أخبارنا المغربية
لم تكن غاية الشيطان في الوسوسة لآدم إغواءه فقط لأن الله فضله عليه، بل لأنّه لا يريد أن يُطاع الله أبداً، ويكره أن يرى ذلك، وليثبت أنّه خيرٌ من آدم ونسله،
قال تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا* لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا* وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ الله فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا* يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).
ويمكن أن يبتعد الإنسان عن وساوس الشيطان وإغوائه بأن يلتزم بعدد من الأمور التي تُنجيه من وساوس الشيطان، وإن أصابه شيءٌ منها فإنّه سيواجهها بقوّة وصلابة، وسيقف أمامها قويّاً مُتماسكاً حتّى يُبعده الله عنها، وإن رضخ إلى شيءٍ منها فإنّه ما يلبث أن يعود إلى طاعة الله بعد أن يستغفره ويتوب إليه.
إن ما يوسوس به الشّيطان للمسلم غير محصور بأشياء أو أمور مُعيّنة؛ لأنّ المُسلم كلّما وسوس له الشيطان بأمرٍ فألزمه الحجة وأفسد عليه ما بدأ به من الوسوسة انتقل إلى طريقٍ آخر من الوسوسة حتّى يصل إلى غايته أو يبتعد عنه مُسلماً خسراناً، لذلك أرشد النبي -عليه الصّلاة والسّلام- المسلمين إذا عرض لهم شيءٌ من وساوس الشيطان أن يستعيذوا من شرّه، وأن يلجأوا إلى الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
أما في السنة فقد ذكر الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- كيف يمكن للمُسلم أن يتخلّص من وساوس الشيطان بأعمال مُعيّنة.
وقال: (يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقولَ: مَن خلقَ كذا وَكَذا؟ حتَّى يَقولَ لَهُ: مَن خلقَ ربَّكَ؟ فإذا بلغَ ذلِكَ، فليَستَعِذْ بالله ولينتَهِ)، وفي رواية (فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله).