أخبارنا المغربية
بقلم : ذ.مودنان مروان
تعاني المنظومة التعليمية بالمغرب من عدة مشاكل و أزمات ساهمت في احتلال المملكة مراتب جد متأخرة في مستوى التعليم عالميا، و لعل أحدث ما يروج في الدخول المدرسي الحالي مشكل إدراج بعض الألفاظ العامية ضمن المقررات الدراسية، واختلاف الآراء بين قابل لهذه المسألة و رافض لها.
و يعلل القابلون لهذا الإجراء رأيهم بأن الدراجة هي الحاملة للهوية و الثقافة المغربية، و هي التي يمكن أن تغرس القيم بشكل مباشر في التلميذ و تيسر التعلمات في العملية التعليمية التعلمية، و لكن، هل يمكن التدريس بلغة غير مقعد لها؟
إن الدارجة هي خليط من العربية و الفرنسية و الاسبانية و الأمازيغية، احتوت ألفاظا من هذه اللغات و أخدت بعض القواعد منها كذلك، فالجملة الفعلية في الدارجة تبتدأ بالاسم يليه الفعل، و هذا النمط الصرفي تتميز به اللغات الغربية كالفرنسية و الإنجليزية عكس العربية التي تبتدأ بالفعل، و بالتالي الدارجة تستلهم التصميم اللغوي الفرنسي إلى حد ما.
و قد يقول قائل بأن اللغة العربية تتضمن ألفاظا غربية، و لكن ما يميز اللغة العربية أن لها ضوابط لإضافة هذه الألفاظ تمكنها من إخضاعها لقواعدها المعلومة.
إن اللغة العربية مشترك لغوي بين الدول العربية، وإن اعتماد الدارجة له ما بعده، فتدريس شعب لغة غير مقعدة ستجعله عاجزا عن الصناعة الأدبية و الفكرية، و المساهمة في استمرار النمط الاستهلاكي، و العجيب أن الدول الغربية تدرس اللغة المعيار و ليس اللهجات، فاسكتلندا لها لهجة مثلا، و أمريكا الجنوبية لها لهجات، و لكن التدريس يكون باللغة المعيارية ، أما بالنسبة لنا فسيكون هناك حاجز بين الدول العربية، فحتى الإنتاج الأدبي أو الفكري المتضمن لألفاظ دارجة سيظل حبيس تلك الدولة و تلك الثقافة و لن يمكن تطويرها و نقدها على امتداد الرقعة العربية، وهو الشيء الذي نجحوا فيه للأسف مع شعوب تنسلخ بصورة مستمرة من ماضيها (اعتماد الفيتنام للحروف اللاتينية)، ولم ينجحوا فيه مع أمم ارتبطت بتراثها (مثل الصين و الحرف الصيني).
إن المدرسة المغربية في المجمل توصل المعارف باللغة الدارجة و هذا واقع مرير، لكن أن يكون المحتوى و الطريقة معا باللغة الدارجة فهذا أمر أصعب، فالتلميذ الذي يدرس معارف بالدارجة بانتقاله إلى المستوى الجامعي أو إتمام دراسته بالخارج، هل سيجد تلك الدارجة ضمن البرامج التعليمية؟ هل ستخول له الاندماج السهل ضمن المؤسسات المحدودة الاستقطاب مثلا؟ إن المستقبل مبهم في ظل المستجدات التي تدعي الإصلاح بأي شكل،
إصلاح غير نابع من أهل الاختصاص، فأهل مكة أدرى بشعابها، والعربية تظل لغة التدريس بينما الدراجة تبقى لغة التداول اليومي العامي.
فتدريس شعب لغة غير مقعدة ستجعله عاجزا عن الصناعة الأدبية و الفكرية كلام لا يمكن الاعتداد به.فالدارجة المغربية حملت اعمال مسرحية وتلفزيونية وكذا اشعار من زجل وملحون تطرقت لجميع مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية...لذا لا يجب المناداة باقبارها فهي لغة جميع اللغات قابلة للدراسة والتقعيد...