فتيحة مسعود
سبق أن تناولت موضوع دعارة المغربيات في مقال تحت عنوان " المغربيات
ورماد الدعارة، ولست الوحيدة في المغرب الذي يؤرقه هذا الموضوع الذي اصبح ماركة مغربية مسجّلة" فكل شرفاء المغرب من رجال ونساء وحتى الأطفال قد ذاقوا المر بسبب سمعتنا التي دنّستها فئة جعلت من الدّعارة " بريستيج" تعيش عليه لا يهمها دين ولا وطن، زد على ذلك تساهل المعنيين بالأمر ، مع هذا الملف ، ولا أعرف مصيرنا ونحن نغض الطرف على نزيف السمعة"؟؟!! نعم نزيف حاد قتل في بعضنا الكرامة والنّخوة،، فلم نعد نسنطيع التطلّع إلى عيون اللآخرين، لأننا سنرى صورتنا " القبيحة" في عيونهم !! فنحن في نظرهم بائعات هوى ،، مومسات ، وعاء للمتعة أما الرجال فهم من الصنف الذي لا يهش ولا ينش" ولنا جميعا العزّة والكرامة "
أصبت بالغثيان عندما وصلني عبر الوات ساب فيديو لمغربيات فبض عليهن متلبّسات بالشعوذة في دولة الامارات الشقيقة، بعد أن اختلفن " على تقسيم "لحصيصة" وكما يقول المثل المغربي ماشفوهمش مني كانوا كيسرقوا وشافوهم وهما كيفرقو" وفي تقرير مفصل أذاعته قناة أبو ظبي عن كيفية وقوع هؤلاء " المارقات" في قيضة العدالة ،ولو أن التقرير لم يصرّح بجنسية المقبوض عليهن " ربما لاعتبارت أخرى لا نعلمها؟؟؟!!! لكن افتضح الأمر عندما صرّح أحد المشاركين في عملية اقتحام وكر " المشعوذات" بأنهن من الجنسية المغربية" وبأن هذه الجنسية بالذّات سبب خراب البيوت !!! وتشتيت الأسر؟؟!! فانتشر هذا الخبر في معظم المواقع مع الإفصاح عن جنسيتهن" التي لم تكن غير "مغربيتنا" التي لا تحتاج لكلمات متقاطعة نجمعها لنحصل على إسم " المغرب" ولا لفزورات حديدان " فهي واضحة وضوح الشمس!!! يعرفها القاصي والدّاني ، فهي عابرة للقارات نافست أعتى "ممتهنات الدعارة " في العالم من روسيات واروبيات شرقيات وحتى تايلانديات" لم يصلن إلى ما وصلت إليه داعراتنا!!!
واذا كانت القناة التي أذاعت الخبر حرصت على مشاعرنا نقول لها " نحن لا نحتاج لطبطبات " ويكفينا مثلنا الجميل الذي يقول " اللي كيشطح مكيخبيش وجهو" فبعض بناتنا سوّدن سمعتنا من عقود!!! ، إنّه المنتوج الذي حرص المغرب على تصديره بعناية فائقة، بعد أن هيّأ له كل الظروف وجميع السبل!! من فقر وتهميش " وهدر أخلافي ومدرسي ، زد على ذلك البنية الدينية الهشّة لبعض الأسر،، حيث ينوب الأب أو الأم عن الأولاد في القيام ببعض الشعائر الدينية من صلاة وصيام ، إن لم تكن الأسرة بكاملها لا تعرف تجاه القبلة؟؟؟!!!
هذا الروبرتاج أيقظ داخلي حرقة تحتاج إلى إعصار بقوّة تسونامي علّه يخفف درجة واحدة من لهيبها ؟؟ وكيف لا وأنا سأستقبل نظرات من أناس يعرفون أنني من جنسية اشتهرت بالدعارة والشعوذة!!! كيف سأشرح الدّرس لطلابي ومنهم من شاهد الروبرتاج في أحد المواقع،، فالخليج واحد سواء كان الامر في الامارات او البحرين،، إلاهي،،، هنا في الخليج يوجد المغربي العامل المتميز الخلوق الطيب يده السمراء ، وضعت البصمة المغربية على مساجد أهل الخليج، وعلى بيوتهم وقصورهم ،هنا يوجد المغربي المعلم والمربي، هنا توجد المغربية الاستاذة الجامعية ، والطبيبة ، وحتى المرشدة الدينية ، ألن يشفع لسمعتنا شباب مثل الورد اقتحم بجدارة عالية شركات عالمية كبرى ومصارف وبنوك ،، ومعامل ومصانع ألم تسهم تجربتهم في تغيير تلك الصّورة النمطية " دعارة + شعودة= المغرب !!!
أم أن الفئة الرديئة هي التي ملكت الميدان والواجهات واكتسحت ذاكرة الزمان والمكان لدى الإنسان الخليجي، وأنا لاألومه لأن معظم المغربيات المتواجدات في الخليج "لحم رخيص" مع احترامي للقلّة نعم قلّة ممّن حملن الوطن بين ضلوعهن وعاهدنه على الوفاء ، قلّة سحقتهن الصورة المشوّهة للمرأة المغربية .....
وأعود إلى الروبرتاج الذي أبان عن تذمر أهل الامارات من بناتنا،،حيث تجولت بين مواقع تطرقت لذلك الفيديو المشين لسمعتنا ، فهناك من طلب ضرورة غلق الباب في وجه " هذه الجنسية بالذات،، لأنها معروفة بالسحر والشعوذة والدعارة" وبأنها تستزف الاسر الخليجية وتدمّرها!! زد على ذلك التحويلات المالية الهائلة التي تحوّلها هذه الجنسية إلى بلدها الأصلي " وربحنا بكري" اذا كانت نصف تحويلات المغاربة بالخارج من "نهود نسائه" شعور بالقهر والذل والبؤس وكل مفردات العبودية انتابتني وأنا أتابع خيبتنا،، أربع مغربيات يجلسن خلف طاولة تجمع كل أشكال النجاسة من مخلفات "منوية" وأعشاب وجافيل وماء القاطع وكل مواد التنظيف الحارقة ، ومبالغ مالية وتلفونات من أفضل ما طرحه السّوق ، ورجل خليجي يقال " والعهدة" على المتحدّث " أن البنات سحرنه فغدى عبدا لهن مسلوب الإرادة يلبي جميع طلباتهن ولا يدري بما يجري من حوله!!!! ؟؟؟
تمنّيت لو طرت إلى هناك لأسأل كل واحدة عن سبب اختيارها لهذا الواقع الذي تعيشه الآن ،، هل الطمع والجشع وحب الثراء السريع هو السبب؟ هل مقولة " ماتقولش شحال غاب قول شحال جاب "هي الكلمة الحاسمة " لماذا تخرج الفاة من بيتها وأرضها وهي غير مؤهلة لعمل شريف؟؟ لماذا بعض الأسر المغربية أصبح حلمها أن تشق بناتها غمار الشهرة والمال سواء بالغناء أو حتى الرقص الذي أصبح أمرا عاديا أن تقف فتاة صغيرة تتلوّى أمام لجنة تُقيّم أداءها !! لماذا بعض الأسر تترك بناتها تخوض عباب الخليج أو اروبا ، سواء كان الأمر بطريقة مشروعة أو ملتوية!! تسبقها الدعوات " سيري راك مرضية" !!وبعضهم يعلم أنهن خرجن إلى عالم " الدعارة الراقية " فالبنت التي لا تحمل مؤهلا دراسيا مهما ولا حتى صنعة تأكل منها ، فماذا ستفعل في بلد يعج بالكفاءات من اروربا وامريكا ، وكندا والهند والفلبين، والمضحك المبكي عندما تسأل بعض الامهات " اش كنخدم بنتك في الخليج؟ تجيبك وبحماسة الله يرضي عليها راه خدامة مربية،، وطاحت في ناس بحال وجهك " وهي تعلم أن ابنتها اشترت " عقد العمل والإقامة " بالتحواص بين أقاليمنا الممتدة من الشمال إلى الجنوب " دفعت الثمن من كل قطعة من جسدها " المُشاع" لله درك يا وطن " ما أكبر فجيعتك في رجالك وفي نسائك ، نعم فجيعة أن يتحوّل وطن إلى مصنع لتفريغ الرداءة ، أين مسؤولينا؟؟؟ أين رجال الدّين؟؟ من كلّ ما يحدث؟؟ أيحتاجون لإذن لكي يقولوا " اللهم أن هذا منكر" ؟؟؟ ، والمفجع أن هناك من وقفت دابّته عند سوق الخضار " فاكتفى بخزو" يشرح فوائدة الجمّة للبنت العازبة والمرأة المطلقة أو الأرملة ، أو من تغيّب عنها الزوج وخافت الفتنة " تبّا لهكذا عالم " وتبّا لكل من يسخّر مثل هذه الفتاوي التي ما هي إلا "بلاوي" تفضحنا وتجعل من سمعتنا فرجة ومقلبا للقمامة ،، أين جمعيات المجتمع المدني والفاعلين السياسيين؟؟!! من أجزاب ومنظمات حقوقية " أفينكوم ما تقيش ولدي ماتقيش بنتي ،، "!!!؟؟؟ أين الناطقات باسم كرامة المرأة المغربية وحقّها في العيش الكريم ؟؟ وفي التقدّم والإزدهار ؟؟!! لا أراهم إلا في مهرجانات تسئ للمرأة ،،،وتحت عدّة مُسمّيات كمهرجان سينما المرأة والذي كان ركحا للعري من ممثلات لفضهن الجمهور في بلدانهم بعد أن افلست تجارتهن وأجسادهن أيضا ، وتمنيت لو تمَّ سحبهن لعدّة كليوميترات إلى بعض المناطق من مدينة سلا ،، مناطق لا تدخلها الشمس ولا القانون؟؟!! أليست أولى بميزانية هذا المهرجان؟؟؟
وأتذكر أيضا مهرجان " أصوات نسائية " ظننت بأنه فضاء لرفع شعار حافظوا على نسائكم " اعتقدت أنها ستحلّ معظلة نساءنا في المغرب المنسي ؟؟ تلك المحرومات من دفء الوطن ، نعم محرومات وهنّ يعشن بداخله منسيات ، يلدن على ظهور الدّواب !!! وفي أحسن حال عند أعتاب ما يُسمى بالمستشفيات!!! لكن خاب ظني في المهرجان الذي جاء ليُشوّه عراقة المكان"تطوان الحبيبة" أصوات نشاز ، لنساء لا نعرفهم ولا نريد أن تكون لهن صلة لا بمدننا ولا بنسائنا،،، والسؤال أليست تطوان أولى بمزانية تصرف على " الخلاعة" زد على ذلك مهرجان موازين الذي يعد في نظري أقبح ،وأحقر مهرجان سمعته في حياتي ؟؟رعم أنه كان يقام على مقربة من بيتنا في الرباط عندما كنت بالمغرب، لم أخرج إليه أبدا ،، بل كنت أراه مسخا ، يعمل على تقريب الفساد الأخلاقي من المواطنين" أما فنواتنا فهي لا تحتلف عن قنوات الصرف الصحي" ولك العزّة والكرامة أخي القارئ أختي القارئة ، وبالخصوص ما يسمى بالقناة الثانية التي أقسمت على ضخ الفساد الأخلاقي لاكثر من عقدين!!!
وما فضيحة المشعوذات الأربع في الخليج إلا نتيجة لفساد ممنهج داخل الوطن ، أسهمت فيه أطراف تريد أن يظل المغرب ينزف إلى آخر قطرة كرامة ،،
وإلى أن نلتقي في ألم آخر ،،،،، اترككم في رعاية وطن نحمله جمرة بين ضلوعنا ،، دمعة في عيوننا ،، غصّة في حناجرنا ، فمتى نراك يا وطني بسمة تعلو شفاهنا وعزّة تضي جباهنا .....
مقيمة في البحرين
.