محمد بونوار
نبقى مع وباء كرونا وما جاوره من تداعيات.
في المغرب جاء قرار الحذر الجوي بدون سابق اعلام , وحصل في المغرب آلاف السياح بما فيهم مغاربة العالم, بمعنى المغاربة المقيمين خارج الوطن .
اليوم سوف أسلط الضوء على مشكل مغاربة العالم من بداية الحذر الجوي الى يومنا هذا
...فأعلن القائمون على الامر في المغرب الحذر الجوي فجأة , وكثفت الدول الاروبية جهودها لنقل مواطنيها الى بلدانهم ,وكان المغرب قد تفهم الامر وأعطاهم مهلة ثلاثة أيام لسحب مواطنيهم من على التراب المغربي , وهكذا هرع السياح والمغاربة المقيمين في الخارج الى التواصل مع سفارات وقنصليات بلدان اقامهم ,وبعد أيام قلاءل أنسحب الاجانب , لكن هناك فئة ظلت تترقب الاذن بالسماح لمغادرة المغرب , وبعد مفاوضات شابها مد وجر استجاب المغرب لهم واشترط عليهم بان تسحب بلجيكا وهولندا مواطنيها من المغرب دون المتجنسين أو بلغة سليمة بدون المغاربة الذين يحملون الجنسية الهولندية او البلجيكية .
لب الموضوع
كثير من الناس سوف يتساءلون عن سياسة المغرب في هذه النازلة , لان الذين تم رفض سفرهم الى هولندا وبلجيكا هم بلجيكيون وهولنديون من اصول مغربية , ويتمتعون بجميع الحقوق اسوة بأبناء البلد في هولندا وبلجيكا .
ما هو سر امتناع المغرب بالسماح للمغاربة العالقين بالمغرب بالسفر الى هولندا رغم أنهم يحملون جوازات هولندية ؟
السياسة والدبلوماسية بين المغرب وهولندا ليستا على احسن ما يرام
اٍذن السؤوال البديهي : ما هو السببب ؟
في سنة 2018 قام فريق من الحزب الاشتراكي الهولندي بزيارة الى مدينة الحسيمة والتي ينحدر منها كثير من المواطنين المغاربة القاطنين بوهلندا , والذين درسوا وانخرطوا في الاحزاب الهولندية منذ عهد بعيد ,وأنشؤوا جمعيات وتكتلات وسط المجتمع الهولندي وأصبحوا يأثرون في السياسة الهولندية من خلال الانخراط الفعلي وتقلد مناصب عالية في مؤسسات الدولة الهولندية .
هذا الحزب قدم تقريرا الى وزير الخارجية الهولندي عن حراك الريف و أقارب المعتقلين في ما يسمى بحراك الريف , وهذا الاخير أي الوزير رفع تقريرا الى البرلمان الهولندي مطالبا فيه بالافراج عن معتقلي حراك الريف .
النقطة الثانية ,وهو أن المغرب طالب أكثر من مرة بتسليم البرلماني سعيد شعو الى المغرب , لكن السلطات الهولندية كانت ولا تزال ترفض ذالك .
الخاتمة , في نظري , انطلاقا من هذه الاحداث , أرتأى المغرب أنها الفرصة المواتية , للانتقام من هولندا التي تتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب ,ولانها ايضا لا تريد تسليم البرلماني المتهم باشعال فتيلة حراك الريف .
...لكن تبقى حوالي 3000 من مغاربة العالم غالبيتهم يتمتع بالجنسية الهولندية والبلجيكية محاصرين بالمغرب.
هناك من هو مريض وهناك من له عائلة وهناك وهناك ....وهم في حيرة من أمرهم .
تبقى هذه الفئة بين سندان النار التي وقودها السياسية بين المغرب وهولندا في زمن الوباء اللعين .
وبخصوص وباء كرونا أيضا , قام المغرب بخطوة احترازية محترمة , حيث كان من السباقين الى اعلان حالة الطوراء , بدءا من الحذر الجو والحجر الصحي وتخصيص صندوق مالي لاعانة المعوزين وفاقدي الشغل ومساعدة المقاولات واجلاء السياح من المغرب الى مواطنهم علاوة على تجنيد مختلف القوات والتحسيس الاعلامي لئلا ينتشر الوباء بين المواطنين .
هذه كلها أمور تحسب لصالح المغرب , لكن والحق يقال ,والذي لا يتطرق اليه الاعلام الرسمي هو العدد الكبير من المغاربة العالقين ببلدان مختلفة , ويقدر عددهم بحوالي 20 الف مغربي , متفرقين بين اروبا وافريقيا وأسيا وربما أمريكا وأستراليا.
سافروا من أجل السياحة , أو زيارة أقاربهم وذويهم , أو للاستشفاء , أو لاجراء تداريب مهنية, أو لاسباب أخرى .
لاحديث عنهم رغم ان حالة الطوراء والحذر الجوي مرشحة ان تستمر سواء داخل الوطن او خارجه . مع العلم أن شهر رمضان على الابواب , والكل يريد ان يصوم بمنزله بين عاءلته .
نطلب أن تكون هناك التفاتة نحو هذه الفئة من المواطنون والذين تزامن سفرهم مع مجيء هذا الوباء اللعين .