دويتشه فيله
بعد أن تجاوز عدد قتلى فيروس كورونا المستجد ثلاثة آلاف وانتشاره في أكثر من ستين دولة، تتوالى التحذيرات من الوباء من كل حد وصوب، بينما حذر تقرير إعلامي بريطاني مما هو أخطر من كورونا، فما هو هذا الخطر؟
يستمر ارتفاع عدد المصابين والوفيات جراء فيروس كورونا عبر العالم، فيما تخصص وسائل الإعلام صفحاتها وشاشاتها لمناقشة تداعيات انتشار الفيروس على الصحة العامة وعلى الحياة اليومية للأشخاص وعلى الاقتصاديات المحلية والعالمية. وفي حالة من الهلع يتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي آخر الأخبار المتعلقة به، منها ما هو موثق، ومنها ما يصنف تحت خانة الأخبار الكاذبة.
الخوف من تفشي كورونا دفع كثيرين إلى إلغاء بعض الاحتفالات أو الفعاليات المقامة، كما دفع بالبعض إلى إلغاء مجالس العزاء.
لكن مجلة "ذ سبيكتاتور" البريطانية أشارت إلى أن كورونا يتسبّب بما هو أخطر من الإصابة، أي الهستيريا. مستشهدة بإغلاق العديد من المصانع وتأثر أسواق المال وإلغاء آلاف الأشخاص لرحلاتهم وعطلهم بسبب الأخبار المتداولة عن انتشار الفيروس وإعلان العديد من المدن عبر العالم مناطق مغلقة بسبب تفشيه. بينما سارع العديد من المواطنين إلى مراكز التسوق لشراء الأغذية التي يمكن تخزينها استعدادا لأي حجر صحي محتمل.
مما لا شك فيه أن فيروس كورونا المستجد (Covid-19) هو فيروس فتاك انطلاقاً من التوصيف الذي أطلقته عليه منظمة الصحة العالمية، فقد تجاوز عدد وفياته اليوم الاثنين (الثاني من مارس/آذار 2020) ثلاثة آلاف، توفي معظمهم في الصين. لكن هذه الأرقام جعلت العديد من رواد التواصل الاجتماعي يحذرون من انقلاب الإجراءات الوقائية إلى حالة من الهستيريا.
انطلاقًا من أرقام المصابين والقتلى حول العالم جراء فيروس كورونا، فعلى المرء أن يعرف الحدود بين اتخاذ إجراءات الوقاية، والحذر من جهة والدخول في حالة هستيريا والذعر من جهة أخرى، بحسب ما أكده كاتب مقال "ذي سبيكتاتور" والمعنون بـ"أخطر شيء في فيروس كورونا هو الهستيريا". وقد ذكر المقال بأمراض أكثر فتكًا بالإنسان حيث قَتل مرض السل في عام 2018 أكثر من 1.45 مليون شخص بعد أن سجلت عشرة ملايين حالة في تلك السنة، وهي إحصائيات موثقة لدى منظمة الصحة العالمية.