محمد شاكري
لم يتفق العرب منذ زمن بعيد على شيء كاتفاقهم على الخيانة و لم يجتمعوا على شيء كاجتماعهم على الغدر و المؤامرات .
في التاريخ الحديث جدا ، خانوا العراق و قدموه لرعاة البقر على طبق من ذهب فظل يجتر جراحه حتى يومنا هذا . في التاريخ الحديث جدا دبروا المؤامرات في مصر و ليبيا و سوريا و اليمن و السودان كي يبقى إخوانهم في النذالة وقلة المروءة منعمين على عروش العمالة ترصع تيجانهم صفات الخيانة و المكر و الخديعة .
لله ذرك يا قدس ففي التاريخ الحديث جدا هناك جرح إسمه فلسطين قدمها أمراء المماليك لليهود المساكين كي يعيشوا فيها بأمن و سلام ، فمن حقهم أن يكون لهم وطن يأويهم و يلم شتاتهم ، فاذهب يا صلاح الدين الأيوبي إلى الجحيم فما كان جهادك إلا عبثا حين سلمتها العربان أسيرة ذليلة جريحة لحفدة القردة و الخنازير . و اليوم يقرون و يعترفون بالفعل لا القول و بأمر من سيدهم ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل..فالويل لكم ستخلدون كأجبن ولاة أمر على مر العصور .
نعم اجتمع لدى العربان كل خيرات الأرض ، و أنعم الله عليهم من حيث لا يدرون ، و جمعوا من الأموال و الثروات ما لا يتخيله عقل ، لكن لا عقل لهم فهم أذل من الذل و أجبن من الجبن بل هم الجبن عينه و الخذلان عينه فكيف لك يا قدس أن تستأسد و حولك القطط تموء طمعا في رضا سيدها .. كيف لك يا قدس أن تنهض و " رجالك " قد أسكرتهم الكراسي و الأموال .. كيف كيف ؟؟؟!!!
لا تتوقعوا شيئا أكثر من التنديد و لا تثقوا فيما ترونه و تسمعونه في الإعلام الرسمي ، فما ذلك إلا للإستهلاك المحلي حتى لا يقال أنهم لم يفعلوا شيئا . فالعهد بهم أنهم يبيعون الوطن خلف الأبواب المغلقة و يخرجون علينا بوجوه ملؤها النفاق و الغدر و الخيانة ، و العهد بهم أنهم حين يغضبون يرسلون خطابات الشجب و الإستنكار و التمني في حين كان الرجال إذا غضبوا حركوا جيوشا لا يعرف أولها من آخرها .
لا تتوقعوا شيئا فقد قدموا للسيد ترامب ملايير تكفي لسد جوع فقراء المسلمين و تشغيل العاطلين ... لكنهم دفعوا الجزية و هم صاغرون .
خلاصة القول فلنقرأ السلام على أمة قال فيها الحبيب "تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي".