الاتحاد الاشتراكي
وجه وزير التنمية الدولية في الحكومة البريطانية، آلان دانكن، انتقادا شديد اللهجة للاتحاد الأوربي بإهدار أموال دافعي الضرائب البريطانيين على دعم مشروع سياحي في المغرب موجه للأثرياء، وليس للفقراء كما هو متوقع.
ونقلت صحيفة «صانداي تلغراف» عن الوزير البريطاني قوله: «إننا نشاطر الشعب غضبه في هذه المسألة. يتم إجبارنا على دفع المال للاتحاد الأوربي. ونحن نطالب الاتحاد الأوربي بتركيز مساعداته على الفقر، لكنه لا يفعل ذلك، وليس لدينا أي خيار في تلك المسألة.»
وجاء غضب المسؤول الحكومي البريطاني على الطريقة التي يصرف بها الاتحاد الأوربي مساعداته على المشاريع التنموية في بعض بلدان العالم «الفقيرة»، إثر روبورتاج أنجزته صحيفة «التلغراف» حول مساهمة الاتحاد الأوربي في تمويل مشروع سياحي ضخم بضواحي مدينة مراكش.
وذكرت «التلغراف» أن برنامج المساعدات الأوربي الذي يشرف عليه الاتحاد الأوربي صرف أكثر من مليون أورو من أموال دافعي الضرائب في أوربا لتمويل مشروع فرنسي بضواحي مراكش والمخصص لاستقطاب أثرياء العالم في فضاء يوفر كافة شروط البذخ والفخامة، بما في ذلك إنشاء ملعب للغولف، حوالي ألف شقة وفيلا فخمة، ملاعب التنس، مسرح، مطاعم ومتاجر عالمية إضافة إلى مراكز الاسترخاء والتدليك.
والفضيحة، تقول الصحيفة، أن برنامج الاتحاد الأوربي يشير إلى تمويل برامج محاربة الفقر، في حين أن هذا المشروع غير موجه للفقراء المنتشرين في المناطق المحيطة بالواحة السياحية، بل سيتم تخصيص تلك الأموال لخدمة الأثرياء من خلال توفير أحدث التقنيات في مجال أنظمة التكييف التي تقيهم حر الصيف وقر الشتاء، بتوفير جدران خاصة لهذا الغرض. كما سيتم تخصيص دور عرض مزودة بحمامات من الرخام وأرضيات ملونة.
ورصدت الصحيفة البريطانية استياء المغاربة القاطنين بالمنطقة التي سيقام فيها المنتجع السياحي، وقالت إنهم يعيشون ظروفا صعبة ويكابدون لضمان لقمة عيش يومية، ليفاجأوا بملاعب الغولف تنبت بالقرب منهم، ويتساءلوا عن الغاية من صرف مساعدات مالية على مشاريع من ذلك القبيل في حين أنهم يعيشون في الفقر. كما أن المشروع تسبب في ترحيل بعض سكان المنطقة وهدم مسجد وما لا يقل عن عشرة منازل، قبل أن يتم بناء مسجد جديد في منطقة محاذية.
للإشارة، فإن المغرب يستفيد من حوالي 120 مليون إسترليني سنويا من برنامج المساعدات الأوربي، 18 مليون منها من بريطانيا لوحدها.