الجماهير التطوانية تخصص استقبالاً أسطورياً لفريقها بعد الفوز على اتحاد طنجة

انقلاب شاحنة محملة بأشجار الزيتون بالحي المحمدي يستنفر المصالح الأمنية

بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

الجزر المغربية المحتلة واستعمار القرن 21

الجزر المغربية المحتلة واستعمار القرن 21

أخريبيش رشيد

 

 

عاد مشكل الجزر المحتلة يطفو على السطح من جديد ليعيد فتح تلك الملفات القديمة الجديدة التي لا زالت عالقة بين المغرب واسبانيا التي لم تتخلص على ما يبدو من ماضيها الإستعماري الذي زرع السموم وخلف إرثا استعماريا يصعب على المغاربة التعامل معه .

قد يكون اقتحام جزيرة باديس التي تقع جنوب شرقي سبتة المحتلة من طرف اسبانيا من قبل الشبان المغاربة الأربعة الذين رفعوا العلم المغربي فوق الجزيرة هو بداية العودة ألى الصراع الذي ما فتئ يخرج للعلن كلما صدر فعل من كلا الطرفين .

وإن كان المغرب لا يعلن صراحة موقفه من تلك الأفعال إلا أن ما نراه كل يوم ينذرنا بعودة الأزمة النائمة من جديد ، فالمغاربة أكثر من أي وقت مضى حريصون كل الحرص على فتح تلك الملفات من جديد لإعادة النظر فيها بالرغم من التعنت الذي دائما ما تتسم به مواقف الإسبان الذين غالبا ما يستعملون تلك الجزر والمدينتين المحتلتين كورقة للضغط على المغرب

إلى حدود الآن فالدولة الإسبانية منذ احتلالها للجزر المغربية وهي تعتبرها امتدادا لها في المجال البحري ،فالجزر من الناحية الإستراتيجية تتيح الفرص للدولة الإسبانية لتتبع كافة التحولات بالمناطق المقابلة في الاتجاه الخاضع لسيطرة المغرب ،بالإضافة إلى أنها تتيح للجانب الإسباني مراقبة تحركات الجانب المغربي على امتداد الشاطئ الشرقي من إقليم الريف المغربي ،وهو ما جعلها أيضا تنال حضا وافرا من الإهتمام عند كل الحكام والجنرالات الذين توالوا على حكم اسبانيا عبر التاريخ.

فالأزمة المغربية الإسبانية المغربية معقدة للغاية من كل النواحي سواء من حيث الجانب التاريخي الذي يؤرخ لاستعمار زرع جذوره بقوة ،أو فيما يخص تعنت دولة الإحتلال بالماضي الإستعما ري فهي تعتبر تلك الجزر المحتلة جزأ لا يتجزأ من أراضيها الوطنية

فهي لا تفوت فرصة إلا وتدافع عن مواقفها من تلك الجزر التي تعتبرها ملكا تاريخيا لا يمكن التخلي عنه .

لم تكن جزيرة بادس هي الجزيرة الحيدة المحتلة من طرف الإسبان بل هناك جزر أخرى ترزح تحت الاحتلال الإسباني لقرون دون أن تفتح المغرب ملفاتها على طاولة المفاوضات مع الدولة المحتلة ،في الأيام القليلة الماضية شهدت العلاقات المغربية مناوشات كانت ستودي إلى حدوث أزمة بين البلدين عندما قام الجنود الإسبان بالدخول إلى جزيرة ليلى بدعوة أنها تتتبع المهاجرين السريين ومروجي المخدرات، مما أدى بالمغرب إلى استنكار هذا الفعل واعتباره خرقا سافرا للسيادة المغربية ،نفس الجزيرة كانت قد ستسبب أزمة حقيقية بين المغرب واسبانيا في العام 2002 لولا الإتفاق الذي أنهى الأزمة بإشراف أمريكي ،يمكن القول أن اسبانيا تستخدم قضية الهجرة واتفاقية الصيد البحري كورقة للضغط على المغرب للتخلي عن مواقفه المطالبة باسترجاع المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر الجعفرية .

من الغريب جدا أن نرى في القرن 21 استعمارا مباشرا بالشكل الذي نراه الآن بين المغرب واسبانيا،فبعد أن تخلصت معظم دول العالم من براثن الاستعمار لازال المغرب يعاني احتلالا بالمعنى التقليدي لأراضيه من طرف العدو اللدود والصديق والجار الذي تجمعه علاقات اقتصادية مع المغرب بالرغم من الإرث الاستعماري الذي لا زال قائما إلى حتى هذه اللحظة.

قد يتبادر إلى أذهاننا سؤال جوهري أمامه علامة استفهام ضخمة ما الذي يجعل الموقف الرسمي المغربي محتشما من قضية المدن والجزر المحتلة ؟ما الذي يمنعه من المطالبة باسترجاعها من اسبانيا؟ يمكن تفسير الصمت المغربي وعدم الإعلان عن موقفه الرسمي من الاحتلال الإسباني للمدينتين وللجزر من خلال عدة زوايا أهمها أن المغرب لا يريد فتح تلك الملفات نظرا للعلاقات الاقتصادية المتينة بينه وبين اسبانيا والتي يسعى من خلالها إلى التعاون والشراكة مع البلد المحتل ،أيضا العامل الثاني الذي يمكن من خلاله قراءة الصمت المغربي هو قضية الصحراء التي يراهن عليها المغاربة جميعا والتي تعتبر اسبانيا اللاعب المحوري فيها حيث ما فتئت تقف إلى جنب جبهة البوليساريو وتدعم مواقفها الداعية للانفصال، أيضا العامل الثالث هوالوضع المتقدم للمغرب في الإتحاد الأوروبي وتلك المسرحية التي دائما ما تجد التطبيل والتزمير عند النظام المغربي والحكومات المتتالية ،لذلك ربما ينسيه ذلك الوضع المتقدم تلك القضايا المصيرية التي لا زالت وصمة عار في جبين الدولة المغربية ككل.

بالرغم من المطالبات التي تصدر عن جمعيات وفعاليات مدنية مغربية والتي تدعو إلى فتح نقاش وحوار مع اسبانيا باعتبارها دولة محتلة إلا أن الموقف الرسمي غير واضح تماما.

،بعد مجيء الحكومة الجديدة كنا ننتظر منها أن تفتح نقاشا هادفا مع الجانب الإسباني لكن على ما يبدو فالحكومة المغربية الجديدة بقيادة حزب العدالة والتنمية لم تاتي بجديد ،هي الأخرى أعلنت أن مواقفها لن تتغير عن الحكومات السابقة دون أن تعلن موقفها من الاحتلال الإسباني للأراضي المغربية ،وهنا لب المشكل

مخطئ من يظن أن استرجاع المدينتين سبتة ومليلية والجزر المحتلة سيتم عن طريق الإتفاقيات وعلاقات الود والتعاون مع اسبانيا ،ومخطئ من يظن أيضا أن اسبانيا ستسلم المغرب تلك المستعمرات وتتنازل عن ذلك الإرث الإستراتيجي ،فالاحتلال عبر التاريخ عودنا ألا يترك المستعمرات إلا بالسلاح والمقاومة والعودة إلى لغة القوة ودق طبول الحرب.

قد يقول قائل إن المغرب ليس مستعدا لخوض الحرب مع اسبانيا نظرا لقوة اسبانيا التي لا يمكن مقارنتها بقوة المغرب العسكرية ،نعم كل هذا صحيح لكن السؤال الذي يطرح ما هو السبيل لاسترجاع أرضنا المحتلة ؟هل ننتظر حتى نملك القوة لنواجه اسبانيا ؟أم ننتظر من اسبانيا أن تتنازل عن تلك المستعمرات حبا في سواد عيوننا وهذا ما نستبعده وتعتبره حماقة كبرى يراهن عليها المغرب دون أي نتيجة تذكر.


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

أحمد

الخميسات

Je ne suis pas d'accord avec vous Munir frère, le colonialisme doit disparaître, quelles que soient nos désaccords avec l'ancien régime marocain, un hommage à l'écrivain estimé

2012/09/01 - 05:54
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات