العيرج ابراهيم
يبدو أن لطعم منتجات البحر و مزايا معادن جوف الارض طعم و نكهة خاصين لا يعلمهما إلا ذوو الألسن و الأنوف المميزة من صائدي الكنوز و الثروات الطبيعية و لو كانت على حساب عرق و أرواح و جثث المواطنين.
فثروات البحر و البر اسالت و لازالت لعاب جميع المسؤولين السياسيين و الفاعلين الاقتصادين قد أنستهم جميعا بشكل جعلتهم يتناسون القضية الأولى قضية الآمة المغربية ملكا و شعبا و ما كان لها من تداعيات مست بشكل كبير أسر من ضحى ذووهم من أجلها دفاعا عن حوزة الوطن ووحدته ضد الأعداء حيث لازالت دماؤهم الطاهرة تعطر بأريجها رمال الصحراء بالأقاليم الجنوبية.
إنها مأساة أسر شهداء حرب الصحراء الذين لازالت أرواحهم تحلق فوق سماء المغرب لم تصعد لبارئها تسائل كل من تحمل مسؤولية هذا الملف عن ذنبها و ذنب أسرها التي تركت لمصيرها تواجه المجهول وتعيش الجحيم في وطن اعتقدوا أنه باستبسالهم من أجله سيكون رحيما بأسرهم كما وعدوهم .
أسر الشهداء التي تكفل ذووها بأعداء الخارج وجدت نفسها في مواجهة منذ أربعة عقود ضد أعداء من نوع خاص إنهم أعداء الداخل الذين ترعرعوا في أحضان الفساد وتشربوا تقنياته و الياته وبالتالي الاغتناء على حساب الغير بحيث نصبوا أنفسهم مدافعين عنه و ضامنين لاستمراره بشتى الوسائل .
لعل من أكبر ضحايا لوبي الفساد المذكور أبناء شهداء حرب الصحراء الذين في سبيل طرح قضيتهم ذات الطابع الحقوقي المحض و إيصالها للمسؤولين تعرضوا لكل صنوف التهميش و الاقصاء و كل اشكال التضييق عليهم وصلت حد مصادرة حقهم المشروع في التشغيل كحق يكفله الدستور و المواثيق الدولية و الشرائع السماوية بدعوى أنها عناصر مزعجة.
لقد ابتلينا في هذا البلد "بمسؤولين" تولوا أمور الوطن لا يملكون من الانتماء له إلا بطاقة التعريف، أجسادهم هنا أما قلوبهم و عقولهم فمرتبطة بولائها لجهات خارجية ، نقلوا عدواهم لما تبقى ممن التحقوا بركبهم ليعيثوا بدورهم فسادا في البلاد والعباد.
إنها الفئة الكبيرة من يطلق عليهم "ممثلي الأمة" الذين لا هم لاهم إلا التنافس في تكديس الثروات و الدفاع عن مصالحهم داخل القبة – كامتياز و لا أقول الحق باعتباره حقا أريد به باطل – من أجل ضمان تقاعد أو معاش مريح ، والحصول على فيتشات الحج لهم و لذويهم و كذا التنقل لروسيا لتشجيع المنتخب ممولين من أموال الشعب عامة و أسر شهداء حرب الصحراء خاصة حيث لازالت الأرامل تصارعن الأمراض بمعاشات لا تكفي لسداد فاتورة العلاج لدى الصيدلي و الأيتام لا تغطية صحية لأغلبهم بل الأدهى و الأمر حينما تلتحق روح الأرملة ببارئها و يبقى الأيتام بدون معيل خاصة الإناث منهم