أخبارنا المغربية : و.م.ع
انتهى موسم الانتقالات الكروي القطري بصفقات متفاوتة الصدى، شغل فيها النجوم المغاربة صدارة المشهد من خلال أسماء، مشهود لها بغنى تجاربها ومهاراتها؛ بما يؤهلها لتحقيق إضافة نوعية في الدوري القطري، والمساهمة في تأجيج حماس التنافس في ظل أجواء الدوحة التي تعيش إيقاع حمى التحضير لبطولة كاس العالم (قطر 2022).
ويجمع المتتبعون على أن أجواء الحماس الكروي في قطر ما تزداد إلا اتقادا، خاصة بعد انطلاق العد التنازلي للموعد الكروي المرتقب مع الكشف مؤخرا عن الصورة المرئية لشعار بطولة كأس العالم، وأيضا مع كسب رهان الانتهاء من 75 بالمئة من الأشغال الخاصة بالمنشآت الحاضنة لهذه البطولة. وكلها معطيات ترسم خارطة طريق لمنافسات تحيط بها الكثير من الإثارة والحسم في اتجاه صناعة فرجة كروية عمادها التميز والتهديف واقتناص الألقاب.
يؤكد الإطار المغربي عمر نجحي، مدرب فريق الخور، أن الدوري القطري "دوري احترافي بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، فقط كان ينقصه من قبل بعضا من زخم الحضور الجماهيري الواسع داخل الملاعب، وهو ما بات يعرف في الآونة الأخيرة تحولا باتجاه حضور وتفاعل أكبر للجمهور مع البطولة.
ويقول السيد نجحي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن قائمة المحترفين، الذين انخرطوا بفاعلية في صناعة الفرجة الكروية داخل الميادين القطرية، ضمت عشرات الأسماء المغربية كرشيد روكي، طلال القرقوري، يوسف سفري، بوشعيب المباركي عثمان العساس، وصولا الى انور ديبا، يوسف العربي، محسن ياجور، محسن متولي، عبد الرزاق حمد الله، عادل الرحيلي واللائحة تطول ..
وبخبرته بميادين المنافسة القطرية وتفاعل المحترفين المغاربة مع اجوائها، يؤكد نجحي، الذي كان التحق بنادي الخور منذ 2012 كمساعد في البداية للعديد من المدربين المعروفين أبرزهم الأسطورة جون فيرنانديز، أنه "نادرا ما أخفق لاعب مغربي في تقديم الإضافة لناديه"، وهو ما يزكي الطلب لدى النوادي القطرية على اللاعبين المغاربة المتمرسين.
ويرى مدرب الخور المغربي، الذي حص ل تكوينه في مجال التدريب ببريطانيا، أن المحترفين المغاربة المنتقلين هذا الموسم الى الدوري القطري سينعمون باستفادة فنية استثنائية؛ بالنظر لما ستتميز به المنافسات من قوة واحترافية عالية نتيجة التحاق عدد من النجوم العالميين بالفرق المتنافسة، خاصة في ظل ما باتت تشهده قطر من جاذبية رياضية في أفق استضافتها المقبلة لبطولة كأس العالم.
ويؤكد نجحي جازما أن كل اللاعبين المغاربة الملتحقين بالدوري القطري خلال موسم الانتقالات المنتهي "مميزين"، وأفق الانتظار المواكب لعطاءاتهم بدون حدود سواء من قبل الفرق التقنية المشرفة على نواديهم او من طرف الجمهور المتحمس للفرجة، مسجلا أن البطولة التي أطلقت صافرة بدايتها يوم 21 غشت الماضي تترقب الكثير من أسماء وازنة مثل المهدي بنعطية بالدحيل، واحمد حمودان بالخور، وعادل الرحيلي بأم صلال، ومهدي برحمة بنادي قطر، وامبارك بوصوفة وعبد العزيز برادة المنضمين مؤخرا الى السيلية والشحانية.
وفي وقفة استدراك، لفت نجحي، الذي اشتغل في عدة مشاريع كروية داخل بريطانيا وضمن أكاديمية نادي فولهام العريق لإعداد اللاعبين للفريق الأول، إلى أن نبيل الزهر و"بالرغم من التقدم في السن أدى مباراتين متميزتين مع الأهلي، مضيفا أن حمودان "يبقى الزئبق الذي كان مطلوبا من قبل أهم الفرق المغربية والخليجية"، وأيضا الرحيلي الذي قال إنه "من أحسن المدافعين بشهادة كل متابعي الدوري القطري".
وأضاف الى هذه القائمة لاعب الوسط مهدي برحمة الذي اعتبره من اللاعبين الشباب المميزين، وممن يستحقون بامتياز أن يلتفت إليهم الناخب الوطني ويمنحهم فرصتهم كاملة داخل المنتخب، بدلا عما كان يطال في السابق الكفاءات المنخرطة في الدوريات الخليجية من تجاهل، وبعيدا أيضا عن أي تكرار لأخطاء بهذا الخصوص، تكون ارتكبت في عهد الناخب الوطني السابق.
وفي هذا الصدد، أعرب عن أمله كمدرب مغربي في أن يرى محترفين مغاربة ممن يلهبون الحماسة الكروية في الدوري القطري ضمن المنتخب الأول الى جانب بنعطية.
وتوقع أن تكون للاعبين المغاربة، المعروفين بسرعة تأقلمهم مع الأجواء، ك ل مت هم في هذا الموسم، خاصة وأن البدايات كانت، برأيه، "مبشرة"؛ إذ كان أحمد حمودان وراء ضربة جزاء في أول مباراة له في الدوري، وسجل هدف الفوز في ثاني مباراة له، ونفس الأداء الجيد أبداه كل من برحمة والرحيلي ونبيل الزهر، فيما كان أداء بوصوفة مقبولا في أول مباراة له بالدوري.
ومن جهته، أكد الإعلامي المغربي المتخصص في الشأن الرياضي، السيد محمد زوكار، أن التجربة المغربية في كرة القدم القطرية من "أنجح التجارب على الصعيد العربي"، وأن التميز المصاحب لها هو ما يدفع الأندية القطرية الى اللجوء للسوق المغربية.
ولفت الإعلامي المغربي في حديث مماثل للوكالة، الى أن فوز كل من عبد الرزاق حمد الله ويوسف العربي في مناسبتين بجائزة هدافي الدوري القطري، وكذا تتويج عدة لاعبين مغاربة هو بعض من اعتبار مستحق وجزء من هذا التميز المغربي البارز ضمن الساحة الكروية القطرية، الى جانب أسماء رياضية دولية لامعة، مؤكدا أن موسم انتقالات هذه السنة عرف أيضا إقبالا متزايد على المحترفين المغاربة، حيث حضرت أسماء كنبيل الزهر (نادي الأهلي) وأحمد حمودان (نادي الخور)، وامبارك بوصوفة (نادي السيلية)، وعبد العزيز برادة (نادي الشحانية) ومهدي برحمة (نادي قطر) ويوسف القديوي ومنير الحمداوي (الخريطيات).
كما استحضر، في هذا الصدد، أسماء وطنية مرت من الدوري القطري وتركت بصماتها بكثير من التألق من قبيل كل من "احمد البهجة (نادي الغرافة)، ورشيد الداودي (الأهلي القطري)، ورشيد روكي (الخور وأم صلال)، والحسين عموتة (نادي السد)، وطلال القرقوري (الغرافة ونادي قطر وأم صلال)، ويوسف السفري (نادي قطر)، وبوشعيب المباركي (نوادي الوكرة والريان والعربي)، ومحسن متولي (نوادي الوكرة الريان والأهلي)، وأنور ديبا (نادي الخريطيات)، ومنير الحمداوي (أم صلال)، وسعيد شيبا (السد والوكرة، وكمدرب لنادي قطر)، وهشام ابو شروان (الأهلي القطري)، وعبد الرزاق حمد الله (الجيش القطري ونادي الريان)، ويوسف العربي (الدحيل).
وقال إن هذه القائمة غير القابلة للحصر أغنت التجربة الكروية المحلية، وكانت لها نكهتها الى جانب أسماء دولية بارزة من قبيل الهولنديين رونالد وفرانك دي بور والإسباني بيب غوارديولا والأرجنتيني غابرييل باتيستوتا والفرنسي لوبوف والإسبانيين راؤول وتشافي وآخرين.
وأكد أن موسم الانتقالات هذه السنة شهد تعاقدات مهمة، وتميز بإقبال متزايد من الأندية القطرية على اللاعبين المغاربة، بالنظر لما أثبته تاريخ مشاركاتهم من مساهمات نوعية كانت لها قيمة مضافة لإنجازات الدوري القطري، وقوة دفع لمزيد من التنافس والحماسة والعطاء.
نفس الشهادة جاءت من قلب أهم مؤسسة رياضية قطرية، على لسان المدير التنفيذي للمسابقات وتطوير كرة القدم بمؤسسة دوري نجوم قطر، السيد احمد العباسي، في تصريح أيضا للوكالة، بقوله إن للاعب المغربي بصمات إيجابية في الدوري القطري منذ ما بين 20 أو أكثر من 15 سنة مضت.
واستحضر، في هذا الصدد، أسماء كرشيد روكي الذي قال إنه تألق في فريق نادي الخور، ويوسف عربي الذي لفت الى أنه كان هدافا للدوري القطري على مدى موسمين، وسجل حضورا مميزا في دوري أبطال آسيا، مسجلا ان هناك نجاحات على قدر كبير من الأهمية ما يزال يحققها لاعبون كأنور ديبا وعبد الناصر (نادي قطر)، و رشيد تبركانين ويوسف القديوي (الخريطيات) وغيرهم كثيرون.
وحرص المسؤول بمؤسسة دوري نجوم قطر على تأكيد أن اللاعبين المغاربة سواء أولئك الذين مروا بدوري قطر أو المتواجدين حاليا ومن حلوا حديثا به جميعهم دون استثناء يتمتعون بالموهبة والمهارة والكفاءة والقدرات ذات المستوى العالي.
أما عن المتوسط الإجمالي لحجم الصفقات التي تتم بها هذه الانتقالات سنويا، فلا يوجد إعلاميا معلومات موثوقة المصدر، إلا ان ما هو مؤكد أنها صفقات "دسمة للغاية".
ومن دون شك، تبدو أهداف الأندية القطرية واضحة للغاية؛ إذ جميعها تلتقي عند النهوض بالكرة القطرية لتكون في الموعد مع بطولة كاس العالم، ولتعطي دلالة اقتدار حقيقة تنضاف الى الحضور والإشعاع القطريين على المستوى التنظيمي والإعداد النوعي الجاري إكماله للبينة التحتية والمنشآت التي ستحتضن منافسات البطولة الكروية العالمية الموعودة.
لا يهم
إذا أصبح الجمهور القطري يملأ كل جنبات ملعب كرة القدم كما يقول المدرب المغربي نجحي..فستكون دويلة قطر هي البلد الوحيد الذي يجتمع فيه الشعب قاطبة داخل ملعب كرة قدم "باش ينشط ويقاصر" .ههههه..