هشام شولادي
لقد انتظرت ثلاثة أيام قبل أن أرد على عبد العزيز الرباح طمعا أن يكذب ما تناقلته جريدة أخبار اليوم و العديد من المواقع الإلكترونية حول استياءه الشديد من حضور ممثلين للعدل والإحسان في المؤتمر السابع للبيجيدي , واعتبرت عدم صدور أي تكذيب حتى الآن دليلا لصحة ما نشر.
و لا أخفيكم سرا أنني تألمت كثيرا لهذه الممارسة السياسوية التي أنستنا شيم الأخلاق النبيلة و المروءات الصادقة والمواقف الجميلة التي لا تتنكر لضيف و لا تستخف بمشاعر مدعو أبدا.
اعتقدت في بداية الأمر أن الاستياء مرده حضور "عوفير برانشتاين" الإسرائيلي مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "إسحاق رابين" لمؤتمر الحزب، لكنني صدمت لما أتممت قراءة العنوان وعرفت من يقصد صاحبنا باستيائه. وهنا احترت في قصد السيد الوزير من تصريحه هذا، فوجدتني أمام احتمالات متعددة منها :
_ التبرؤ من قرار الحزب، والتموقع خارج دائرة الإجماع، حيث أكد بنخلدون أن لائحة ضيوف المؤتمر سواء من الداخل أو من الخارج قد أشرت عليها الأمانة العامة للحزب.
_ البحث عن موقع خاص و حظوة مميزة عند أصحاب " الشأن "، و بطبيعة الحال لا يمكنه ذلك إلا إذا أبدى موقفا متشددا من العدل و الإحسان، و لو على حساب المبادئ و الأخلاق.
_ لفت الأنظار عن الضجة الإعلامية التي أحدثها الإختراق الصهيوني لمؤتمر الحزب، والتي خلفت تداعيات سلبية على صورته في الداخل و الخارج.
_ القطع مع أي صوت من داخل الحزب أو الحركة قد يدعو للتقارب مع الجماعة.
و أعتقد أنه من النادر جدا في تاريخ التواصل السياسي أن نجد عضوا في أمانة حزب سياسي ما يتأسف على حضور ضيف بعد أن قدم له دعوة، إذ الأولى و الأجدر أن يتقدم بالشكر الجزيل لكل من لبى دعوته و يعبر عن الفرح و الحبور لمن أحسن التجاوب معه.
و لربما تصريحات قيادات العدل و الإحسان بعد الحضور للمؤتمر و التي أكدت على الطابع التواصلي العادي للزيارة، مبعدة أية تأويلات سياسية لها هي التي أغضب صاحبنا وأخرجته عن روعه.
و لا يفوتني أن أذكر الوزير المحترم أن الأخلاق النبيلة تعلو فوق الحسابات السياسوية الضيقة و أن مستقبل الأيام القليلة المقبلة سيكشف له بالملموس أن رهانه كان خاسرا لا محالة, فما هو سوى ورقة من الأوراق التي قد يغيرها " أصحاب الشأن" متى شاؤوا،
و بعدها يجد نفسه قد خسر الصديق و أساء للحليف.