بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

مدرب شباب المحمدية: عندنا لاعبين شباب تنقصهم الخبرة والثقة بسبب ما يعيشه الفريق

هذا ماقاله حفيظ عبد الصادق بعد الفوز على شباب المحمدية

اللقاء الختامي للملتقى ال11 للفيدرالية المغربية للمتبرعين بالدم

المؤتمر الدولي الأول للصحافة والإعلام بوجدة يسدل ستاره بتوصيات هامة

بكاء الخياري وتأثر بنموسى في وداع الفنان القدير محمد الخلفي وسط جو من الحزن

ايران : من تصدير الثورة إلى تأزيم الثورات

ايران : من تصدير الثورة إلى تأزيم الثورات

محمد الاغظف بوية

أعلنت طهران مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري .ونعت الحكومة العراقية القائد الايراني معتبرة اياه شهيدا عراقيا.

الشهادة في العراق مؤخرا تمنح لفيالق التمرد ضد الوطن العراقي .وكل من قتل في هذه الارض قادما لها من الشرق والغرب والشمال حملته رياح القتل والفتك .

سنوات والعراق استبيحت أرضه مرة من طرف همج التتار ومرة ثانية حولها الانجليز الى مركز لمراقبة الكرد والترك .ليتحول العراق فجأة الى ساحة للصراع بين القوى الإقليمية وفي مرحلة رابعة الى مركز نتقاسم فيه دول كبرى النفوذ والسيطرة والاستغلال .

احتل العراق من طرف الامريكان وتم تكييف وضعه لينتقل الى ايران .قدم لها على طبق من ذهب .ولأن ايديولوجيا الخميني تقوم على الحسم الثوري .فان هذه الآلية استخدمت بشكل كبير في العراق وتحول فجأة لقواعد تنظير مبادئ ولاية الفقيه والتي نبذها الشعب الايراني ليتم تصديرها للشعوب المجاورة .

مثل العراق نموذجا ناجحا لاتياع الخميني .جددوا في ارضه ثار التاريخ لمقتل الحسين عليه السلام .ولسان حالهم يردد : "يا ثارات الحسين" . ولأن كل عراقي هو مشروع ثار .فقد انهالت السيوف والرصاص على جلود العراقيين تارة باسم الثأر للحسين وتارة أخرى باسم نشر القيم الدينية العادلة وفي نظرهم " كل عراقي هو صدامي او بعثي وجب تصفيته " .

توالت اذن جحافل الجيوش الغازية من ايران وافغانستان وكل المناطق التي يسكنها اتباع الخميني ومناصري نظرية ولاية الفقيه الى العراق ومن ثم انطلقوا الى سوريا .و ٱعين قادتهم الدينيين على دمشق الامويين .ولأن شعار القدس عبر  بغداد ،جسدته  طهران بارسال جيوشها العقائدية لتوطيد وتقوية عملاء الداخل العراقي والسوري . ومع ذلك لم تتوقف الدعاية الإيرانية عن فكرة سحق اسرائيل وتتكرر في خطابات القادة العسكريين عن قدرات عسكرية فائقة لمواجهة الكيان العبري .

عموما لم تتغير رسائل التهديد الإيرانية .وبقيت ايران على تعهداتها منذ 1979 بتحرير فلسطين .لكن هذا التحرير يمر عبر تدمير مجتمعات وانشاء كيانات سياسية عميلة مع تنصيب حكومات مؤيدة للدعاية الإيرانية .مشروع يقوم على إيجاد موطن قدم لها  في عالمنا العربي ،بعد ذلك لتفكر في إعادة القدس .

والواقع البعيد عن شعارات الثورة الإيرانية يكذب كل خطب التحريض على تحرير فلسطين .بل لا أحد ينكر تقارب المصالح بين تل أبيب وطهران .ولأن الدين حاضر بشكل جلي في الخطاب السياسي  لنظام الملالي  ولنظام الحاخامات فمن الضروري البحث عن وجود انسجام بين رؤية تريد بناء دولة على حساب الشعب الفلسطيني ورؤية تتجه لبناء إمبراطورية تمتد من شرق افغانستان الى دمشق .

هكذا تعمل ايران وهكذا تخطط لبناء إمبراطورية تستغل كل الوسائل والاساليب الشرعية واللاشرعية ،ولأن قادة ايران يحملون مشروع حلم فلا احد بإمكانه مواجهة هذه القوة الجارفة التي تعتمد على الغوغاء والسوقية لتنفيذ مخططاتها .منها المعلنة كاحتلال العراق ومنها الخفية كتقويض الثورات ومحاولة اخراجها من سياقها المعلن .لذلك تستغل الدعاية الإيرانية كل خرجات الشارع العربي لتمرير ما تراه يخدم اجندتها بما في ذلك احداث شرخ بين مكونات المجتمع لتتهيأ لها الظروف لتعبث بأمن واستقرار بلدان المنطقة .

 

لقد تحولت البنية الفكرية الإيرانية من تصدير الثورة إلى تأزيم الثورات وشيطنتها .لأن طهران تدرك أن هزم العدو يمر عبر تفتيته واضعافه .ولأن القوة لا تواجه إلا بالقوة .فعند الايرانيين قوتك تبنى على ضعف العدو .


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات