حتى الدجاج البلدي لم يسلم من موجة الغلاء

بداية إصلاح المسالك المتضررة وفك العزلة عن الدواوير ضواحي ميدلت

طريق وحيدة تؤدي إلى جماعة سبت الزينات ضواحي طنجة.. والسكان يناشدون: فكوا عزلتنا!

آيت الخضر وحمدي: التلقيح هو الحل للحد من تفشي "بوحمرون" بسطات

حموني: استمرار تعثر مشروع الرقمنة وتبسيط المصادر الإدارية يشجع على استفحال الفساد والرشوة

السلطات المحلية تواصل حملة تحرير الملك العمومي بسطات

الوعي الأزرق

الوعي الأزرق

ماءالعينين بوية

لم تستوعب الدولة المركزية أن سلطتها على الإعلام و حرية التعبير باتت متجاوزة، منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي و ازدراء الموالين و تبخيسهم لدور شباب مواقع التواصل،فظهر عكس ما يرونهم و كان ربيع الشباب بامتياز لولا لعبة التدخلات و مساراتها.

 الآن، لم يعد الشباب فقط من يحتكر منصات هذه المواقع، باتت شريكة الحياة اليومية لغالبية المواطنين، و حالة التوثيق انتقلت إلى أبسط الأمور الحياتية من المنزل إلى العمل مرورا بالشارع، و لم تعد تقتصر على المواد الإخبارية أو الفضائحية، لتصبح عنوانا مثلا لمردودية الأداء الوظيفي، هذا التوثيق المبالغ فيه، و الذي مارس به المواطن حقه في الرأي و المشاركة إعلاميا لما يعبر عنه، متجاوزا المنابر الصحفية و الإعلامية كقنوات للتعبير، و مشكلا لنفسه إعلاما هو إعلام المواطن الفرد الغير مؤسس، قد يحمل ذلك سلبيات عدة لأنه غير مؤطر، لكنه ينم عن وعي كبير أصبح لدى الانسان العادي الخنوع القات أو الذي همه فقط في جلب قوته، و ما حديث المقاطعة الممارس ليس من الشباب بل من فئات شعبية عادية وثقت لوقائع احتجاجها السلمي من تونس إلى الجزائر و المغرب و موريتانيا، و ما مشاهد الحديث عن الاحتجاجات العارمة في الأردن ضد غلاء الأسعار و قانون الضرائب و التي تطورت إلى المطالبة باستقالة الحكومة و حل البرلمان و استدعت تدخل العاهل الأردني ليوقف إجراءات الزيادات في الأسعار و يدعو الحكومة و البرلمان لدراسة توافقية لقانون الضرائب المثير للجدل، إلا حالة و صورة من صور عدة يمارس فيها أناس ليسوا من ممتهني  مواقع التواصل  بحرفية الشباب المغرد، أسلوبهم في التعبير و التبليغ...فساهموا في خلق ظاهرة احتجاجية تشبه بقوتها بدايات ما يسمى بالربيع، و تعبر عن حالة احتقان شعبي، لم تتعامل معه للأسف بعض الحكومات المعنية بجدية، استخفافا و تجاهلا  أو تعنتا كما يبدو.

هذا النوع من الممارسة فرض مثلا على قنوات عالمية إخبارية تخصيص حيز زمني لإعلام المواطنين، فترة إخبارية عن ما يكتبه المعلقون والمغردون و تعليقاتهم و أهم القضايا المتفاعل معها على منصات التواصل...أو  برنامج فوق السلطة أو  مثلا على الجزيرة، و برنامج مماثل على BBC عربي  و برامج في نفس المنوال على العربية و قنوات أخرى...

 

رغم ذلك، مازالت الجهات الرسمية لم تقتنع بأن هذا المواطن اليائس بات واعيا بطرق تفاعله مع قضاياه و بعثها للعلن متجاوزا حدود المنع التي تمارسه السلطات، لتنتقل الأخيرة و بسياسة الأمر الواقع إلى الدفاع و الاضطرار  لمعالجة إرضائية لملفات و أخطاء  فتحتها الصدفة أو نشرها المواطن العادي، فأصبحت مادة دسمة تتلقاها الصحافة مثلا بعد ذلك دون أن تكون سببا في النبش عنها، و مثالنا كما سبقت مشاهد توثيق يوميات  و دعوات المقاطعة علاوة على فضائح و تجاوزات مالية و حقوقية وثقتها كاميرا الهاتف، لتشغل الرأي العام و تضطر معه الجهات الرسمية لمناولتها متأخرة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات