الجماهير التطوانية تخصص استقبالاً أسطورياً لفريقها بعد الفوز على اتحاد طنجة

انقلاب شاحنة محملة بأشجار الزيتون بالحي المحمدي يستنفر المصالح الأمنية

بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

بروبليم أعشيري

بروبليم أعشيري

سفيان الحداني

 

عادت القنوات المغربية من جديد لتسقينا حموضة انتاجاتها الرمضانية عبر شبكة من البرامج و السلسلات المقززة التي تأبى إلا أن تكرر نفس السيناريو المعهود من تهريج و زعيق ورقص كاريكاتوري للفنانين من خلال قصص تلك الشرذمة من المؤلفين " ديال جوج دريال " الذين استعصى عليهم تخيل مواقف تحرك فؤاد المشاهد و تنتزع البسمة من شفتيه... سيناريو اضحى معه الحنين يجرنا الى انحطاط السنة الماضية و السنة التي قبلها

 

المعادلة سهلة للغاية , فالمنتجون ينطلقون من مسلمة مفادها أن المشاهد المغربي لا يتابع بشغف سوى نوعين من الانتاجات لاغبر: الاروع على الاطلاق و " الاحمض " على الاطلاق, وحيت أن الانتاج الاول يتطلب إمكانيات فكرية و ابداعية عالية تعلو بكثير سقف مخيلتهم, يتم الاقتصار على الصنف الثاني و الذي يحقق نفس نسب مشاهدة الصنف الاول , و الدليل على ذلك هو أنه ورغم رداءة السلسلات و انتقاداتنا اللاذعة لها في كل وقت و حين إلا وتجدنا بُعيد كل أذان مغرب متسمرين امام التلفاز ننتظر اطلالة الجم بطربوشه الاحمر وجواربه البيضاء , و قفزات فهيد البهلوانية التي تدعو الى التحسر و ندب الوجوه ... .

 

وأنا أتنقل بين قنواتنا, استوقفتني سلسلة " كلنا جيران " , تلك السلسلة التي أضحى تعداد ممثليها يفوق الخمسين ممثل أو أكثر , يتكلمون دفعة واحدة ويصمتون دفعة واحدة كما لو أنهم يؤدون معزوفة من معزوفات بيتهوفن , تذكرني هذه السلسلة بتلك السلسلة المكسيكية الشهيرة " كوادالوبي " حيت نجد " العساس ديال العمارة " مُتيم بحب تلك الفتاة التي تسكن الطابق الثاني و التي بدورها مُتيمة بحب الميكانيكي عبد الله الذي هو الاخر مُتيم بصاحبة صالون التجميل التي تسعى هي الاخرى جاهدة الحفاظ على زوجها من أن تخطفه باقي نسوة العمارة , زوجها الذي بدوره مُتيم بحب حليمة و سعيدة و لطيفة و زيد و زيد

 

لا أخفيكم سرا, لم أعد أتق كثيرا بانتقادات المشاهدين لهذه السلسلات , فبعد صلاة التراويح وفي المقهى و في الشارع وكلما تناولنا هذا الموضوع الا ووجدتهم يسبون ويشتمون و يتحسرون على المستوى المقرف الذي وصلت له انتاجاتنا المغربية, وما إن يؤدن المؤذن معلنا وقت الافطار حتى تجدهم قد ربطوا أحزمتهم ليسافروا رفقة " الحريرة و الشباكية " نحو عوالم الكوميديا ناسين أو متناسين مواقفهم القبلية بل ويصبحون في اليوم الموالي يهتفون ببعض العبارات التي رسخت في أذهانهم . لذلك ينتابني شعور أنه كلما أمسكت قلمي وبدأت في توجيه سهام نقدي ل " أقطاب الكوميديا بالمغرب " انني أظلمهم أو أفتري عليهم بمقالاتي التي ليست سوى مقالات حسود حقود شغله الشاغل نسف أعماله وانتقاد فنهم وهو الذي لا يفقه في أصول الفن سوى الاسم . " ايوا هذا جهدي عليكوم "

 

تدهور المستوى الفني بهذا الوطن نتقاسمه جميعا سواء كنا مشاهدين أو فنانين , فلا نحن قاطعنا انتاجاتهم تعبيرا منا عن رفض مهزلتهم , ولا هم قاموا بتحديث أداءهم الذي لم يعد يرقى حتى الى مستوى المشاهدة فما بالك بتحليله و فهم مضمونه , وليحدث التغيير المنشود , يجب أن يكون هناك إيمان بأن العقليات والميولات تجاه الفن بالمغرب قد تغيرت مما وجب معه مصاحبة هذا التغيير بانتاجات مبتكرة لا الغرق في أعمال مبتذلة ...


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة