الوقاية المدنية تسيطر على حريق مهول بأحد المطاعم الشعبية بوجدة

الجيش الملكي يجري آخر استعدادته لمواجهة الرجاء

المعارض الجزائري وليد كبير: ندوة جمهورية الريف تؤكد أن نظام الكابرانات أيقن أنه خسر معركته مع المغرب

كواليس آخر حصة تدريبية للرجاء قبل مواجهة الجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية

المعارض الجزائري وليد كبير يفضح نظام الكابرانات ويكشف أدلة تورطه في اختطاف عشرات الأسر بمخيمات تندوف

الحقوقي مصطفى الراجي يكشف آخر التطورات في قضية المدون الذي دعا إلى "بيع" وجدة للجزائر

دروس في التدمير الذاتي

دروس في التدمير الذاتي

عبد الفتاح عالمي

 

 

!كان ألبير أينشتاين فاشلاً يكره المدرسة، ولكنه رغم ذلك أصبح الشخصية الأولى التي يقترن اسمها بالعبقرية في العالم

 

توماس إديسون كان كثير الرسوب في المدرسة إلى درجة أنه طُرد منها، ورغم كلّ ذلك يعود له الفضل في اختراع وتطوير !المصباح الكهربائي

 

ماري أنينغ لم تتلق أي نوع من التعليم الأكاديمي العالي، ورغم ذلك أصبحت عالمة حفريات تمكنت من اكتشاف سُلالات !جديدة من الدينصورات

 

غريغور مندل عالم الوراثة والنبات كان في أحد الأيام يحاول زرع البازلاء في حديقة الكنيسة التي يتعبد فيها، وبدأ ملاحظة !الصفات المتوارثة بين النباتات إلى أن قاده ذلك إلى تأسيس علم الجينات

 

لا يمكن لهذه القصص المختصرة ألا تكون مثيرة، خصوصاً لمن كان يعتقد أنه فاشل، ويبحث عن جرعات أمل تجعله يؤمن بقدرته على تحقيق نجاح باهر. هي قصص نسمعها في أماكن بعينها، يرويها أشخاص يوهموننا بأنهم يقدمون دروساً في التنمية الذاتية، يحددون مبالغ باهضة لأجل ساعة واحدة يقضونها في رواية تلك الحكايات الرومنسية، وكأننا لا نجيد فتح متصفح الإنترنت وقراءتها بأنفسنا، يطلّون علينا من لوحات إعلانية ببذلاتهم الأنيقة وابتساماتهم المعدلة بالفوتوشوب، ويضعون عناوين مغرية من قبيل: "كيف تبتسم أمام المشاكل التي تواجهك، كيف تستفيد من قدراتك الداخلية الخارقة.." وكأن !الطريق نحو النجاح محاط بالورود

 

الأخطر من ذلك أنها دروس تطوّر في داخل الإنسان الشعور بالفشل والكآبة، فهي تدمّره من الداخل في الوقت الذي يخرج فيه هو بابتسامة عريضة بعد ساعات من الوهم الذي يتجرعه بكثافة، لأنه سرعان ما يكتشف أن تلك القصص التي سمعها كانت ناقصة جدّاً، وأنه لا يدري ما الذي يجب عليه أن يفعله حتى يحصل على جائزة نوبل مثلاً رغم أنه طُرد من المدرسة ولا !يحمل شهادة جامعية

 

ما لا تقوله تلك القصص هو كلّ شيء، وما تقوله هو عنصر الإثارة التجارية فقط، فهي تختزل المسافة بين "كان فاشلاً" و"أصبح مشهوراً" في سطر واحد، ولا تخبرك عن الموارد المالية التي كان يملكها الذين تركوا جامعاتهم وأصبحوا من كبار رجال الأعمال، لا تخبرك عن آلاف المرات التي جرّب فيها مندل وَ إديسون اختراعاتهم دون ملل قبل أن تنجح، هي فقط . توهمك بأن فشلك الآن ليس مشكلة أبداً، وتعرض عليك نماذج تحطّمك حين تستعيد وعيَك

 

إنها دروس مخدّرة في التدمير الذاتي السّريع تدفع مقابلها من جيبك. التنمية الحقيقية تؤكد على أن المعاناة سبيلك الحصري نحو النجاح. وإذا كنت لا تزال تبتسم أثناء سماعك قصص الفاشلين الذين أصبحوا عباقرة فاعلم أنك لم تفهمها بعد، وبدل ذلك  !اقرأ عن تفاصيل حياتهم لتعلم أنك يجب أن تبكي لما كانوا يعانونه كلّ يوم، حتى لا تخدعك الابتسامات العريضة.

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات