هشام شولادي
التحق في نهاية الأسبوع الماضي بحجرات الدراسة في المؤسسات التعليمية المغربية أزيد من 6.672.592 تلميذ وتلميذة يمثلون خمس المغاربة،و كلهم أمل في مسيرة تعليمية متميزة، يحققون من خلالها آمالهم وأحلام أسرهم، ويضمنون مستقبلا يحفظ كرامتهم واستقرارهم ويطور قدراتهم وكفاءاتهم، ويدمجهم في محيطهم،ويساهمون في بناء مغرب الغد،هم تلاميذ اليوم ،طلبة الغد، ولا شك أنهم أطر المستقبل.
من يقرأ مقدمتي سيقول إما أنني أحلم مع الحالمين أو أتجاهل واقعنا مع المتجاهلين.
لن يختلف اثنان في تقويم مدرستنا المغربية التي تكتوي بمنظومة تعليمية فاشلة لا تنتج إلا الهدر ولا تصدر سوى الفشل.
نجح ساستنا في تخطيطهم للفشل لأنهم الضامن الوحيد لحماية فسادهم واستمرار استبدادهم اللذين لا ينتعشان ولا يقتاتان إلا في مجتمعات الجهل والأمية. حيث راهنت الأنظمة العربية على إفشال منظوماتها التعليمية خوفا من أجيلا واعية مثقفة مدافعة عن حقوقها مناهضة لكل استبداد، واسألوا الهارب بنعلي يخبركم أن نجاح المنظومة التعليمية التونسية سبب أساس في فراره لأرض الحجاز.
وقد انتظرنا بفارغ الصبر أن تعلن حكومتنا المحكومة المشلولة عن حالة استنفار قصوى وتعبئة شاملة لفتح حوار وطني جاد ومسؤول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. و للأسف الشديد طلع علينا وزير التربية الوطنية في بداية الموسم بقرارات ارتجالية استعجالية جعلت من رجل التعليم كبشا للفداء وشماعة نعلق عليها إخفاقاتنا المتكررة والمتواصلة، واختزلت فشل المنظومة بأكملها في ساعات إضافية و تعليم خصوصي لتخلق رأيا عاما يبتعد في تحليله عن مكمن الداء و أس البلوى.
و مع هذا الواقع البئيس يطرح السؤال ؟ ما الحل وما العمل ؟ هل نغادر أم نقاوم ؟
لا أعتقد أن أمام أبناء الفقراء حلا سوى التحصيل الدراسي و إن بدت الآفاق منسدة فهو جهاد مرحلتهم.فلا يخيفكم أبدا انسداد الآفاق في وجه حاملي الشهادات و غياب مبدأ تكافؤ الفرص.فالربيع العربي قد أثبت بالملموس أن الكلمة الفصل قد عادت للشعوب، وأن المستقبل القريب هو لغد الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية.
فيا أبناء الفقراء الزموا مقاعدكم، وشمروا عن سواعد الجد، واسهروا الليالي واطلبوا المعالي و نافسوا الأغيار و تشبتوا بالأمل و أيقنوا في المستقبل، فلا حل أمامكم سوى التفوق والنجابة وإلا سهل انقيادكم وتيسر الإستبداد عليكم.
ملحوظة: أثناء التفاوض على الحقائب الوزارية زهد حزب العدالة والتنمية في وزارة التربية والتعليم وعوضها بوزير دون حقيبة.