فرحة لاعبات الجيش الملكي بعد التأهل إلى نهائي عصبة الأبطال الإفريقية

مروان الطنجاوي يعتذر من ساكنة تطوان في أول خروج إعلامي بعد إطلاق سراحه

أخنوش: الحكومة منذ تنصيبها واعية بضرورة جعل القطاع الصناعي مجهود حكومة بأكملها

مدرب الجيش الملكي يتحدث عن تألق ضحى المدني والتأهل إلى نهائي عصبة الأبطال الإفريقية

أخنوش: جلالة الملك قاد منذ توليه العرش استراتيجيات ناجحة عززت مكانة بلادنا كوجهة صناعية تنافسية

أمطار خير غزيرة تتهاطل على مدينة طنجة

ياويلنا من بعثنا من مرقدنا

ياويلنا من بعثنا من مرقدنا

ابراهيم حرار

تتناسل في عقلي الصغير أسئلة وَلُود ودود تعشق الثورة على القناعات المتخشبة ،تعشق الانعتاق من شرنقة الظلام إلى إشاعة فكر أنواري ينتصر للعقل في البدء والختام ،تريد التحرر من الأفكار ومن أحكام القيمة والماركات المسجلة ،إنه انتماء قسري إلى الثورة على اللاعقل و اللامعنى ...

 

يعيش العالم العربي اليوم انتصارا فظيعا لجهالة خطيرة في تدبير شؤونه العامة والحياتية، وما نختبره افتراضا أصبح واقعا لتوطين وتكريس للتجهيل والبلادة والاحتفال بها وبتداعياتها يؤكد أن المدبرين لهذا الشأن لهم هندستهم واستراتيجياتهم في ضرب القيم وتجهيل الأمم ،وبهذا نتأكد أن سياسة التجهيل باتت عِلماً ذو قدم راسخة وقائم الاكتمال والتطبيق في الامة العربية من الوريد الى الوريد...

 

علم الضلالة والجهل باعتباره هندسة دينامية واجتماعية تسعى الى اشاعة الاشاعات والأخبار الكاذبة حيث تشرئب أعناق الشعوب الى كل تفاهة وابتذال، وبالتالي تنشق الثقة وتتحطم صروح الأمل ويسهل الاختراق والتحكم في الرقاب والدفع بها الى ما يخدم مصالح الكبار .

 

زمنٌ مُعَوْلَم تتواتر فيه الخيبات بلا انقطاع وتضيع فيه القيم والمثل ،ويبقى غول الاقتصاد هو المهيمن على الفكر وتتراجع المكانات الرمزية والقيمية والايديولوجية لتفسح المجال الى غول اكبر هو المال وجبروته الذي يعيد ترتيب الأشياء ويعيد تشكيل العالم بل إنه يكتب التاريخ من جديد .

 

مايفرضه أسياد العالم على الدول التابعة والمتعبة فكريا واقتصاديا من تصريف القروض الثقيلة، والديون المظلمة القاتمة التي تشق كاهل الاقتصاد بالحديد والنار ،إلى أن تتعسر هاته المجتمعات عن سداد القرض يمسكها الأسياد من تلابيبها ،ليطبقون عليها املاءات محورية تتمركز في الخصخصة وتدمير التوظيف واستيعاضته بعقود قصيرة الأمد ودمار شامل للمنظونة الاجتماعية والتعليمية و... فما يهم اسياد العالم ليس القرض بل تداعياته وارتداداته وتجلياته وبالتالي الرمي بهاته المجتمعات الى محاضن الجهل والفقر والمرض هذا الثلاثي الأسطوري والمساند الرسمي لدول العالم الثالث ...

 

إن منطق الرعية والراعي أَيْسَر بكثير في تدبير المجتمعات الجاهلة من التعامل مع شعوب لازالت لم تفقد قدرتها بعد على الفهم والتحليل هذه القدرة التي تمكنها من رفع علامة "لا" كلما تطلب الأمر ذلك .

 

في سياق آخر لتتبيث التحكم من طرف أسياد العالم يتم الاعتماد على الرعب والتخويف من أعداء افتراضيين لا وجود لهم أو يدرجونهم تحت نسق الارهاب مما يدفع المجتمعات الهشة والجاهلة الى تحشيد مستمر وتجييش منقطع النظير وصرف ميزانيات مهولة في التسلح لمحاربة عدو وهمي، ويمكن اختزال هاته الدونكيشوتية التي تعيشها مجتمعاتنا في الهشاشة الفكرية وانتاجها بامتياز ،ولاننسى دور رجال الدين ومساهمتهم في هندسة هاته الهشاشة والجهل عندما يحجبون العقل ويمنعون إِعْمَاله في النصوص والأحداث ويختزلونه في شَلِّهِ عن التأويل والاجتهاد و يصبح بوقا للتبريرات الواهية هدفها الدفاع المستميت عن أولياء النعمة والرغيف.

 

والمعَوَّلُ عليه من السياسيين والنخب الاجتماعية والدينية مشتتون بين الصراع الشوفيني الضيق والذي لا يتجاوز الفصيل والجماعة والحزب فتراهم بين الهُنَا والهُنَاك ،منصرفون لأحلامهم الخاصة مستيقظون لتحقيقها أما الشعوب فإنها طيور حيارى تريد طريق الغد وقد قص جناحها الأمس تعيش نكبة الأمس ورعب الغد وآلام الحاضر ،ترزح في المنتصف المميت القاتل ..

 

عندما يصبح التعليم و المدرسة شأن عام ورباط مقدس وقضية وطنية وليس شأنا سياسيا للدولة أو ورقة تخص فصيلا سياسيا او نقابيا أو عِبأً سيزيفيا يتحمل رجال التعليم ذنبه في نفوسهم و على حساب اجسادهم، آنذاك يمكن ان نرفع الرأس في مواجهة العالم ونُسْكِت كل التساؤلات الثائرة..

 

وعندما نصل الى قول ما نعتقد, ولا نعتقد إلّا ما نسمع صداه من جنبات نفوسنا ويشرق الحق بنور الله من ارواحنا عنذئذ سنعلم أن في رؤسنا عقلاً يجب إجلاله وتقديسه وليس النزول به الى المجاري الآسنة كي يكون سيقةً للعقول, أو ريشةً في مهب الأغراض والأهواء والنزوات ...

 

 

وعندما تصبح الاصلاحات الدستورية السوي منها والمعطوب تنسحب على المؤسسات الدستورية بشكل سليم وفاعل انذاك ستصبح هاته المؤسسات حاملة للمعنى الذي يبرر وجودها في البناء الديموقراطي الدولي ، وتتحرر هاته البنايات من كونها مجرد آلية لتلميع الديموقراطية خصوصا أن شعارات أي حراك شعبوي تتجه بالنقذ في كثير من الأحيان نحو هاته المؤسسات الدستورية والتشكيك في نزاهتها ..اذن هي أسئلة ثائرة وأجوبة أكثر ثورة فنحن لايقض مضجعنا السؤال ،وحتى اذا جاء زلزال ليقيم صروحنا ملأنا الدنيا صراخا وقلنا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا ..


عدد التعليقات (4 تعليق)

1

Believer

يا سلام

كلام فيه كثير من الايحاءات والقلة ممن سيفهم مغزاه....أتمنى لك التوفيق

2019/07/21 - 05:43
2

محمد اكادير

روعة

تحليل منطقي متميز بلغة سليمة ورائعة ....انه الواقع العربي المتعفن.....بارك الله فيك

2019/07/23 - 04:51
3

إضالين هشام

المجتهد

تحية خاصة للسيد إبراهيم حرار أخ صديقي عبد الكريم حرار صراحة لم أكن أعتقد أنك كاتب إلى هاته الدرجة كنت كبيرا في عيني واليوم ازددت احتراما فتحياتي لعائلة حرار

2019/07/23 - 08:42
4

هشام الخدير

تهنئة

صراحة نهنئك ونشكرك على هذه القراءة الجيدة لواقع مرير تعيشه الأمة..وتحديدا اذا سطرنا على كلمة الجهالة التي أصبحنا نتقوت منها ...واا جهالتنا ..!!ومااحوجنا إلى تنوير فكرنا والانسلاخ من جهلنا...شكرا شكرا

2019/07/24 - 09:02
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة