دويتشه فيله
اقتحم مئات المتظاهرين الجمعة مقر القنصلية الإيرانية في محافظة البصرة الجنوبية، التي تشهد احتجاجات منذ أربعة أيام على خلفية مطالب اجتماعية وخدمية أسفرت عن سقوط تسعة قتلى. وأفاد مصور من وكالة فرانس برس في المكان أن آلاف المتظاهرين تجمهروا أمام القنصلية، فيما اقتحم مئات منهم المقر وأضرموا النار فيه. ولفت إلى أن سحب دخان كثيف كانت تتصاعد من المبنى.
وسبق أن أضرم متظاهرون النيران في عدد من المباني الحكومية ومقار حزبية مساء الخميس. وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن مسكن المحافظ ومقار أحزاب سياسية وجماعات مسلحة اشتعلت فيها النيران.
وفي مطلع تموز/يوليو، عندما انطلقت حركة الاحتجاج ضد الفساد في البصرة، هاجم المتظاهرون مقار الأحزاب الشيعية في المحافظة. وتتفاقم الأزمة الاجتماعية في البصرة والتي انطلقت على خلفية الاحتجاج ضد الفساد، بسبب أزمة صحية حيث أدى تلوث المياه في هذه المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط، إلى نقل أكثر من 30 ألف شخص أصيبوا بحالات تسمم إلى المستشفيات. وتتزامن أيضا مع شلل سياسي في بغداد، فبعد أشهر عدة شهدت إعادة فرز لأصوات الانتخابات التشريعية التي جرت في أيار/مايو الماضي، لم يتمكن البرلمان الذي عقد الاثنين جلسته الافتتاحية من انتخاب رئيسه، وأرجأ الجلسة حتى 15 أيلول/سبتمبر.
لكن مع ذلك، أعلن البرلمان العراقي أنه سيعقد السبت جلسة استثنائية بحضور رئيس الحكومة والوزراء المعنيين لمناقشة الأزمة الاجتماعية والصحية في البصرة.
وكانت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة على السيستاني أدانت في وقت سابق اليوم الجمعة الاعتداءات التي رافقت الاحتجاجات الشعبية في محافظة البصرة، ما أدى إلى سقوط ضحايا وإصابات وإحراق الممتلكات العامة والخاصة. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجعية في كربلاء في خطبة صلاة الجمعة بصحن الإمام الحسين أمام آلاف من المصلين: "تتابع المرجعية الشيعية في العراق بقلق بالغ تطورات الأوضاع في محافظة البصرة وتعبر عن عميق أسفها عما آلت إليه الأمور رغم التحذيرات المستمرة".
وأضاف الكربلائي أن المرجعية تدين انشغال السياسيين بتقاسم المناصب والسماح للأجانب بالتدخل في شؤون العراق".