بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

مدرب الجيش الملكي يبرر الخسارة المفاجئة لنهائي أبطال إفريقيا

شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

أخصائي نفسي : لهذا السبب يجب إلغاء "كفالة الأطفال"

أخصائي نفسي : لهذا السبب يجب إلغاء "كفالة الأطفال"

أخبارنا المغربية

بقلم : د. جواد مبروكي

تمعَّنوا كم هو مؤلم هذا التعبير الذي اسمعه باستمرار في عيادتي سواء من طرف الطفل "أنا مَعْنْديشْ والِدِيَّ، أنا هِي مْرْبِّي" أو من طرف الأم "هادْ البْنيتَ هِي رْبّيتْها، خْديتْها مْلّي كانْ عْنْدْها شْهْرْ واحْدْ" وكأن هذه الأم بالكفالة تتحدث عن قطة!

 

"في عام 2014، أمام أعضاء مجلس النواب، كشف وزير العدل مصطفى الرميد عن رقم ينذر بالخطر: في عام 2013 أصدرت المحاكم المغربية حكمًا بشأن 5377 قضية من الأطفال المتخلى عنهم مقابل 5274 في عام 2009"*.

 

وهناك رقم آخر مثير للقلق ويتعلق هذه المرة "بعام 2010 حيث وُلد 153 طفلاً كل يوم خارج نطاق الزوجية وتم التخلي عن 24 طفلاً عند الولادة يوميا، في دراسة أجرتها شركة AMERS لصالح جمعية إنصاف"*.

 

نرى أن عدد هؤلاء الأطفال الضحايا ليس ضئيلًا ولكنه مهم جدًا مع العلم أننا لا نتحكم في كل عدد الأطفال المتخلى عنهم وغير مسجلين رسميًا.

 

كما أرى بانتظام في ممارستي للطب النفسي في المغرب (أكثر من 17 عامًا من الخبرة) أزمات عائلية مفجعة ومؤلمة لكل من الأطفال المتبنين والآباء بالتبني على طريقة الكفالة. وبالمثل، لدي خبرة مباشرة مع الأطفال المتخلى عنهم في دور الأيتام والذين ينقلون لي معاناتهم على جميع المستويات، وأشعر بالحياة اليومية وتجارب هؤلاء الأطفال الذين لم يستفيدوا من الكفالة أو من تبنيهم ويجب عليهم مغادرة دار الأيتام في سن 18. قصص حزينة وقاسية ومسكوت عنها، كما لو أن هؤلاء الأطفال الأبرياء وضحايا الأخطاء الإنسانية والقانونية لا وجود لهم ويعيشون في مجتمع يشوههم وينكر وجدانهم باعتبارهم عار على المجتمع المغربي وفضيحة تكشف عن ازدواجيته وتناقضاته.

 

ولهذا أجد قانون الكفالة قاسيًا جدًا مع هؤلاء الأطفال المتخلى عنهم ولعدة أسباب:

 

1- حظر الكفالة والتبني من قبل غير المسلمين

 

يشترط القانون على الآباء المتبنين الأجانب أن يكونوا مسلمين أو يعتنقون الإسلام. هؤلاء الآباء الأجانب مستعدون لمنح هؤلاء الأطفال منزلًا دافئًا ومحبًا ولتسجيلهم في سجلهم المدني ولجعلهم أطفالهم بكل معاني الكلمة. وغالبًا ما يحدث أن يكون للوالدين المتبنين أطفالًا بيولوجيًا وبسبب حب هؤلاء الرضع المتخلى عنهم، يرغبون في إعطائهم إخوة وأخوات. كما إنهم مستعدون لمنحهم مدرسة لتدريسهم وتعليمهم وإطعامهم وتوفير العلاج الطبي. بل إنهم مستعدون لإعطائهم أبُوتهم واسمهم وجعلهم ورثة لهم. لكن القانون يفرض اعتناق الإسلام ويمنع التبني وهكذا يحرم هؤلاء الأطفال من العيش الكريم ومن الحب المتدفق حيث يتم التخلي عنهم مرة ثانية ليصبحوا ماذا؟ أطفال الشوارع؟ يتامى؟ أميون؟ متسولون؟ جاهلون؟ مجرمون؟ بغايا؟ متعاطي المخدرات؟ ضحايا الاغتصاب الجنسي والمتاجرة بهم؟

 

من أجل تقدم المغرب وازدهار مجتمعنا، هل نحن بحاجة إلى مواطنين متوازنين ومتعلمين أم مواطنين مسلمين فقط؟ هل نحتاج إلى مواطن مغربي متعلم ومثقف في خدمة بلده مهما كانت عقيدته أم نحن في حاجة إلى مجرد مغربي مسلم؟

 

2- الكفالة ظلم كبير

 

الطفل المتخلى عنه لم يسبق له أن اختار هذه الحياة أو اختار والديه أو اختار أن يولد في مجتمع مسلم أو مسيحي ولكن كل ما يحتاج إليه مثل جميع أطفال العالم بكل تنوعه، هم آباء مُحبون وحنونين. الكفالة تخلخل علاقة الحب هذه وتجبر الوالدين على ألا يكونا أبوين حقيقيين لهذا الطفل. كما تمنع الطفل من الانتماء إلى نسب والديه بالتبني.

 

باختصار تقطع الكفالة حبل الحب الذي كان من الممكن ربطه بين الطفل المتخلي عنه ووالديه بالكفالة، كما تجعل الطفل ووالديه الجدد غرباء بعضهم البعض ورغم هذا، يتجاهل القانون معاناة هؤلاء الوالدين والأطفال.

 

لا يمكن بناء أي علاقة حب بين الوالدين والطفل من خلال فرض أن الطفل المتبنى بالكفالة لا يسجَّل في الحالة المدنية للوالدين. عذاب مسيل للدموع إلى الأبد.

 

يتعرض الطفل المتخلي عنه لأول مرة للخيانة من قبل والديه البيولوجيين وللمرة الثانية من والديه بالتبني. وبهذه الطريقة نُحوِّل هذا الطفل إلى مواطن يعاني نفسيا ولا يمكن أبدا أن يكون له علاقة صحية ومتوازنة مع أطفاله في المستقبل. وبالتالي فإننا نولد أطفالًا آخرين يعانون من اضطرابات عاطفية والذين بدورهم سيولدون نفس الأسر الباثولوجية (المريضة).

 

كما يشعر الطفل بالتبني بالكفالة للخيانة للمرة الثالثة من قبل الدولة التي تمنعه بقانون الكفالة أن يكون ابناً وطفلاً قائما بذاته مثل جميع الأطفال المسجلين في الحالة المدنية لآبائهم.

 

3- الطفل المتخلي عنه "وْلْدْ الحّْرّام"

المجتمع المغربي قاسي على العموم وقاسي مع الأطفال المتخلى عنهم والذين يوصَمون بِ "وْلادْ لْحّْرّامْ". هل ارتكبوا خطايا؟ أليسوا ضحايا؟ هم لا يعانون من التخلي عنهم وعدم تمكنهم من التسجيل في الحالة المدنية للوالدين وحسب، بل يتعرضون طيلة حياتهم للوصم بِ "ولاد الحرام"! وعلى الرغم من أنهم لم يسمعوا هذا الوصم مباشرة من قبل محيطهم ولكنهم يسمعون هذه الوصمة في الخطاب الاجتماعي وعلى ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم.

4- مفارقة قانون الكفالة

يشدد القانون تبني الآباء والأمهات الأجانب وكذلك الكفالة من أجل هؤلاء الأطفال حتى يكونوا مسلمين وتُضمن لهم التربية الإسلامية. وماذا إذاً عن ملايين الأطفال المغاربة الذين يولدون بشكل قانوني في بيوت المسلمين، أثناء تواجدهم في الشوارع وسنهم لا يفوت 7 سنوات وتعرضهم للعنف وللإيذاء على أيدي آبائهم ويفتقرون العناية الشاملة والمودة والحب؟ في هذه الحالة لماذا لا يزيل القانون هؤلاء الأطفال المسلمين الذين تعرضوا للضرب والعنف المعنوي والاهانة وإهمال علاجهم وتغذيتهم وتدريسهم من آبائهم الحقيقيين والمسلمين ووضعهم في مؤسسات الدولة لحمايتهم وحماية حقوقهم ومتابعة أولي أمرهم؟

 

إذا كان القانون في حق الأطفال يسعى إلى تطبيق المبادئ الإسلامية على الأطفال المتخلى عنهم فلماذا لا ينطبق إذاً على جميع الأطفال المغاربة سواء المتخلى عنهم أو الذين وُلدوا بشكل قانوني في منازل مُسلمة ظاهرياً؟

الدكتور جواد مبروكي، خبير في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي


عدد التعليقات (5 تعليق)

1

Mhamed

Nederland

مادكرته صحيح ولكن المشكل ياستاذ ليس في القانون ولا في الإسلام ولا في المسلمين. المشكل العويص هو الفقر. هذا مايجب محاربه لانه يؤثر بشكل مباشر بباقي السلوكيات حتى ولو كنت من الملائكة وتوفرت لك ترسنة قانونية من النوع الرفيع.

2019/08/04 - 05:01
2

هدا الشخص الدي يسمي نفسه اخصائي نفسى ان الاجانب مستعدون لتوفير الحنان والدفء. انصحك بالقيام باحصاءيا ت للمتبنين الاجانب الدين يقومون بالاستقلال الجنسي للاطفال .والدليل هؤلاء الاجانب الدين يزورون المغرب فمن فضلك قم باحصاءياتك لمعرفة سبب زيارة المغرب .بالأحرى ان تدافع عن دينك وأبناء جلدتك. عليك رؤية البرامج الفرنسية لتعرف حقيقة هؤلاء.

2019/08/04 - 05:10
3

شتان بين الفكر العلمي المنطقي العقلي وبين التفكير العاطفي الغيبي الاتباعي الاول يؤدي بنا الى حل مشاكلنا وتطوير دواتنا ببساطة ننظر الى المسائل بالعقل ونراها كما هي اما التاني فيحتم علينا اتباع موروتنا الثقافي الثراتي الانساني الماورائي ان صح التعبير اتباعه بأخطائه وزلاته دون ان نتجاوز ما رسمه لنا مسلمي الفتوحات ونغض الطرف عن التقدم الدي وصلت اليه الانسانية بفضل غير المسلمين الدين يفكرون بعقولهم التي منحهم الله لكن هيهات حبل الكذب قصير ولا يمكن تغطية شمس العلم بغربالهم فترى باخسي فضل علماء العقل يتنعمون بثمار العلم ويوما ناقشت احدهم في التقدم التكنولوجي فمادا كان جوابه: قال سخر لنا الله النصارى ليخدمونا لكن يجب الا نعدد فضائلهم العلمية لاننا خير امة اخرجت للناس.....

2019/08/04 - 05:22
4

ابوسهيل

عيقتوا

صافي بان ليكم الاسلام من هذه الجهة اوا اعباد الله الاسلام حرم التبني وحلل الكفالة وسيرو تقراو علي الكفالة اش كتعني هو الاول. حاجة اخرى دابا عندكم وامثالكم الولد المسلم يكبروه مسيحين ويولي مسيحي هانيا هذه دعوة للتبشير هذي هذا ماشي فكر وتحليل هذا فقر فالتفكير

2019/08/04 - 12:00
5

كوثر

لا لنصرنة اولادنا

بدعوى التحرر و حقوق الانسان ضربتم الاسلام عرض الحائط يا سادة الخلل في الأشخاص و ليس في الدين الاسلامي هؤلاء الذين لم يحسنوا الى هؤلاء الاطفال المتخلى عنهم لم يتبعوا الاسلام و لا تعاليمه و الكفالة تمنع اختلاط الانساب لانه قد يتزوج الاخ اخته من دون معرفة ذلك و الله سبحانه عندما منع شيئا و حلل شئ فهو اعلم بمصلحة العبد و مجتمعة و اذا حرم الله شيئا فهو حرام و نقطة انتهى تفلسفوا في كل شئ الا الدين

2019/08/04 - 01:56
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات