محمد أديب السلاوي
المواطن البسيط أمام المشهد المغربي المحزن أصبح لا يخفي صوته القلق عن ما يراه ويعيشه من فساد وغلاء وتخلف/عن ما يراه ويعيشه من احتجاجات ومظاهرات وصراعات، من اجل الحق والكرامة والمحاسبة.
في واقع الأمر أن المشاهد التي يراها المواطن يوميا او يسمع عنها عن الفساد المتعدد الصفات التي تحيط بحياته، جد محزنة ومؤلمة ومقلقة وتبعث على الأسى، وأحيانا تبعث على الغثيان.
· وفاة المواليد في المستشفيات العمومية أمام أعين المرضى والزائرين.
· انسحاب الأطباء بالجملة من المستشفيات العمومية واستقالتهم من وزارة الصحة.
· مقاطعة طلبة كليات الطب للدروس النظرية والتطبيقية.
· مظاهرات أساتذة التعاقد وتوقفهم عن العمل.
· عجز نواب البرلمان عن الحسم في القانون الإطاري للتربية والتكوين، والأمر يتعلق بلغة الدستور الأول.
· إغراق البلاد في أرقام المديونية التي لا ترحم.
· الزيادات المهولة في أثمان المحروقات وفي أسعار المواد الغذائية وكل مواد العيش.
· ارتفاع وتيرة بطالة العمال وبطالة الخريجين أصحاب الشهادات الجامعية.
· ارتفاع وتيرة الأمراض المعدية مقابل ارتفاع أثمانها الصيدلية.
· ارتفاع وتيرة مطالب الجمعيات الحقوقية والمنظمات السياسية بإطلاق سراح معتقلي أحدات الريف.
· ارتفاع وتيرة الشعارات الجماهيرية التي تطالب بالإصلاحات وإحالة الفساد والفاسدين على القضاء
· ارتفاع وتيرة المطالب الشعبية بالصحة والتعليم والشغل.
· ارتفاع وتيرة المطالب الشعبية بالإصلاحات البعيدة عن الديماغوجية والارتجالية والقضاء على الفوارق الاجتماعية، وتسريع وتيرة التنمية البشرية، وهي الرهانات التي من شانها تقليص مساحة الفقر والهشاشة.
واللائحة مازالت طويلة.
في مقابل هذه المطالب الشعبية وتلك المشاهد المفزعة والمؤلمة تبرز الصحافة الورقية والالكترونية يوميا وعلى مدار الساعة،متابعاتها الحادة لاحتجاجات ومظاهرات الأطباء والطلبة والأساتذة والعاطلين والمعطلين، ولاحتجاجات الجمعيات والمنظمات الحقوقية والنقابات العمالية والمهنية وغيرها.
وفي مقابل هذه المشاهد والاحتجاجات تبرز الصحافة الورقية والالكترونية أصوات المثقفين والإعلاميين التي تؤازر الطلبة والأساتذة والعاطلين والمعتقلين وأصحاب الحقوق وتقدم من خلال مقالاتهم وحواراتهم وأفكارهم حول الإصلاحات المطلوبة لإخماد نار الغليان الذي يتحرك في كل الجهات وعلى كل الأصعدة، وهو غليان يلتقي في أفكاره وقيمه ومطالبه مع الغليان التي تعرفها المنطقة العربية، المغاربية.
ما أصبح يخيف في المشهد المغربي، ليس فقط أصوات المحتجين التي تمتد من جهة غالى أخرى ومن مجال إلى آخر، وليس أصوات المثقفين والإعلاميين التي تسجب مشاهد الفساد ولا تخفي قلقها مما يحدث بالساحة الوطنية من مظالم وتجاوزات/ما يخيف في كل هذا هو صمت الحكومة عن ما يقع وما يحدث، وكان الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد / ما يخيف هو غياب هذه الحكومة عن المشهد المغربي المقلق والمحزن، وما يحيط به من أخطار صاعقة لا قدر الله.
إنهم، أي وزراء الحكومة، يتفرجون علينا وعليكم...
أفلا تنظرون..... ؟