وكالات
تعيش الساحة الكروية في الجزائر على وقع جدل بطله رابح سعدان المدير الفني السابق في اتحاد الكرة الجزائري، الذي خرج فجأة عن صمته معلنا استقالة مدوية، اتهم في سياقها رئيس الاتحاد خير الدين زطشي ومدرب المنتخب الحالي جمال بلماضي باتهامات عديدة وخطيرة، وهو كلام رد عليه زطشي وبلماضي كل بطريقته، فيما انقسم الصحافيون والخبراء والرأي العام بين مؤيد لسعدان وبين مساند لزطشي، فيما فضل فريق ثالث إطلاق النار على الجميع بسبب الرداءة التي أضحت تسيطر على كرة القدم.
يعتبر رابح سعدان ظاهرة في عالم التدريب، فبالرغم من أن سجله حافل بإنجازات، بصرف النظر عن ظروف وكيفية تحقيقها، إلا أنه يخرج في كل مرة من الباب الضيق، حتى لما كان على رأس المنتخب الجزائري آخر مرة، وتمكنه من الوصول معه إلى المونديال بعد غياب دام 24 عاما، لكنه بدل المغادرة بعد هذا الانجاز، أصر على البقاء وتمسك بمنصبه، وأبقى على السلوكيات السيئة التي كانت قائمة، وكانت النتيجة أنه خرج بعد أن أصبح يتلقى الشتائم والهتافات التي تطالب برحيله في كل مرة يلعب فيها المنتخب الذي تراجع أداءه.
سعدان هذه المرة وافق على تولي منصب المدير الفني في المنتخب، براتب شهري يقدر بحوالي 10 آلاف دولار، كثيرون استبشروا خيرا، واعتقدوا أن الرجل سيقدم شيئا في مجال رسم الاستراتيجيات الخاصة بتطوير اللعب وترقية أداء المنتخبات والكرة الجزائرية عموما، لكنه فجأة قرر الاستقالة، وسرب المعلومة إلى وسائل الإعلام حتى دون الحديث إلى رئيس اتحاد الكرة خير الدين زطشي الذي كان غائبا.
وسائل الإعلام سارعت إلى فتح المجال أمام سعدان ليبرر خياراته، لكن كل الأسباب التي ساقها سعدان بخصوص الاستقالة تتعلق بمسألتين، الأولى هي أن مدرب المنتخب الحالي جمال بلماضي منعه من تناول وجبة الغداء مع المنتخب، وأنه اكتفى بساندويتش في مكتبه، وهو الكلام الذي قاله لاثارة الاستعطاف، والذي نجح فيه إلى حد كبير، كما أنه اتهم اتحاد الكرة بأنه تلاعب به في قضية مؤتمر الفيفا، مؤكدا أنه تلقى دعوة للمشاركة في المؤتمر، وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم أرسل له تذكرة الطيران، وأنه طلب منه الذهاب إلى مكتب بريتيش إيروايز بمطار ليون الفرنسي من أجل أخذ تأشيرته والسفر، ولكن بعد ساعات من الانتظار، تبين، حسبه، أن اتحاد الكرة الجزائري أرسل مدرب الحراس بدلا عنه لحضور مؤتمر الفيفا، الذي اعتبر أنه مناسبة مهمة لجلب كل المنشورات والكتب الصادرة عن الاتحاد، معتبرا أن التلاعب الذي تعرض له من قبل اتحاد الكرة جعله يقرر رمي المنشفة.
ولم يتأخر رد اتحاد الكرة كثيرا وجاء قاسيا، إذ أكد خير الدين زطشي أن كلام سعدان كذب في كذب، وأن لا الدعوة التي جاءت بخصوص مؤتمر الفيفا جاءت باسم عزيز بوراس مدرب الحراس، وأن اتحاد الكرة الجزائري لا يمكنه أن يغير الدعوات التي يبعثها الفيفا، ولم يفوت زطشي الفرصة دون مهاجمة سعدان الذي قال عنه أنه غاب عن 50 بالمائة من الاجتماعات التي كان يجب أن يحضرها، لأنه مقيم بفرنسا.
رد جمال بلماضي لم يتأخر أيضا، إذ استغرب التصريحات الصادرة عن رابح سعدان، مشددا على أن الأخير نزل بالمستوى إلى الحضيض عندما بدأ يتحدث عن وجبة غدا، وهو الامر الذي اعتبر أنه صادم، لأن هناك من ذهب وقال لوالده ابنك جمال بلماضي منع سعدان من تناول وجبة غداء.
وأوضح بلماضي أنه حدثت بينه وبين سعدان أشياء لما كان سعدان مدربا وهو لاعب في المنتخب، ولكنه فضل آنذاك الصمت، وهو الأمر الذي اعتبر أنه ربما كان خطأ، قبل أن يختم كلامه بعبارة “حسبي الله ونعم الوكيل”، مؤكدا أنه لو كان في كلام سعدان نسبة 0,0001 بالمائة من الصحة سأدفع ثمن ذلك في الدنيا والآخرة.