الجماهير التطوانية تخصص استقبالاً أسطورياً لفريقها بعد الفوز على اتحاد طنجة

انقلاب شاحنة محملة بأشجار الزيتون بالحي المحمدي يستنفر المصالح الأمنية

بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

جدل الماضي والحاضر والمستقبل

جدل الماضي والحاضر والمستقبل

فريد ابي بكر

 

 

 

 

     يتعلق الأمر هاهنا بوجوب الاستثمار "في الحياة"، فمن البداهة بمكان أن الحياة بدون هدف كارثة، وليس من شك في أن كل فرد يرسم لنفسه مرمى في هاته الحياة،يعيش لأجله ويسعى بكل شرايينه - إلى حد ما - إلى تحقيقه، وقد يلحقه وقد لا، المهم أن تكون لدينا فكرة نبيلة نعيش لأجلها في هاته الدنيا.

     كم هو جميل، إذن، أن ننشغل بالمستقبل ونتجنّد له، لكن الأجمل ألا نجعل من حياتنا كلّها مستقبلا. هناك ماض نستقي منه العبر في كل لحظة، وحاضر له نصيب فينا باعتباره كان مستقبلا في وقت من الأوقات، لربما لم يأت كما خُطّط له لكن حتما سنعيشه، وحري بنا تذوقه وقطف الأجمل منه وتجميل الباقي، وإذا ما انعدم فيه الجمال فتلك فرصتنا للبحث عن مواقع الجمال في حاضرنا هذا، واستغلال كل وهلة فيه، فربما ذاك المستقبل الذي نتوق إليه ونتبجّح به علّه ينقدنا من قساوة حاضرنا،ذاك المستقبل قد لا نلحقه وقد يحمل لنا مفاجآت لم تكن في الحسبان. لا نود من حياتنا أن تكون انتظارا لعطف المستقبل ورحمته الميزاجية المتقلبة، وهكذا كلما صار المستقبل حاضرا كرهناه وانتظرنا مستقبلا آخر خاصة وأنه لن يقدم لنا الأجمل فقط، فعالم المثُل وحده من ينفرد بهذه الميزة الفريدة.

     كثيرا ما نحنّ إلى الماضي فقط لأنه قضى و لو عاد لما أحببناه، لا نود أن يكون حاضرنا ومستقبلنا كذلك، أحيانا نتذكر في الماضي آلامه فنضحك عليها في غير محلها فربما لو ضحكنا عليها وقت حدوثها لهانت شيئا ما،ولما عشنا هذا الإنفصام الزمني. إن المتأمل في هذه القضية يجد الحاضر- بمفهومه التام لا الزمني فقط - مبتورا، هذا الحاضر حاضر فقط بمقدار تأثّره بغُبار الماضي و أحلام المستقبل. إن المرجو هوأن  تخدم هاتان المرحلتان الحاضر لا أن نجعل من هذا الحاضر مكتفيا وخادما وخاضعا دوما لتسلطهما.

     لا نود أن يُستفاد من هذا الكلام أنه دعوة للموت وقتل الطموح، على العكس من ذلك، فنحن كائنات آملة كيفما كان الحال، نحيى بالأمل والتطلع إلى مستقبل أفضل، ونسعى باستمرار إلى تحسين أوضاعنا والرقيّ بها، لكن المراد ألا ننساق خلف المستقبل ونغفل عن الحاضر باعتباره مرحلة حياتية غالية من العمر بنفس درجة المستقبل.

هكذا، باستحضار الماضي والتّتلمذ على يده وعيش الحاضر والإنشغال والتمتع به  واستغلاله،هكذا، إذن، لن نندم عليه وغالبا ما سنضمن المستقبل ما دام وليده.

لا نود من حياتنا أن تكون محطة انتظار، لكم منا عميق الحب والأماني، وكل حاضر ماض و حاضر مستقبل وأنتم حاضرون


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات