عبد الكريم ايت بلال
اليوم،إطلعت في أحد الجرائد على أن بعض الأحزاب المسترزقة بقضايا الشعب، تعلن وقوفها مع الداعين للمقاطعة وأنها في صفوفهم من اليوم ضد غلاء الأسعار، و أنهم دائما في صف الشعف في القضايا التي تمسه، ليبقى السؤال المحير لماذا اليوم بالظبط ولما كل هذا التأخير ؟
لماذا لم يعلنوها منذ البداية،؟؟ بل التزموا الصمت لسبب بسيط، حتى تأكدوا انها ناجحة بفضل ابناء الشعب الاحرار، وأتوا ليقطفوا ثمارها، ويركبوا على هذه الحملة وينصبوا انفسهم الداعمين والواقفين في صف الشعب كما العادة، لانهم ألفوا الإسترزاق بقضايا الشعب المقهور المطحون، الذي لم تترك له سلطات المخزن من إغتيال واعتقال و إعاقات وعاهات مستديمة، سوى هذه الطريقة الحضارية في الاحتجاج التي واكبها الإعلام العالمي، ليأتي في الاخير أصحاب مشاريع العدالة والديمقراطية ومن يصفو ن أنفسهم بأحزاب اليسار ويضعون انفسهم كبديل للإسلاميين وهم يعلمون تمام العلم، ان لا هم ولا الاسلاميين ولا الفضائيين ولا..... قادرين على تحقيق شيء غير مشاريعهم الخاصة،في هذا الوضع السياسي السائد، ليعلنوا في الأخير وقوفهم مع الشعب في حملة المقاطعة، السؤال أين كان هؤلاء منذ اليوم الأول من الحملة؟ وأين كانوا أساسا قبل الحملة حينما تلتهب الأسعار وتكوي جيوب المواطنين إن كانوا فعلا الناطقين باسم الشعب؟. فالتاريخ والتجارب السابقة أثبتت ان لا أحد يقف مع هذا الشعب الأبي الصامد إلا عندما يتعلق الامر بالإنتخابات، او الركوب على مطالبه المشروعة لتحقيق أهداف شخصية. هذا ما يمكن ان نلمسه اليوم أيضا، فهذه الاحزاب لم تدخل على الخط إلا عندما تأكدت من نجاح الحملة، وخرجت كما العادة لتركب على مطالب الجماهير كونها لا تريد ان تجازف منذ البداية، لانهم ذوا وجهين وجه للشعب، ووجه للمخزن وبينهما مصالحهم الشخصية، بل انتظروا أسابيع حتى نضجت الحملة بسواعد والتحام أبناء الشعب،فتسللوا ليقطفوها من بين أيديهم ويتبنون النصر،لحسابات سياسية ضيقة.
ما لا يعلمه هؤلاء هو أن الشعب، لم يعد يعير إهتماما لا للأحزاب ولا السياسة، لأنه سئم النفاق والشعارات الفارغة والوعود الزائفة، وبدأ يدرك جيدا كيف تسير اللعبة السياسية في المغرب،إذ لو كانت الأحزاب تلعب دورها الحقيقي التاريخي لما وصل الاحتقان إلى ما هو عليه، ولما انتفض الشعب أكثر من مرة ولا يجد امامه سوى الاعتقالات، فيما لا نرى الأحزاب إلا في الحملة الإنتخابية، او للركوب على قضايا ثانوية لتحريف إهتمام الشعب بقضاياه الرئيسية. أين كان اليسار حينما خرج وزير من حكومة ينتظر منها ان تمثل الشعب ليصف المقاطعين بالمداويخ، وهو يعلم انه لو قام بدوره لما إلتهبت الأسعار ولما وصلنا لهذا الوضع، أين كان هؤلاء والمواطنين يتلقون التهديدات امام أنظار أجهزة الدولة. لقد بدا جليا للعيان أن الحقل السياسي المغربي تنطبق عليه مقولة " ليس في القنافد أملس "، فلا أحد يهمه أمر المواطن بقدر ما هو محاولة الالتفاف على وعي جديد برز مع حملة المقاطعة هذه، وربما قد يقتلع جدور الفساد مستقبلا، وما الالتفاف على هذا الوعي سوى محاولة لتثبيت اعشاش الفساد ، ضد عواصف التغيير