هذا ماقاله حفيظ عبد الصادق مدرب الرجاء الرياضي في أول خروج إعلامي له بعد الفوز على شباب المحمدية

اللقاء الختامي للملتقى ال11 للفيدرالية المغربية للمتبرعين بالدم

المؤتمر الدولي الأول للصحافة والإعلام بوجدة يسدل ستاره بتوصيات هامة

بكاء الخياري وتأثر بنموسى في وداع الفنان القدير محمد الخلفي وسط جو من الحزن

سعيد الناصيري يكشف المستور حول مصاريف علاج الفنان الرّاحل محمد الخلفي

حزب الحركة الشعبية ينتقد الحكومة بسبب قرارتها الأخيرة ويعلن التحاق التكتل الديمقراطي

الإعلام الألماني يصف تحركات الملك بإفريقيا ب"الاختراق الناعم للقلاع" ويقر بالانكماش الجزائري

الإعلام الألماني يصف تحركات الملك بإفريقيا ب"الاختراق الناعم للقلاع" ويقر بالانكماش الجزائري

دويتشه فيله

 

اللقاء الذي جمع العاهل المغربي برئيس جنوب أفريقيا، يبدو أنه أكثر من مجرد لقاء من صنف ما يُعرف في القاموس السياسي والإعلامي العربي بـ"تبويس(تقبيل) اللِّحى" الذي ينتهي مفعوله في حينه. ويعتبر لقاء الملك محمد السادس بالرئيس جاكوب زوما في أبيدجان على هامش مؤتمر القمة الأفريقي الأوروبي، الأول من نوعه بعد 13 عاما من القطيعة بين البلدين.

صحيفة"ديلي مافيريك" الجنوب أفريقية  في عددها الصادر في ( الأول من كانون الثاني/ ديسمبر 2017) اعتبرت أن الاجتماع سيساهم في"إذابة الجليد" بين البلدين، وتطبيع علاقاتهما المجمدة منذ قرار بريتوريا سنة 2004 بالإعتراف بجبهة البوليساريو التي تنازع المغرب حول الصحراء الغربية. بدورها وسائل الإعلام المغربية رحبت بالتقارب غير المسبوق بين البلدين، واعتبرت أنه يحمل "آفاقا واعدة في مستقبل علاقات البلدين السياسية والإقتصادية".

تقارب رمزي

ويرى مراقبون بأن التقارب بين البلدين الأفريقيين الكبيرين، يؤشر إلى تغيير استراتيجي في العلاقات بين دول الإتحاد الأفريقي، وقد يحمل معه تداعيات في ملفات عديدة بالقارة السمراء.  فقد جرى اللقاء في أبيدجان التي تعتبر عاصمة حليفة للرباط ضمن الجناح الفرنكفوني بالقارة، وجنوب أفريقيا هي رمز للجناح الأنجلوساكسوني وتعتبر بعد الجزائر أهم مؤيد لجبهة البوليساريو داخل المنظمة الأفريقية.

وسبق للمغرب قبل وإثر عودته للإتحاد الأفريقي (2013) أن أحدث إختراقات غير مسبوقة في جبهة الدول الحليفة تاريخيا للجزائر وضمنها نيجيريا ورواندا وأثيوبيا، بيد أن وصول حملته الديبلوماسية الجريئة الآن إلى بريتوريا قد يحقق به أكبر إختراق على الإطلاق في هذا الإتجاه باعتبارها طالما كانت تعد أقوى قلاع المؤيدين لجبهة بوليساريو. وشهدت علاقات المملكة وجنوب أفريقيا في السنوات الأخيرة توترا ملحوظا بلغ مداه قبل أشهر بأزمة تفتيش سلطات جنوب أفريقيا للسفن المغربية العابرة لرأس الرجاء الصالح.

وما يزال مسلسل التقارب في بداياته ومن المبكر وضع استنتاجات كبيرة، لكن المخزون التاريخي والمقومات التي ترتكز إلى علاقات البلدين، قد تساعد على المضي بعيدا في هذه العلاقات.  ذلك أن جنوب أفريقيا مدينة تاريخيا للمغرب بالدعم الذي قدمه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وزعيمه الراحل الأسطورة نيلسون مانديلا، حيث كانت المملكة من البلدان العربية القليلة التي قدمت دعما عسكريا وسياسيا لحركة التحرر الوطني في جنوب أفريقيا، وهو ما يفسر العلاقات الحميمة التي كانت تربط البلدين إبان حكم الرئيس الراحل مانديلا. 

وفي ظل السياسة الأفريقية الجديدة التي بدأ ينتهجها المغرب منذ سنوات قليلة، يُرجح أن تشهد العلاقات تطورا نوعيا، إذ أنّ جنوب أفريقيا نفسها، كقوة إقليمية كبيرة، باتت مقتنعة كما يقول مراقبون في بريتوريا بأنه لا يمكنها تجاهل دور المغرب المتنامي في الإتحاد الأفريقي. وقد ضرب المغرب في أبيدجان عصفورين بحجر واحد عندما طوى خلافاته مع كل من جنوب أفريقيا وأنغولا.

دور مغربي متنامٍ

منذ عودته إلى الإتحاد الأفريقي بعد ثلاثة عقود من القطيعة وسياسة الكرسي الفارغ، يتنامى دور المغرب كقوة ناعمة في القارة السمراء، بشكل ملحوظ ويمكن رصد ملامح هذا الدور(المغربي) في مئات الاتفاقيات الموقع مع دول أفريقية ومن أبرزها اتفاقيةٌ لإقامة مشروع أنبوب غاز استراتيجي يربط نيجيريا في غرب أفريقيا بالمغرب على أبواب أوروبا، وإتفاقية شراكة ضخمة مع أثيوبيا في مجال مشتقات الفوسفات، ناهيك عن عشرات الاتفاقيات والمشاريع في مجالات الطاقة والاتصالات والمصارف مع دول الساحل الغربي لأفريقيا وهي الحليف التقليدي للمغرب. كما يسعى المغرب الآن إلى الانضمام إلى مجموعة دول غرب أفريقيا.

وخلال قمة أبيدجان ظهر مجددا دور المغرب كحلقة وصل رئيسية بين أوروبا وأفريقيا، حيث أعلن أنه سيشارك إلى جانب فرنسا وألمانيا في معالجة إحدى أعقد مشكلات الهجرة واللجوء التي تؤرق القادة الأوروبيين وتثير انزعاج الأفارقة، وهي الأوضاع المأساوية للمهاجرين العالقين بليبيا. فقد أعلن المغرب أنه شريك إلى جانب فرنسا وألمانيا في عمليات إجلاء المهاجرين العالقين بليبيا بهدف إنهاء مأساة الاستعباد التي يتعرضون لها هناك وفق تقارير موثقة لمنظمات إنسانية دولية.

جنوب أفريقيا تتأرجح بين المغرب والجزائر

وقد يكون من المبالغة القول بأن علاقات المملكة بجنوب أفريقيا ستعيش بين عشية وضحاها شهر عسل، لأنّ ما يربط جنوب أفريقيا بالجزائر أيضا رصيد ديبلوماسي وتاريخي وإقتصادي، إذ تعتبر الجزائر أول مستورد للأسلحة من جنوب أفريقيا. وبحكم التراث التحرري المشترك ضد الاستعمار وضد هيمنة القوى الكبرى في القارة الأفريقية، تربط الجزائر بجنوب أفريقيا تحالفات تقليدية في ملفات دولية عديدة. لكن ما يحدث في الآونة الأخيرة على الساحة الأفريقية، على الأقل، يؤشر إلى تراجع نفوذ الجزائر التقليدي بعدد من العواصم الأفريقية، وذلك لأسباب منها الضائقة المالية التي تمر بها الجزائر منذ عامين بسبب تراجع عائدات النفط، وانسداد الآفاق السياسية في البلد بسبب غياب إصلاحات وهيمنة كابوس الفراغ في القيادة بسبب المرض الذي أقعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ سنة 2013.

مرض الرئيس بوتفليقة..ساهم في تراجع دور الديبلوماسية الجزائرية

وتظهر ملامح الانكماش الديبلوماسي الجزائري بشكل ملحوظ مقارنة بالدور المغربي المتنامي في القارة السمراء، من خلال بعض اللقطات التي سلطت عليها عدسات المصورين الأضواء، معبرة عن اللحظة الفارقة - ولو بشكل رمزي- بين الدورين المغربي والجزائري في أهم منتدى سياسي أفريقي. فعندما كانت الأضواء موجهة لتحركات الملك محمد السادس داخل قاعة المؤتمر في أبيدجان، كان إبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو ( العضو في المنظمة الافريقية) يقف على بعد بضعة أمتار وهو يراقب باهتمام مرور العاهل المغربي بجلبابه المميز. وطافت هذه اللقطة في مواقع التواصل الإجتماعي، وعلّق عليها مراقبون بأنه لم يكن من المتصور أن تحدث لولا التغيير الذي شهدته سياسة المغرب الأفريقية.

ثم اكتمل المشهد بلقطة رمزية أثارت إهتمام وسائل الإعلام المختلفة وشكلت نقطة إلتقاء نادر حولها بين صحافة البلدين المغرب والجزائر، حيث بادر رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيي بإختراق الصفوف ليصل إلى الملك محمد السادس ويصافحه بحرارة بينما كان الملك في حديث ثنائي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي بدا بدوره مبتسماً ومرحباً بما يحدث أمامه. 


عدد التعليقات (5 تعليق)

1

حليم

الكدوب يضحكو علينا بهاد التقارير و الله رآه جنوب إفريقيا و الجزائر و نيجيريا و مصر هم من يسيرون إفريقيا الجزائر عندها النفود السري ديال الصح و الحقيقة شرطو علينا نقلسو مع الجمهورية الوهمية وهدي هي الحقيقة

2017/12/02 - 07:14
2

الجزاير اخواننا مهما كان الحال ويجب علينا ان نحدر من المجرمين الغربيين

2017/12/02 - 07:46
3

الذي يتلاعب بنا هو إعلامنا ، ومحلليه من أمثال السليمي ...يقدمون لنا الأخبار الوردية وليس الحقيقة

2017/12/02 - 08:59
4

keskass

انها لعبة السياسة

هدا ما تقتضيه الحنكة السياسية و كل من يتصرف بانفعالية لا محالة سيخسر اشواط هده اللعبة فصديقك في هدا الميدان الماكر من ترى فيه مصلحة بلدك والواقع يحكم على كل مشارك في هده الرقعة ان يحسن الحبكة وان يتحلى بضعف الداكرة ما امكنه دلك لان مقتضاها ان لا صديق يدوم وعدو الامس يمكن ان يصبح حبيب اليوم والانقلاب وارد لهدا كلما نظرنا لهده اللعبة من خلال ما نعرف من قواعد السلوك المتداول البسيط كلما جانبنا الصواب واستشكل علينا الفهم انها لعبة ترفض المجانية فاستقبالنا لاخواننا الافارقة و ان كان البعد الانساني يمكن ان يجاور فيه ابعاد اخرى ممكنة لكن تيقن انها حسبة مربحة فهده القارة البكر التي اصبحت تتهافت على الفوز بموطئ قدم فيها كل الدول الطموحة واصبحنا نسمع عن قمم تجمعها مع دولها لا شك انها تدرك ما تفعل فلا اظن الصين تخطئ ولا اليابان او تركيا ان افرقيا هي كعكة المستقبل الكل يريد منها النصيب الاوفر فكيف تريدون من بلد يريد اقامة علاقات قوامها رابح رابح مع بلدان هو منها ان يبقى في موضع المتفرج

2017/12/02 - 09:44
5

سعيد السوسي

العناد الفارغ

الجزائر لا تريد ان تترك وجهها سليما امام العالم الحكام الجزائريين ليسوا اذكياء و لا يرتقون الى الحنكة السياسية الدولية ، و لا يقرؤن بين السطور ، افريقيا تلتم حول المغرب ،لان المغرب سياسته متنورة في القارة ،و العالم كله يعلم ان مشكلة الصحراء المغربية مشكل صنعته و احتضنته الجزائر و ليبيا مولته في عهد القذافي . هنا وجب على السياسيين الجزائريين ان يطلقوا صراح اخواننا المغاربة المتواجدين بمخيمات تندوف و ان يتنازلوا على دعمهم لما يسمى بوليزاريو لانها انهكت ميزانية الخزينة المالية للشعب الجزائري ،الملايير صرفت عليهم من دعمهم المباشر و شراء دمم بعض الرأساء و تنازلهم لديون بعض الدول الافريقيا و و و . لان صراحة الجزائر هي المستفيد الاول من ارجاع العلاقات الدبلوماسية و السياسية و الاقتصادية مع المغرب ،و يلي في المرتبة الثانية دول شمال شمال افريقيا ، هناك بعض الاخوة سيقولون تقرير مصير الشعوب ، اقول لهم هذه اكذوبة صنعتها الجزائر ، و صدقتها بوليزاريو ، لو ان تقرير المصير حق ، لاصبحت الجزائر نفسها دويلات صغيرة فهناك شعب القبائل و هناك شعب الطوارق و هناك شعب لمزاب و هناك وو على الدولة الجزائرية ان تتراجع على غيها للمغرب رحمة بشعبها

2017/12/02 - 01:12
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات