الرجال خصهم يتكمشو.. ردود فعل نسائية مرحة على التعديلات الجديدة الواردة في مدونة الأسرة

بعد تصريحات العامري..شعارات غاضبة للجماهير التطوانية ضد "وكيل أعمال" في مباراة الجيش الملكي

الإبقاء على هيام ستار داخل السجن والمحامي يكشف مصير أبنائها والخبرة الطبية التي أجريت عليهم

ضحايا "مجموعة الخير" يلتمسون تدخل الملك لاسترجاع أموالهم بعد الحكم على المتهمين

بكل صراحة.. مواطنون يعبّرون عن آرائهم بشأن التعديلات الجديدة في مدونة الأسرة

بحضور كاتب الدولة.. الهلالي يستعرض أهم إنجازات حزب البام بالصخيرات-تمارة ويشدد على مواصلة العمل

اللغة التي تدرس

اللغة التي تدرس

محمد فوزي

يعيش اليوم التعليم المغربي أزمة ثقة بين القائمين عليه من جهة ، و أولياء الأمور و المثقفين من جهة آخرى, لا يخفى عن الجميع ان التعليم يعاني من الناحية التقنية و الفنية و التجهيزية، لدينا مشكل تأطير المعلمين و البرامج التعليمية، ناهيك عن التعليم العالي الذي بدوره يعاني من أزمة مسار . إلى ان قضيتي مع التعليم أعمق فهي قضية إستراتيجية و تمثل ثقافة وطن و هويته . قضيتي مع التعليم يدور حول اللغة الوطنية التي تدرس و اللغة المتحدثة (الداريجة).

 

قبل الخوض في هذه المسالة أريد ان أوضح من وجهة نظري ان اللغة هي ليست طريقة تخاطب فقط بل هي أسلوب حياة و طريقة فهمنا و إدراكنا لما يدور من حولنا و من هنا أطرح الأسئلة التالية :

 

هل اللغة العربية الفصحة تمثل الشخصية المغربية ؟

 

هل اللغة العربية التي اتبطنا بها هي فعلياً لغتنا التي تمثل هويتنا و مسارنا التاريخي الذي لتذكيرهو بعيد عن المشرق الذي أتت منه هذه اللغة ؟

 

هل هذه اللغة تشمل و تستوفي كل جوانب تواصلنا ؟

 

هل لو تعلمت اللغة العربية استطيع العيش و التعامل بها في وطننا المغرب كاللغة الإنجليزية في أمريكا و الفرنسية في فرنسا و الألمانية في ألمانيا؟

 

سطوري القادمة هي محاولة فهم و إجابة عن أسئلة تواجهنا بصفة يومية خصوصاً آن المغرب اليوم يواجه تحديات ثقافية و حضارية مهمة و المرحلة في نظري هي مرحلة مفصلية و حان الوقت لنعيد تقييم خيارتنا.

 

نحن نتعامل بازدواجية مع لغتنا(الدريجة)، فنحن ندرس اللغة العربية كاللغة وطنية و نهمل اللهجة الاصلية (الدريجة) بالرغم هي التي عاصرت تاريخنا و عاشت تجاربنا ، و مع توسع ادراكنا المعرفي و الديني و الإنفتاح على الأخر, سُجنت كما سُجنت الأمة في عهد الحماية و الإستعمار و إنطلقت للمستقبل مع بزوغ فجر الإستقلال, إكتسبت كلمات فرنسية و إسبانية مع تجربتنا مع الشعبين و إنطلقت بعيداً في التسامح لتعكس وجه الشخصية المغربية المنفتحة على ثقافة الأخر محافظة على تاريخ غني و متنوع ،هذه اللغة التي تعكس الشخصية المغربية و تعكس التنوع الثقافي و المناطقي لنا كمغاربة بل أكثر هذه اللغة هي تمثل الانسان المغربي بكل تاريخه و جغرافيته.

 

اللغة المغربية كما أحب أن أُسميها هي لغة قديمة ضاربة في تاريخنا ممثلة لنا فلغتنا تميزت و راعت الإستقلالية التي نعم بها المغرب .إلتفاتنا للغة و إعطاء الدريجة حقها سوف ينصف الأدب المغربي و مفكريه و يعطيهم المساحة ليعبروا عن قضاينا كمغاربة اليوم باللغة يفهما جميع المغاربة. أنا هنا أضيء على مكون مهم جدا ًساهم و مثل و حافظ على هويتنا و إستقلالنا و ما أطالب به ليس بجديد و نحن لنا بالحضارات الآخرى فمثال فرنسا قامت بنفس العملية عندما اعتمدت الفرنسية كاللغة وطنية و اصبحت اللاتينية هي اللغة الكلاسكية الام و في نظري هدا تقدم و تطور مهم لابد ان يحدث.

 

اعتقد لابد ان نبدأ في اعداد و تأهيل اللهجة المغربية كاللغة بأنشاء الاكادمية الملكية للغة الوطنية لتقوم بتجهيز و وضع تصور للغة و بنا اركانها, و بنا قواعدها و تبني الحروف الابجدية التي اقترح و اتصور ان تكون مشتقة عن اللغة العربية الكلاسكية.

 

بعد تهيئة اللغة نبدا في اعتمادها تدريجيا في مناهجنا التعليمية و بدء استخدامها رسميا.

 

 

حان الوقت نتعامل بكل ثقة بانفسنا أولاً و بهويتنا المتنوعة الغنية و ايرثنا الثقافي و الادبي لنعطي لغتنا مكانتها و لتكون ضمن مناهجنا الوطنية لتنصف و تأخد مكانتها.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات