الجماهير التطوانية تخصص استقبالاً أسطورياً لفريقها بعد الفوز على اتحاد طنجة

انقلاب شاحنة محملة بأشجار الزيتون بالحي المحمدي يستنفر المصالح الأمنية

بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

لما لا نكون اول دولة تسجل الصفر حالة ؟

لما لا نكون اول دولة تسجل الصفر حالة ؟

يونس حسنائي

 

حلم ننتظر ان يتحقق و نرى نوره في الايام المقبلة ، هو حلم ليس بالمستحيل، فطالما كنا ننتظر  هذه الفرصة لنبرهن للعالم اننا اكثر وعيا و حكمة و ذكاء ، طالما كنا نتغنى بالتاريخ الغابر لنا و اننا نحن السباقون لجميع العلوم و ان مهد الحضارة نحن اهله ، فطالما كنا نشكوا هجرة ادمغتنا و ان لنا طاقات و كفاءات ، طالما كان هاجسنا ان نكون في الصفوف الاولى للدول المتقدمة و نبني وطنا رائعا . 

فرصة حقيقية على طبق من ذهب لو عرفنا كيف يمكن توظيفها من اجل ان نقلع نحو سماء التقدم و الازدهار،بعيدا عن اي جدال سياسي او ايديولوجي فالفرصة مواتية تماما من اجل رفع اسهمنا و جعل اسم هذا البلد عاليا في كل الميادين و المجالات . 

هل تعي حقا معنى ان تكون اول دولة تقضي على هذا الوباء ؟ و تسجل فيها صفر حالة بعد هذا الكم الهائل من الموتى و المصابين ، و بعد ما حصده هذا الوباء اللعين من الاف الضحايا في العالم باكمله و بعد ما دمره من اقتصادات و دول كبرى و ابان عن ضعف اوطان كان ينظر لها انها من اقوى الدول ؟ هل تتخيل الموقف حينما تسمع في جميع القنوات و البرامج العالمية ان المغرب هي اول دولة تتخلص من هذا الوباء و كيف ستكون ردة فعل الشعوب اتجاه هذه الرقعة من الكرة الارضية ، انه لامر جلل و عظيم و غير مسبوق في تاريخ المملكة المغربية ، و سيكتب حدث فوزها و انتصارها عبر التاريخ بماء من ذهب. 

سيضرب لها الف حساب و ستهابها ملوك و رؤساء الدول ، سيعلم  كل من اهانها و احتقرها قيمة هذا الشعب و اصراره و صبره الذي ليس له مثيل ، سيعي الكل اننا شعب لا نقهر و ان الوعي و الاحساس بالمسؤولية هو عنوان حياتنا ، و ان ارادتنا هي سبيل خلاصنا . 

ربما سيكون اول سؤال يتبادر الى ذهنك هو كيف السبيل الى هذا ، و ما هي سوى احلام و اماني هيهات ان تتحقق بل و من المستحيل ان تكون ، فكفى من دغدغة قلوب و احاسيس الشعوب بكلمات و مقالات تنشر هنا و هناك و الفعل اصعب من القول و الحال لا يبشر بخير . 

ساجيبك فقط ان هناك شجرة من اضخم الاشجار في العالم و هي شجرة "السيكويا"، كانت عبارة عن بذرة صغيرة جدا لا تتعدى  بضع ملمترات فاخترقت الارض اطلت وريقاتها لتقبل شمس الصباح فتحولت الى شجرة من اضخم و اطول الاشجار بالعالم كله   ، فكيف لا تريد بحلم شعب ان يكبر و ينمو ، فبالاحلام و الاماني تكبر الشعوب و تبنى الامم ، لكن اذا ارتبط هذا الحلم بالارادة القوية. 

فالامر لا يتطب منك جهدا كبيرا و جبارا ،هي فقط كلمة بسيطة من اجل الوصول الى كل ما تم ذكره سلفا ، فالزم بيتك و حمي نفسك و لا تبرح ارضا غير ارضك ، و حافض على بعد المحب عنك لحبك اياه ، اجعل لقدمك في بيتك صنما و لا تغادر الا من اجل انك تضطر لتغادر . و عش و كانها اخر لحظات حياتك بالحب و الامل و ان الغد قريب و نور الشمس سيطل من جديد و ستمتلا الشوارع و الساحات. و سنفرح معا و سنلتقي من جديد. 

في حديثي مع احد الاصدقاء قال لي : انه في ايام الطاعون الذي اصاب المغرب في حقب غابرة ، كان الاهل يلزمون بيوتهم و يغلقون الابواب و النوافذ و يدخلون غرفهم المظلمة ، لم يكن وقتها لا هواتف او شاشات تلفاز او وسائل للتواصل الاجتماعي ، كان هناك فقد قنديل يضيئ ركنا من البيت و شمع ذائب على شرفة المنازل و بضع قطرات من الماء و قطع خبز يابسة  ، كانوا ينامون لايام و اسابيع و لا يبرحون مكانهم ابدا  ، كانوا اشبه باهل الكهف في نومهم ، و كانوا كمن يدخل سباته الشتوي حتى يحل الربيع ، و حتى ينادى في الازقة و الاسواق ان الوباء قد انتهى و رحل  ، فيستيقضون  من نومهم و عزلتهم،  و تقوم نساء القرية  بتحضير طبق كبير من الكسكس اللذيذ فيأكلون بشراهة و جنون لان الجوع قد دمرهم لطول الانتظار  ، فتعود الحياة كما كانت الى سابق عهدها ،  و يلتقي الاحبة و الاهل و الاصدقاء و يسلم بعضهم على بعض و يهنئون بعضهم بعضا بعمر جديد و حياة جديدة . 

هكذا كان الناس قديما يواجهون الازمات و الامراض و الاوبئة ، و هذا حال المغاربة قديما ، رغم ان اغلبهم لم يجد القراءة و الكتابة و لكنهم كانوا يتميزون بروح المسؤولية و التضحية و هذا لا يكون الا عن وعي قائم و حكمة خالصة .

 

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة