الله يسمح لنا من حق الزوجة؟"

 

الأخطر من هذا، لما يجد الرجل نفسه أمام مشاكل مع أبنائه، يلتفت إلى زوجته وينتقدها قائلا "إوا هَا تّْرابي دْيالْكْ فينْ وْصْلاتْنا، الله يْنْعْلْها تْرْبية". وأقوم هنا، وبصوت صارخ أردُّ على هذا الزوج والرجل بصوت زوجته، لأنها مغلوبة ولا تسمح لنفسها حتى بالدفاع عن كرامتها أو شخصها، وأردِّدُ له "وَفينْ كْنْتِي أْنْتا أسّي الراجل؟ واشْ هادو مَشي وْلادْكْ حتى نْتا؟ واشْ نْتا مَمْسْؤولْشْ عْليهُمْ وْ على تْرابيهُمْ؟ واشْ نْتا عاطيها هِي لْقْهاوي وْ تْقاصْرْ مْعَ صْحابْكْ وْ جايْ دَبا تْشْرّْكْ فْمّْكْ عْلِيها مسكينة!" وأضيف على هذا "أجي نْتا بْعْدا، واشْ مَشي نْتا هُو رَبُّ البيت والعائلة والمسئول على البيت وْ نْتَ عْنْدْكْ الحقوق والسلطة أكثر مْنّْها، أوْ نْتا هِي ربُّ القْهاوي وْ تْقاصْرْ وْ نْكيرْ وْ لْغْواتْ؟". مع الأسف الشديد لو كنتُ امرأة لألقيت بالرجل داخل أسوار كوانتانامو.

 

فكيف لنا أن نحقق العدل والديمقراطية في مجتمعنا ونحن ظالمونا لزوجاتنا؟ على العدل والإنصاف والديمقراطية أن تبدأ أولا داخل البيوت علماً أنه لا ينتشر في المجتمع سوى ما هو سائد في البيوت و الشارع هو مرآة المنازل وهذا هو الواقع!

 

فما هي الأسباب التي تجعل الرجل يتجاهل معاناة الزوجة ولا يعتذر لها؟

 

1- عدم المساواة في تربية الأطفال: الأنثى فقط هي التي تقوم بالأشغال المنزلية أما الذكر فإنه أمام شاشاته أو خارج البيت يتسلى مع أصدقائه بينما الأنثى تبقى خادمة لإخوانها الذكور. كذلك تُحرمُ الفتاة من الحقوق التي يتمتع بها الذكر ولا أدري أي نص قانوني أو ديني يسمح بهذا الظلم؟ وكل ما يَفهمه الذكر هو أن الأنثى خادمته وهذا هو نصيبها في الحياة وهكذا قررت المشيئة الطبيعية أن تكون الأمور وهكذا "فْرّْقْ الله الأرزاق!!!".

 

"وا الرّْجالْ واشْ مَعْنْدْكومْشْ العْيْنينْ باشْ تْشوفو هادْ المُصيبة لِعَيْشينْ فيها كل الأوساط المغربية؟ وْلا عْنْدْكومْ العْيْنينْ هِي باشْ تْخْرْجوهُمْ عْلى مُؤخرة المرأة؟ وْ فوقْ هادْشّي باغْيينْ الديمقراطية؟ واشْ باغْيينْ تْبْنِوْ السّْقف بْلاَ السّْواري؟"

 

2- نموذج الأبوين: يتعلم الذكر من أبيه كيف يجب معاملة الزوجة مستقبلا "أقْهْرْها وْهَنْتَ مْهْنّي وراجْلْ". كما أن الأنثى تتعلم من أمِّها كيف "تْسْدْ فْمّْها وْ تْحْني الرّاس" لتتدرب على "كِفاشْ تْصْبْرْ" مستقبلا مع زوجها.

 

3- المدرسة: التعليم غير منصف بين الذكر والأنثى بحيث يجبر التلميذة على ارتداء الوزرة ولا يفرض شيئا على التلميذ الذكر مثلا. كما يغيب في البرامج التعليمية مفهوم المساواة بين الجنسين وتطبيقه على الأقل داخل المؤسسات التعليمية.

 

4- رجال الدين: يتشبثون بفكرة "الرجل أقوى وأعلى مرتبة من الأنثى" ويؤولون ما شاءوا كيفما شاءوا ويعززون هذا الفكر سواء عند الذكر أو الأنثى بِ"هَدا حْرامْ هَدا حلال" ويختمون بفكر "هادي هي الإرادة الإلهية". حاشى لله أن تكون هذه إرادته بل هي إرادة طغيان وديكتاتورية الذَّكر على الأنثى!

 

5- وصم المرأة : اجتمع المفهوم الخاطئ للدين مع العادات والتقاليد بوصم المرأة في المجتمع بحيث سلب منها العديد من حقوقها مثل اللباس والحرية في التصرف في جسدها والذي هو مِلكها! بل جُردت منه وأصبح جسدها ملكا للذَّكر (الأب والأخ والزوج وْ حْتى الصّاحبْ) يفعل به ما شاء باسم الدين أو باسم التقاليد.

 

على أيِّ حال، الأمُّ هي زوجة والزوجة هي أمٌّ كذلك ومن الإنصاف أن نقول "الله يْسْمْحْ لِنا مْنْ حْقّْ الوالدة ومن حق الزوجة!"


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

محمد

الاه الذي يجيب الدعاء

السلام كان حري بك أن تشرح لنا كيف يجيب الهك الدعاء الذي جعلته كعنوان لكي يكون لكلامك وزنا عوض ان تكتب عبارات غير منسجمة

2017/11/27 - 08:11
2

لينا

شكرا

على الاقل في هدا المجتمع الدكوري هناك رجل قال كلمة حق في حق الزوجة المغربية واشكره كثيرا التقيت في عملي هنا في كندا.بتواءمتين في سني الخمسين وساءلوني من اي بلد انتي فاءجبتهم من المغرب فقالتا اءننا اشتغلنا ثمان سنوات بشمال المغرب فساءلتهم هل اعجبكم بلدي فقالت واحدة البلد جميل لكن صعب للمراءة العيش فيه لاءنه مجتمع دكوري بامتياز فالرجال جالسين في المقاهي والنساء تركد بين اشغال البيت والتسوق وتربية الاولاد فهده هي النضرة التي جاءوا بيها من المغرب واءن نساءنا صبورات مغلوبات على اءمرهم ليس كلهم ولكن اغلبهم٫

2017/11/27 - 08:17
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة