الاستمرار في هدم المباني بالمحج الملكي بالدار البيضاء

صرخة سيدة بمشروع المحج الملكي: عندنا شهادة الملكية وخرجونا من الدار

أخنوش يهنئ الوزراء الجدد على الثقة المولوية ويشكر الوزراء السابقين

الشعباني: حققنا الأهم أمام السوالم وأعمل حاليا على مراقبة لاعبي الأكاديمية

الحيمر: الهزيمة أمام بركان لم تكن منصفة لنا والتحكيم عليه أن يكون نزيها

أخنوش: الماء والتشغيل أولويتنا خلال النصف الثاني من الولاية الحكومية

التفوق القرائي الوطني يُتوج في تخوم تاونات

التفوق القرائي الوطني يُتوج في تخوم تاونات

رجاء الأزهري

 

من مهد الخيول وأحواض الملح، ومن مدرسة صغيرة لم يحالفها الحظ بعد للتخلص من بناء مفكك فرضته ظروف الترقيع، كان توقيع الجائزة الوطنية لتحدي القراءة العربي بأنامل التلميذة "مريم أمجون"، التي لم تتجاوز عقدها الأول، لتنال بامتياز لقب "فارسة القراءة" وهي تلج مدرسة الداخلة على صهوة حصان أصيل مزين على طريقة قبائل الحياينة، تستقبلها الوفود المهنئة باهتمام بالغ في طقوس كرنفالية متناغمة، اختلط فيها هزيم رعد الربيع بطلقات البارود ونغمات فن الهيت، مع رقصات النصر التي توارثها رجالات تيسة منذ سنوات المقاومة والكفاح الوطني. إلا أن للنصر هذه المرة نفحات طفولية، تربوية وأنثوية.

 

يسائلنا المشهد في قراءة بيداغوجية على أكثر من مستوى، بالنظر إلى تنامي ظاهرة العزوف عن القراءة، وبالتالي الإعراض عن المعرفة. هذا في الوقت الذي أضحت فيه المعرفة تحديا مجتمعيا حقيقيا وأساسا لبناء الرأسمال البشري وولوج اقتصاد المعرفة من أوسع أبوابه.

 

ففي ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم بأسره، وغزو أجهزة التكنولوجيا المعاصرة، وما تتيحه من فيوض المعلومات لدرجة التخمة، يصح لنا أن نتساءل عن مكان الكتاب وسط زخم الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية والحواسيب...؟ هل انتصار آلاف المشاركين من أبطال القراءة للورقي، يبشر بأن كل هذا الانفجار الرقمي لم يفسد لود الكتاب قضية؟

 

في النسخ الثلاث للمسابقة، يجد المتصفح لقائمة المتأهلين وطنيا، أن أغلب الأسماء مؤنثة، من بينها بطلة هذا الموسم؛ وهو مؤشر لحاضر واعد ومستقبل أفضل للكفاءة بصيغة المؤنث. لكن، هل تجاوز فعل القراءة مطلب الجندرة فصار يتجه في منحى التأنيث ؟ أم أنه توجُّهٌ قسري فرضته محدودية ولوج الأنثى للفضاءات العمومية، باعتبارها مؤسسات للتنشئة الاجتماعية، مما جعلها تلوذ بنفسها إلى الكتاب كنافذة على العالم سقطت سهوا من رقابة المجتمعات الأبيسية ؟

 

استحقاق المرتبة الأولى وطنيا للقراءة لمرتفقة مؤسسة عمومية بوسط ذي طابع قروي، بالكاد يوفر أهم ضروريات العيش، يجعلنا نعيد النظر في العديد من المسلمات؛ فالتمثل الذي يَرُد اختلال تكافؤ الفرص واتساع الهوة المعرفية بين التلاميذ إلى اختلاف أوساط التمدرس (خصوصي/ عمومي؛ حضري/ قروي ..) يصبح محط تساؤل. لذا، هل تعد مقومات ولوج المعرفة بالوسط الحضري أو التي قد تعرضها المدرسة الخصوصية محددا موضوعيا للتفوق الدراسي، أم أن للتميز محددات ذاتية وموضوعية لا شأن لها بكل ما سبق؟

 

أسئلة وأخرى تتردد بلا شك في حوارت المتتبعين لمثل هذا الحدث التربوي، قد تجد لها إجابات عفوية مؤقتة بعيدا عن مخابر البيداغوجيين. فمتعة القراءة وبهجة الاكتشاف والمعرفة التي تتيحها عوالم الكتاب، قد لا تكون بالضرورة مشروطة بعمر أومكان... أوظروف موضوعية معينة، بقدر ما ترتبط بدافعية ذاتية نحو التعلم، يعززها المحيط الأسري والمدرسي في حدود الممكن، لتحرر ممكنات القارئ الجيد في أفق رحب لا ضفاف له ولا حدود .


عدد التعليقات (9 تعليق)

1

Saad

يا له من مقال رائع ، لقد أيقظ فينا متعة القراءة

2018/04/29 - 10:03
2

أنس

ماشاء الله اللهم زد وبارك من أمثالك

2018/04/29 - 10:46
3

مية

من مصر

مقال اكثر من رائع كما اعتدنا من كاتبته الراقية فكرا واسلوبا وعمقا و حقا التفاتة طيبة لحدث يستحق الوقوف عنده من منطقة بسيطة طيبة من مناطق بلدنا الجميلة " تيسة"

2018/04/29 - 11:16
4

عزيز شعشوع

التفوق القرائي

فعلا يحق لنا أن نضع محل الشك جدلية التفوق الدراسي التي تنتصر دائما للوسط الحضري على حساب الوسط القروي والتعليم الخصوصي على حساب العمومي ولنا أن نجزم كما ذهب مقال الاستاذة أن للتميز محددات ذاتية وموضوعية هي التي ترهن التفوق الدراسي

2018/04/29 - 11:38
5

عزيز شعشوع

التفوق القرائي

فعلا كما يذهب المقال يحق لنا أن نضع موضع شك الجدلية التي تنتصر للتفوق الدراسي في الوسط الحضري على حساب القروي والتعليم الخصوصي على حساب العمومي ولنا أن نضم صوتنا إلى جانب الأستاذة صاحبة المقال أن للتميز محددات ذاتية وموضوعية هي التي تكون وراء كل تميز

2018/04/29 - 11:48
6

مراد

ماشاء الله أسلوب راقي من كاتبة وأديبة راقية ، كل التوفيق إن شاء الله لك وللأسرة الكريمة

2018/04/29 - 11:57
7

rachida azhari

Bravo et bon courage on ai fiere de vous chere cousine

2018/04/29 - 07:29
8

taounatie

Après avoir lu votre texte, il me parait que ce n'est pas seule la lecture qui commence à avoir une saveur féminine, mais l'écriture aussi.

2018/05/12 - 05:46
9

حمادي

متعة القراءة

فعلا أستاذة كلام في الصميم..شكرا على الأسلوب الراقي والموضوعي...مريم رفعت راية المغرب عاليا فوق الأمم رغم صغر سنها...رغم أن هناك من يتصيد نجاحات الراية المغربية ليروج لأخبار كاذبة تذهب ضحيتها مع الأسف بعض المواقع التي نحترمها ونتابعها كجريدة أخبارنا..التي نشرت خبرا مفاده أن وزارة الاربية الوطنية تخلت عن مريم في تحركاتها وتنقلاتها...دون أن تتحلى بالموضوعية في الخبر. على الأقل تبحث عن مصداقيته من المصدر...أشير هنا إلى مقال إلهام آيت الحاج التي أبت إلا أن تنكد على المغاربة فرحتهم دون تحري الحقيقة...

2018/11/04 - 08:27
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات