وكأنك في أرض الوطن.. الجالية المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية تتصدر احتفالات عيد الفطر بتيكساس

ظهر في كامل عافيته...الملك محمد السادس يصل إلى الدار البيضاء في أول أيام عيد الفطر

أجواء صلاة عيد الفطر بمصلى حي سيدي عبد الكريم بسطات

خشوع وسكينة بصلاة العيد من مصلى حي الهدى بأكادير... لحظة يملؤها النور والتكبير

تكبيرات ودعاء.. الطنجاويون يؤدون صلاة العيد في أجواء روحانية

عمال النظافة في طنجة جهود متواصلة في عيد الفطر من أجل مدينة أنظف

الترجمة وإلى أي مدى استطاعت أن تلامس روح النص

الترجمة وإلى أي مدى استطاعت أن تلامس روح النص

عبد اللطيف مجدوب

الجذر "ت ر ج م" دخيل ...

 

" ... "رجم" في اللغات الأكادية تعني الصياح ، والقول في الأوغارتية ، والظن في العربية (الرجم بالغيب) ، والتراجم تعني التراشق بالكلام البذيء . "الترجمان" هو المترجم الشفاهي الذي يقوم بعملية ترجمة كلام غير محدد سلفا بين شخصين يتكلمان لغتين مختلفتين ؛ وهو ما دلت عليه الأكادية والعبرية والسريانية والعربية ، والجذر "ترجم" في الفارسية لها مشتقات عديدة : ترجمه < ترجمان < تاراجمان ، وفي لغة الهاوسا : ترجم < Fassara فسر ، وفي السواحلية : ترجم < Tafsir تفسير ، أما الأردية Urdu < ترجمه كرير .

 

الترجمة كنافذة للانفتاح على الثقافات

 

يقول نعوم تشومسكي Noam Chomsky" المترجم خائن " ، ولعل في موقفه هذا اختزال للرأي القائل بأن المترجم ؛ مهما دقق في عمله ؛ فلن يصل إلى نقل المعنى 100% ، حتى ولو كانت ترجمته مطنبة ؛ في حجمها أكبر من النص الأصلي .

 

ويعتقد العديد من الدارسين ، والأنثروبولوجيين منهم خاصة ، أن "الترجمة" كانت النواة الأولى لاختلاط الجنس البشري ؛ وعنها تولدت الحاجة إلى التعرف إلى الآخر ، من خلال أداة اللغة التي سيكتسبها الإنسان كلغة ثانية ؛ عبر تأسيس مقابلات شفاهية بين لغتين أو بالأحرى بين ثقافتين ؛ ثقافته الأصيلة وثقافة وسطه الجديد .

 

بدأت الترجمة ؛ أول عهدها ؛ شفاهية فتحريرية ، لتنتهي الآن إلى ترجمة آلية وصوتية ثم رقمية . ويعتقد آخرون أن الترجمة كانت ؛ في بدايتها ؛ أداة للتجسس على الآخر ، إما لمهادنته أو منازلته أو محاورته ، وقديما قيل "من عرف لغة قوم أمِن شرهم " .

 

وعموما ؛ يمكن القول إن الترجمة لعبت دورا حضاريا ورياديا في التقارب بين الشعوب وتلاقح الحضارات . كما نشطت في دواوين الملوك والأمراء والرؤساء ، وخصّوها بتراجمة مهروا في نقل وترجمة رسائل ومعارف على جانب كبير من الأهمية والخطورة . ومن هنا نشأت الحاجة إضفاء الطابع الرسمي والشرعي على عمل الترجمان ، فاشترطوا ؛ في تعاطيه لمهمة الترجمة وحتى يكون معتمدا لدى هيئة أو ديوان ؛ أن يكون محلفا بألا ينقل إلا "الحقيقة" المطابقة للواقع وللنص ، كانت شفاهية أو تحريرية .

 

هل هناك ترجمة كاملة للمعنى (100%) ؟

 

في إطار تدشين قاعة كرسي عبد الله العروي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط ، اختتم هذا الأخير عرضه الافتتاحي باقتراح إنشاء كرسي أسماه "بالترجمة والتأويل" ، مضيفا أن هناك عدة مؤلفات وموسوعات معرفية أعيدت صياغتها في ضوء الاهتداء إلى تحقيق "كلمة" أو ترجمة مدلول ؛ لم يعد يفي بالمعنى الذي وقفت عنده الترجمة في الماضي ، والتي برز فيها مدلول "التأويل " Interpretation وتمييزه عن "التفسير" Explanation الذي يراهن على اللغة في التوضيح والكشف عن الجزئيات ، خلافا للتأويل الذي يذهب بالمعنى إلى صورة أخرى ، عكس ما درج عليه القراء فيما قبل .

 

إلا أن ترجمة الأعمال الإبداعية ؛ من شعر وخواطر ، وفنون قصصية ما زالت تواجه بتحديات من قبيل ما يروم إليه النص أو يستضمره الشاعر والروائي والقصاص .. قبل أن يتناوله المترجم . وتكاد الترجمة أن تكون نسبية أو مجرد تأويل وتفسير لبعض الكلمات/المفاتيح ، خاصة أمام النصوص الدينية ؛ كالتوراة والأناجيل والقرآن والسنة . فالشعر الجاهلي ؛ على سبيل المثال ؛ والمعلقات منه خاصة ؛ تجد الترجمة عسرا كبيرا في نقل ما أضمره الشاعر من معنى في كلمة أو بيت شعري أو قصيدة .

 

علم الترجمة Translatology

 

Translatology : " هو دراسة نظرية وممارسة الترجمة الشفاهية ، لا سيما في السياق الأكاديمي ، وهي تجمع بين عناصر من العلوم الاجتماعية والإنسانية " ، وهو من العلوم المستحدثة ، يؤكد على مجموعة من الخصوصيات الواجب توفرها في المترجم ؛ كالإحاطة بثقافة وآداب اللغة التي يترجم منها وإليها ، فضلا عن المهارة اللسانية والترجمة الشفاهية الآنية ، مع احتكاكه بثقافة ولسانيات وقواميس موطن هذه اللغة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات ، قبل أن يتخصص في فرع منها كالطب والعلوم الدقيقة ...

 

لكن ؛ وبالرغم من هذه التراكمات المعرفية والميدانية التي توفرت للترجمان ؛ فما زالت هناك نصوص قديمة وحديثة ، ليس بينها وحدات لغوية مقابلة لها في الترجمة ، فيقف منها الترجمان فقط مفسرا أو مؤولا لمعانيها ؛ مثال الاسترقاق Slavery التي تعني العبودية ، وهل الاسترقاق هو العبودية ؟ ادلهم الليل ، احلولك الظلام Night getting darker... "قسمة ضيزى" An unfair division ، أو قسمة غير عادلة . ففي أحيان كثيرة ينقلها كما هي ، فتاتي "الترجمة" حرفية وركيكة في مبناها .

 

مثال الترجمة الحرفية (الركيكة)

 

The library of Congress

 

“The library of Congres sis the National library of the US , and is on Independence Avenue In Washington , DC . It was more than 115 million books , it is the second largest library in the world ,be shelf space and number of book , the largest being the British library , the library receives tow copies of every Us work published with a copyright ^”

 

مكتبة الكونجريس

 

" مكتبة الكونجريس هي المكتبة الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية ،وتأسست المكتبة في عام 1900 ، وتوجد في شارع الاستقلال في العاصمة الأمريكية واشنطن ، ويوجد في المكتبة أكثر من 115 مليون كتاب ، وهي ثاني أكبر مكتبة في العالم بعد المكتبة البريطانية من حيث الرفوف الخالية وعدد الكتب ، وتستقبل هذه المكتبة نسختين من كل كتاب أمريكي تم نشره مع حقوق الطبع "

 

الترجمة الرقمية Dijital translation

 

سارعت العديد من شركات الهواتف الذكية إلى تزويد معداتها الرقمية بتطبيقات وبرامج للترجمة الآلية ، فضلا عن وجود مواقع إلكترونية تعرض لخدمات الترجمة المباشرة بالمجان أحيانا ، وهي مزودة بقواميس رقمية حديثة ، سواء تعلق الأمر بترجمة العربية إلى الأنجليزية أو العكس ، بيد أنها تتحول أحيانا ؛ وأمام النصوص المستعصية ؛ إلى ترجمة ركيكة أو مغلوطة بالمرة .. حتى إنها لا تعتمد في المجالات القضائية والتجارية والمالية ، ولو أن هناك مواقع لتراجمة يعرضون خدماتهم بالمقابل .

 

وصفوة القول عموما ؛ وفي ختام هذه الورقة ؛ إن الترجمة مهما كانت دقيقة فلا يمكنها أن تفي بالمعنى الأصيل 100% ، وتضعف كلما كانت النصوص قديمة أو مرتبطة بعلوم اللاهوت ، علاوة على عجزها التام عن نقل وترجمة اللهجات واللغات الإقليمية والمحلية ؛ على شاكلة هذا القول المغربي الدارج : " .. خلّيني نصور طرف دلخبز " ؛ أو " ..خدّام على راسو .." أمام محاولة نقلها إلى الأنجلزية : Let me having a photo of bread ‘s bit » «

 

 

« He is comletly working »


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات