محمد ازوكاغ
يبدو أن مسرحية تحويل حزب العدالة والتنمية إلى ضحية من جديد أصبح شيئا متجاوزا وأسطوانة مشروخة.
كل مرة يخرج فيها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بتصريح إلا ونجده يتضمن اتهامات أصبحت مع كثرة ترديدها جد مبتذلة وفاقدة لأية مصداقية، تأكيد بنكيران وباستمرار على وجود جيوب المقاومة من عفاريت وساحرات وغيرها من المصطلحات الشعبوية، لم يعد الآن ذي جدوى ذلك أن محاولات تموقع رئيس الحكومة ومعه حزب العدالة والتنمية ضمن خانة الضحية التي يتربص بها "الحاسدون والكارهون" هو (التموقع) في واقع الأمر مجرد هروب إلى الأمام وإعلانا ملتويا عن فشل ذريع في تحقيق الوعود الانتخابية التي تغذى بها بنكيران ومن معه في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي بوأته مكانة الحزب الأول داخل البرلمان.
يبدو أن حزب العدالة والتنمية لا يزال يعيش على وقع تداعيات التحول من المعارضة إلى تسيير الشأن العام، هذا الوضع الغامض والمفاجئ للحزب داخل المشهد السياسي المغربي نتج عنه غموض أكثر حدة انعكس على مواقف كوادره ووزراءه التي يصعب جدا تصنيفها.
فتارة يتخيل إليك انطلاقا من تصريحات أفتاتي، الشوباني، الرميد... أن الحزب يتزعم المعارضة، وتارة أخرى تجدهم مغرقون في المخزنية أكثر من المخزن نفسه.
الشعب المغربي الذي بوأ العدالة والتنمية صدارة الأحزاب داخل البرلمان لا يحتاج إلى تبرير عجز الحكومة عن مواجهة قلاع الفساد بالتخفي وراء مصطلحات فضفاضة وبدون معنى، بقدر ما هو بحاجة إلى وضوح سياسي يعلن من خلاله بنكيران للمغاربة عن حقيقة الأمور وهذا أضعف الإيمان.
لو كان بنكيران يمتلك قليلا من الجرأة وحفاظا على كرامته، لقدم استقالته ولأعلن للشعب المغربي عن فشل شعار محاربة الفساد واقتسام السلطة حتى يتبين للجميع أن مسرحية التسعة أشهر لم تعد تستهوي أحدا، أما الاستمرار في هذا المسلسل الرديء فهو جريمة في حق الجميع.