لحظة تتويج فريق مازيمبي بلقب العصبة الإفريقية على حساب الجيش الملكي

دموع لاعبات الجيش بعد خسارة اللقب الإفريقي وفرحة مدربة مازيمبي المغربية لمياء بومهدي

عناق لقجع وموتسيبي في نهائي عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات بالجديدة

ساكنة مفتاح الخير بسطات تحتج على تراجع المسؤولين عن إنشاء قنطرة

شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

رغم التأخر في النتيجة...الجماهير الطنجاوية تشجع فريقها بقوة في ديربي الشمال

ماذا تنتظر عندما ينتفض التلميذ

ماذا تنتظر عندما ينتفض التلميذ

أخريبيش رشيد

 

 

قد تكون الاحتجاجات حالة طبيعية في أي مجتمع كيفما كان نوعه ، سواء كان هذا المجتمع متقدما أو كان من الدول المتخلفة أو الدول السائرة في طريق النمو كما يحلو للبعض تسميتها،بل هناك من يعتبر هذه الاحتجاجات تعبير منطقي عن السخط الذي يطال الشعوب ،وهناك من يذهب عكس ذلك ليصف كل ما يقع هو دليل واضح على أن الدولة تستجيب لمطالب الشعب وكلما تم تحقيق إشباعات معينة إلا وظهرت مطالب أخرى تسعى الشعوب إلى تلبيتها وذلك بالضغط على الدولة .كل هذه الاحتجاجات أصبحت مألوفة عندنا ولا تدعونا للاستغراب ،لكن ما لم يكن مألوفا عندنا هو أن نرى حركة احتجاجية يتزعمها تلاميذ حاصلين على شهادة البكالوريا الذين يعتزمون الخروج يوم السادس من غشت من أجل إعادة الكرامة لشهادة الباكالوريا التي لم تعد تأهل التلميذ إلا في دخول الجامعات التي لم تعد تعطي للمغاربة التكوين الكافي لدخول سوق الشغل.

أن نسمع عن تنظيم مسيرة احتجاجية يوم السادس من غشت هو دليل قاطع على أن موازين القوى قد تغيرت وان الحراك لم يقتصر على فئة من الشعب دون غيرها ،وأنه أصبح من الواجب إعادة النظر مليا في الأزمة التي ضربت بلادنا والتي تنذر بحرب بلا هوادة قادمة في المستقبل القريب إن لم نتخذ ما يمنع ذلك ،ففي وقت سابق قبل الحراك الشعبي وقبل رياح التغيير التي عصفت بالعالم العربي ودول المغرب الإسلامي لن نكن نسمع عن مثل هذه الاحتجاجات من طرف هذه الفئة التي يبدو أنها وصلت إلى الطريق المسدود وأصبح الواقع يحتم عليها التعبير عن غضبها من سياسات الحكومة المغربية الجديدة الذي شكل مجيئها صدمة لكل المغاربة خاصة في مجال التعليم الذي شملته قرارات عشوائية ولا مسؤولة لازالت تلاحق منظومتنا التعليمية.

يمكن القول أن الدعوة التي جاءت في تسجيل على موقع اليوتوب لمجموعة من التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا يحمل في طياته أكثر من رسالة موجهة

للحكومة الجديدة ولوزارة السيد الداودي الذي ما فتئ يتخذ قرارات متسرعة لا تغني ولا تسمن من جوع ،لا يكاد قرار يصبح ساري المفعول إلا ويتبعه قرار آخر من فصيلته، غير بعيد عن القرار الذي اتخذه سعادة الوزير فيما يخص منع الموظفين من ولوج مسالك الماستر ،الذي اعتبره الشعب المغربي بداية النهاية لمستقبل الجامعة المغربية ،جاء وزير التعليم العالي بقرار أكثر إجحافا في حق الطالب والتلميذ المغربي حيث فرض إلزامية التسجيل لدخول المعاهد العليا .

فالرسالة الأولى التي يمكن قراءتها هي أن المغاربة سئموا من سياسة الخوصصة التي نهجتها الدولة المغربية والتي أثرت بالسلب على القطاع العام ،بحيث لم يعد لمن يقبل على هذا القطاع أي مستقبل يذكر اللهم إذا كان العمل بالمبدأ الشهير الذي تعود عليه المغاربة "سلك"الذي لايخلو كلام أحدنا من ذكره ،فهؤلاء الآن أكثر من أي وقت مضى حريصون كل الحرص على الوقوف في وجه كل من سولت له نفسه سلب حقوقه المشروعة ،أما الرسالة الثانية فموجهة إلى السيد الداودي والتي يراد من خلالها لهؤلاء القول أننا لسنا كما كنا يا أيها الوزير ،والتلميذ الذي كنتم تعتبرونه خارج السرب وبعيدا عما يقع هو الآن لم يعد كذلك وانه أصبح قادرا على صنع المفاجئات .

من المعلوم أن المسيرة المرتقبة والتي حدد يومها في تاريخ 6غشت سيكون بمثابة صفعة للحكومة الجديدة ولوزارة التعليم التي تتخذ قرارات بعيدة كل البعد عن الواقع المغربي حيث لا تملك حلولا للسير بالمنظومة التعليمية بقدر ما تملك السرعة في اتخاذ مثل هذه القرارات حيث أهملت عنصر التريث الذي يعتبر عنصرا مهما خاصة وان جل الوزراء في الحكومة الجديدة ليست لديهم التجربة والحنكة في مجال السياسة وما بالك بإدارة هذه المرحلة التي تعتبر مختلفة عن تلك المراحل السابقة لأنها تزامنت مع حراك شعبي وغليان في أغلب الدول التي حكمتها ديكتاتوريات بأيدي من حديد ،لتبقى بذلك الشعوب هي من تدفع ثمن ذلك التسلط في كل المجالات سواء السياسي منها أو الاجتماعي أو الاقتصادي .

فمسيرة رد الاعتبار للتلميذ داخل وطنه التي من المرتقب أن تنطلق يوم الاثنين لم تكن الأولى من نوعها ،بل سبقتها مسيرات في عدد من المدن المغربية التي دائما ترفع فيها شعارات تدعو إلى إعادة الكرامة للتلميذ والأستاذ ،لكن بالرغم من ذلك فهذه المسيرة تختلف نوعا ما عن سابقاتها نظرا لبعدها الوطني،ونظرا للطريقة التي حاولوا هؤلاء الشباب إطلاق دعوتهم إليها ،حيث أطلق هؤلاء دعوتهم على مواقع التواصل الاجتماعية التي نعرف نجا عتها ، حيث بفضل هذه الأخيرة استطاعت الشعوب العربية والإسلامية إسقاط أنظمة ديكتاتورية ،واستطاع بعضها زعزعة

عروش البعض منها .إذن فوزارة التعليم وحكومة السيد عبد الإله بنكيران أمام اختبار حقيقي هذه المرة،فهل يا ترى ستستطيع هذه الحكومة تجاوز هذا الاختبار أم أنها ستفشل كما فشلت في جميع الاختبارات منذ وصولها إلى سدة الحكومة؟


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات