الصادق بنعلال
يشهد المغرب تنظيم عرس منافسات بطولة إفريقيا للمنتخبات المحلية في كل من الدار البيضاء و أكادير و مراكش و طنجة ، مرت اللقاءات الكروية في سياق بالغ الحرفية و المهنية ، سواء تعلق الأمر بالأداء الفني الجيد لعدد من المنتخبات المصرة على تحقيق نتائج مشرفة ، أو تعلق الأمر بالحضور الجماهيري القياسي و خاصة أثناء مشاركة النخبة الوطنية المغربية ، التي نتمنى أن يكون الفوز بالكأس من نصيبها ، خاصة و أن جل اللاعبين المغاربة الرسميين و " البدلاء " أبانوا عن إنجاز كروي و روح قتالية يستحقان التنويه .
غير أن المراقبين و المعنيين بالشأن الرياضي عبروا عن إعجابهم الشديد بما تشهده مدرجات ملعب ابن بطوطة الكبير ، من حضور جماهيري لافت و مساندة حماسية لأداء المنتخبات الإفريقية المتنافسة ، و على وجه التحديد المنتخب العربي الليبي الشقيق . و الحقيقة التي يفترض أن تكون معروفة لدى الجميع أن عشق سكان مدينة البوغاز للرياضة و كرة القدم بشكل خاص موغل في القدم ، فهو ليس مجرد حالة عرضية استثنائية ، بقدر ما أنه تعلق بالحوار الرياضي الرفيع ، و ثقافة فنية تسكن القلوب ، لذلك يتوجه الشماليون أفرادا و جماعات رجالا ونساء إلى مدرجات الملعب ، للتعبير عن تعلقهم المخصوص بجمالية الصوغ الرياضي ، و تشجيعهم لكل النوادي المحلية و العربية و العالمية المساهمة في رسم لوحات الفرح و السعادة و المحبة .
و يمكن القول إن جماهير طنجة الغفيرة بالخصوص لم تساند منتخب ليبيا الشقيق لأنه ممثل لبلد عربي عزيز علينا فقط ، بل و أيضا لأنه يضم لاعبين موهوبين يبدعون فوق أرضية الملعب ، و مدرب مقتدر يحسن التعاطي مع مجريات اللقاءات الكروية و معطيات الأطراف المنافسة . و عليه فنحن لا نستغرب من تألق هذه الجماهير في هذا الحفل الإفريقي البهيج ، بل إننا متيقنون بأنها ستواصل تأثيث المشهد الرياضي ، من أجل نشر قيم التشجيع الحضاري الراقي ، و كلنا أمل في أن يبقى كأس هذه الدورة في المغرب ، كما نأمل أن نحظى بشرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026 وما ذلك علينا ببعيد .