أخبارنا المغربية - وكالات
وأخيرا حط رحال فيروس "كورونا" بجمهورية مونتينيغرو ،المعقل الوحيد في أوروبا الذي بقي صامدا لآخر رمق ضد الفيروس الفتاك .
واعتبرت مونتينيغرو (الجبل الأسود) ،حتى مساء أمس الثلاثاء ،الدولة الأوروبية الوحيدة التي لم تنل من شر فيروس كورونا ،وبقيت حصنا أبيا ضد هذا الوباء الذي يغطي جغرافية العالم حاليا .
وقد شكلت مونتنيغرو الاستثناء في القارة العجوز ، على الرغم من أن عاصمة البلاد بودغوريتسا - تيتوغراد سابقا- تقع على بعد أقل من 300 كلم من جنوب إيطاليا، كثاني أكبر دولة بالعالم من حيث عدد المصابين بالمرض بعد الصين، وتمكنت الجبل الأسود من البقاء خالية من الفيروسات التاجية الى حدود مساء الأمس ،بعد أن أعلن رئيس وزراء البلاد دوسكو ماركوفيتش عن تسجيل أول حالتي إصابة بفيروس "كوفيدا-19"في البلاد.
ويتعلق الأمر بامرأتين عادتا إلى البلاد قبل 12 يوما من الخارج ،إحداهما من الولايات المتحدة الأمريكية والأخرى من إسبانيا ،و كلاهما ترقدان حاليا بالمستشفى.
وأشار مسؤولو مونتينيغرو ،التي لا يتعدى عدد سكانها 631 ألف نسمة بقليل ، الى أن واحدة من النساء تبلغ من العمر 72 عاما ، والأخرى – 47 سنة ،مؤكدين أن حالتهما "جيدة".
وأمام هذا الوضع قررت مونتينيغرو ،شأنها في ذلك شأن العديد من دول العالم ،إغلاق حدودها خوفا من الإصابة بالفيروس التاجي ، وأوقفت وسائل النقل العمومي ، كما أغلقت الموانئ والمعابر الحدودية والمدارس والمقاهي والمطاعم ،مع استثناء محلات البقالة والصيدليات لمدة 14 يوما على الأقل، كإجراء وقائي للحيلولة دون انتقال المرض داخل حدودها.
وبالتزامن مع انتشار الفيروس في أرجاء أوروبا، جرى في مونتينيغرو ،المطلة على البحر الأدرياتيكي ،إجراء فحوصات وتنفيذ عمليات بحث عن الفيروس بين مواطني البلاد ، دون العثور على نتائج إيجابية لمصابين الى حدود أمس الثلاثاء ، الأمر الذي أثار تساؤلات عن سر الحصانة، التي تتمتع بها هذه البلاد .
ورغم ثبوت وجود حصانة طبيعية ضد الفيروس في البلاد البلقانية ، لكن وسائل إعلام رجحت أن اهتمام هذا الشعب بالنظافة حتى حد الهوس ، ربما يكون السبب وراء عدم انتقاله لأراضيها، بالإضافة لغياب الازدحام والتكدس في الأسواق بدرجة تؤدي لانتقال العدوى.