أخبارنا المغربية - و.م.ع
تتطلع جهة الداخلة - وادي الذهب، بفضل موقعها الجغرافي المهم وتنوع منتجاتها البحرية، إلى أن تشكل قطبا حقيقيا لتربية الأحياء البحرية التي ستساهم بشكل كبير في تطوير الوضعية السوسيو - اقتصادية للساكنة المحلية وكذا نمو الاقتصاد الوطني.
وبالفعل، تضم هذه الجهة في الوقت الراهن 11 مزرعة نشيطة، فيما توجد 66 مزرعة أخرى في طور الإنجاز في غضون الفترة 2019-2020، وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية.
وتوضح أرقام الوكالة أن ساحل خليج وادي الذهب يعد من بين مواقع تربية الأحياء البحرية الرئيسية في المغرب، من حيث حجم المنتوجات وتنوعها، وبالتالي فهي تستأثر بنسبة 60 في المئة من الإنتاج الوطني. وباعتبار مهمتها في إنعاش هذا النشاط البحري على طول الساحل الوطني المغربي، قامت الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية بإنجاز مخطط تهيئة وتنمية تربية الأحياء البحرية بهذه الجهة، بهدف تحقيق الإدماج الأمثل لهذا النشاط في النظام البيئي والإيكولوجي للجهة، مع الانخراط في منظومة القيم الدولية المعمول بها في هذا المجال.
ويشكل تصميم التهيئة المنجز في احترام تام للبيئة، أحد أهم مشاريع التنمية في المناطق الجنوبية، حيث انه مكن من تحديد الفضاءات الملائمة لتربية الأحياء البحرية، والتي تم تقسيمها إلى ثلاث قطاعات فرعية، وهي الصدفيات والطحالب البحرية وتربية الأسماك.
وأوضحت الوكالة أن الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية تمكنت من تحديد 414 وحدة إنتاج خاصة بتربية الصدفات على مساحة 1218 هكتار، و106 وحدة إنتاج لزراعة الطحالب البحرية على مساحة تصل إلى 212 هكتار في خليج الداخلة.
كما تم، بالمنطقة الممتدة بين خليج الداخلة وخليج سينترا، تحديد 60 وحدة لإنتاج الصدفيات تبلغ مساحتها 1200 هكتار، و55 وحدة لإنتاج الطحالب البحرية تبلغ مساحتها 1100 هكتار.
وعلى مستوى خليج سينترا، قامت الوكالة بجرد 169 وحدة لإنتاج الصدفيات تبلغ مساحتها 1346 هكتار، و54 وحدة لإنتاج الطحالب البحرية على مساحة 1080 هكتار، و20 وحدة إنتاج خاصة بتربية الأسماك على مساحة 400 هكتار. من جهة أخرى، تولي الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية اهتماما خاصا لإدماج المقاولين الشباب في مشاريع تربية الأحياء البحرية بالجهة. فمن بين 214 مشروعا تم انتقاؤها في الجهة، هناك 100 مشروع يتم تنفيذها من قبل 507 مقاولون شباب ينحدرون من جهة الداخلة - وادي الذهب، مما يجعل هذا القطاع رافعة حقيقية للاندماج والتنمية المحلية.
وتم توزيع هذه المشاريع، التي تبلغ كلفتها الإجمالية أزيد من 800 مليون درهم، على مساحة تقدر ب 2300 هكتار، من أجل إنتاج مستهدف يصل إلى 78 ألف طن سنويا، وإحداث 2507 منصب شغل.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، قام بزيارة ميدانية لعدد من المشاريع في قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية بجهة الداخلة - وادي الذهب، على هامش الدورة الأولى لمنتدى مقاولات تربية الأحياء البحرية بالداخلة، الذي انعقد في 13 نونبر الجاري تحت شعار "تربية الأحياء البحرية رافعة لتطوير الاقتصاد الأزرق".
ويعرف قطاع تربية الأحياء البحرية في المغرب تحولا مهما بفضل مختلف المشاريع والأوراش التي تم إطلاقها في إطار استراتيجية آليوتيس منذ 2009، مبرزا أن الاستراتيجية الخاصة بتربية الأحياء البحرية، تنخرط ضمن المخطط الجديد لتنمية جهة الداخلة - وادي الذهب، كما تستجيب لمتطلبات تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية 2016 - 2021، الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس في 2016.
ومكن برنامج التخطيط المجالي لتربية الأحياء البحرية، الذي تم إنجازه على طول أكثر من 1700 كلم، من تحديد قدرة إنتاج اجمالية تقدر ب 380 ألف طن، منها 30 في المئة مرتقبة بجهة الداخلة - وادي الذهب وتقدر بنحو 115 ألف طن.
يشار إلى أن الوكالة الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية تم إنشاؤها في سنة 2011، بهدف تعزيز وتطوير قطاع تربية الأحياء البحرية في المغرب. ومنذ ذلك التاريخ، تابعت الوكالة جميع المهام الموكلة إليها والمتمثلة في مراقبة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية تربية الأحياء البحرية وتقييم مدى فعاليتها، واقتراح خطط عمل محددة في تطبيق الاستراتيجية الوطنية لقطاع صيد الأسماك، وتشجيع أنشطة تربية الأحياء البحرية وتطوير التجارة سواء على المستوى الدولي أو في السوق الوطنية.