ربيعة خريس
بعد الدعوة التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس، الثلاثاء الماضي، للجزائر لفتح “حوار مباشر لحل الخلافات الثنائية”، وفي انتظار صدور موقف رسمي منها حيال الدعوة، قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، تنظيم زيارة لبعض الأحزاب الجزائرية.
وجاء في بلاغ للحزب أن الزيارة تهدف إلى “بحث سبل الإسهام في تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين وتجاوز كل الخلافات التي تحول دون تطوير مختلف مستويات التعاون بينهما”.
ولم يصدر حتى الان موقف رسمي عن الحكومة الجزائرية بشان الموضوع، باستثناء بعض التصريحات الصادرة من مسؤولين سابقين في الدولة ومحللين، تحفظت كلها على توقيت دعوة العاهل المغربي.
وعن المبادرة الجديدة لحزب العدالة والتنمية المغربي، يقول القيادي في حركة النهضة الجزائرية، يوسف خبابة، أنها “خطوة جيدة، فالدبلوماسية الحزبية والشعبية هي أداة مهمة في الدول الديمقراطية ولها دور محوري لصياغة العلاقات الدبلوماسية وحسن الحوار”.
ويرى يوسف خبابة أن “العلاقات المغربية الجزائرية لاتزال رهينة حسابات الأنظمة وتوظيفها لفك الخناقات المختلفة عن نفسها”، ويشير إلى أنه وبإمكان الأحزاب خاصة المشاركة في السلطة وحتى المعارضة المساهمة في تخفيف الاحتقان وإذابة الجليد لتسهيل المهمة للأطراف الرسمية لإعادة بعث العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبية الشقيقين”.
ويتوقع القيادي في حركة النهضة الجزائرية أن تدفع علاقات حسن الجوار بين الشعبين الشقيقين بالأحزاب الجزائرية ذات التمثيل إلى التعاطي الإيجابي مع الموضوع ومحاولة دفع الجهات الرسمية إلى التجاوب بالشكل المناسب”.
ويقول خبابة “صحيح أن العلاقات الجزائرية المغربية، تواجه تحديات وصعوبات كبيرة كملف الصحراء وملف المخدرات وملف الحدود والتبادل التجاري، بالإضافة إلى التدخلات الإقليمية والدولية، لكن اعتقد ان الإرادة السياسية اذا توفرت يمكنها التقليل من هذه التحديات وإنعاش العلاقات بين بين البلدين في حدودها الدنيا كفتح الحدود مقابل وقف تدفق المخدرات، والاتفاق على ملف الهجرة غير الشرعية وإيجاد آلية مشتركة للتعامل معها، وتحييد ملف الصحراء”.
واكتفى النائب عن التحالف الإسلامي من أجل النهضة والعدالة والبناء بالبرلمان، لخضر بن خلاف، بالقول في تعليق له على هذه المبادرة “ليس بهذه الطريقة تأتي هذه الدعوة، فقد جاءت في إطار سياسة الأمر الواقع أي مباشرة بعد دعوة العاهل المغربي محمد السادس الجزائر للحوار المباشر”.
ومن جهته علق المكلف بالإعلام لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، فؤاد سبوتة على هذه الدعوة في تصريح صحفي قائلا “على القياديين في حزب العدالة والتنمية أن يدركوا أن السياسية الخارجية للدولة الجزائرية هي من صلاحيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بحسب مقتضيات الدستور وهي أيضا من مهام وزارة الخارجية الجزائرية”.
التصريح ذاته أدلى به القيادي في حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد، ناصر حمدادوش وقال “الأكيد أنه إذا فتح حوار بين الأحزاب السياسية الجزائرية والمغربية فسيكون ذلك بعلم وترخيص السلطات العليا في البلدين”، وأضاف المتحدث “نحن ليست لدينا عقدة من الحوار واللقاء مع أحد، وكل ذلك سيكون بكل شفافية ووضوح، ومواقفنا المبدئية واضحة، ونرحب بأي خطوة صادقة تخدم الشعبين والبلدين”.
عن رأي اليوم
جميل
هناك أمل للدمبلوماسية الحزبية والمجتمع المدني والمشاورات طبعا ستكون بعلم السلطات العليا والتوافقات يجب أن تمر بقنوات وزاراة الخارجية. لكن "مواقفنا المبدئية واضحة" نعم واضحة كذلك بالنسبة لنا. هذه فرصة لطي الماضي والانخراط في عصر الحضارة والمصالح ....