الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

مدرب الجيش الملكي يبرر الخسارة المفاجئة لنهائي أبطال إفريقيا

شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

الله ياخذ الحق..أول خروج إعلامي لعائلة التلميذ ضحية جريمة قتل بطنجة

ساكنة مفتاح الخير بسطات تحتج على تراجع المسؤولين عن إنشاء قنطرة

يحدث هذا للأسف في زمن " الطرامواي " ...

يحدث هذا للأسف في زمن " الطرامواي " ...

علي مسعاد

 

" ماما شري ليا طعريجة  " قالت الطفلة ، ببراءة إلى أمها .

أجابتها أمها ، بثقة زائدة في النفس : " لا لا أبنتي الغنى حرام ...و الطعريجة حتى هيا ..حيث كانغنو بيها ..و الإسلام كحرم علينا الغنى بالطعريجة و غيرها " .

 لكن الطفلة ، إستنكرت بعفوية ،" وعلاش الناس كيشيرو الطعارج في السوق و المونيكات " .

 قاطعتها أمها بصرامة " هما شغلهم هاداك ، المهم هنا مانديروش بحالهم و صافي " .

هذا مقطع ، من حوار تناهى إلى مسامعي و أنا في طريقي إلى المسجد ، لم أتمكن من سماع بقية الحوار ، لأنني كنت أمشي بخطوات سريعة ، حتى لا تفوتني الركعة الأولى ، لأن الفقية ، بمسجد " المعاكيز " ، بسيدي البرنوصي ، أسرع من " التي جي في " ، في صلاته ، لأسباب أجهلها ، هل نحن في زمن السرعة ، حتى في تأدية فروض الصلاة ، نأكل بسرعة ، نشرب بسرعة ، نمارس الجنس بسرعة ، نتكلم بسرعة ، نسوق بسرعة ، حتى أصبحت الحياة بلا معنى و بلا ذوق .

المشهد الذي ، خلفته ورائي أعاد بذاكرتي ، بعيدا إلى الوراء ، حين عاد والدي رحمة الله عليه ، من صلاة الجمعة ، شخصا لا نعرفه ، فأبي قبل الصلاة ليس هو الآن ، ماذا تغير ؟ا ، لقد صدمتنا تصرفاته و أبي المتسامح ، المحب للحوار و أغاني أم كلثوم و فريد الأطرش ، ليس هو ، إنه شخص آخر الذي أمامي ، فجأة ،صرخ في وجوهنا " شوفو ، من دابا ، مانبقاش نشوفكم كتفرجو في البرابول ، راه حرام ، الفقيه كال لينا اليوم في الخطبة ، راه هاد البارابول حرام و لي كيشوفو غايتعذب في النار " ، فأجبته بتلقائية " ولكن الواليد ، راه ماكاين والو في القناة الاولى .غير أفلام و مسلسلات معاودة ، حفظناهم و الإشهار ،،مايمكنش نتحرمو من الفراجة ، حيث الفقيه كال البارابول حرام " ، فأجاب بطريقة لا مجال فيها للرد " راني هضرت معاكم ، صافي " و حتى يتأكد الوالد ، بأن لا أحد ، سوف يخرج عن طاعته ، أزال " جهاز الإستقبال " عن التلفاز و أخفاه عنا ، لحسن الحظ ، أن الحماسة لم تذهب بالوالد إلى المدي البعيد ، ليكسر الجهاز ، بل احتفظ به ، فقط ، بعيدا عن الأعين .

ومن حسن حظنا أيضا ، أن الأمر لم يدم  طويلا  ، حتى أحس الوالد ، بالملل جراء الإعادة و إعادة الإعادة لبرامج القناة الأولى و الثانية ، فقال بعفوية ، أضحكتنا جميعا " كون هاد الفقيه ، كان كيشوف هاد القنوات ديالنا ، كاع ما يكول في الخطبة ديالو حيدو البارابول ، راه ماكاين ما يتشاف في الحقيقية ، الله يسمح لينا ..نوض اوليدي الله يرضي عليك ، جيب لينا  داك البارابول و ركبو..نشوفو أش واقع من خبار  في الجزيرة " .

مشكلتنا ، نحن أن لخطياء الجمعة و أصحاب الفتاوى الدينية ، نظرة  لديننا الإسلامي الحنيف السمح ، لا تتعدى دائرة " الحرام و الحلال " ، في حين أن هذا الذين يشمل الكثير من المعاني و المفاهيم السامية ، التي ترتقي بالإنسان من الحيوانية إلى الإنسانية بكرامة ، والأم ، التي تلقن إبنتها ، منذ نعومة أظافرها ، بأن الغناء حرام و لا نقاش ،لتحرم بذلك ابنتها الفرحة ، بمناسبة " عاشوراء " ، ليست إلا ضحية من الضحايا الكثر ، للفتاوى الرخيصة التي تمل القنوات الدينية ، صباح مساء  و أبي ، بدوره  ذو الفهم البسيط للدين ، لم يسلم كغيره ، من سحر الكلام بحيث أنه وجد بأن كلام الخطيب ، مقدسا ، لا يناقش و لا يجادل ، و من يجرؤ على ذلك ، فهو ملعون .

لكن ، الدين الإسلامي ، هو عكس ذلك بكثير ، فهو دين التسامح و التفاهم و الشورى ، إو أن شئت التدقيق ، إنه دين الحوار بامتياز  وليس فقط ، هذا حرام و هذا حلال ، ولا نقاش و جدال .

و هذا للأسف ، إختزال ، أساء به المسلمون أنفسهم إلى الإسلام ، عن قصد أو عن غيره  و ما الصورة المتداولة اليوم ، عن الإسلام في الغرب ، إلا جزء من الصورة ، وليس الصورة كلها  .

لأن مثل هذه المفاهيم الخاطئة و التي تجد لها رواجا ، عبر النت و المساجد و المجالس العائلية ، التي تردد كالبغاء ، كل ما يقال دون تفكير أو تدبر ، يعطون إنطباعا سيئا ، عن الإسلام الحقيقي .

ولعل المقولة الشهيرة ، التي قيلت ذات يوم " الحمد لله أنني عرفت الإسلام ، قبل أن أعرف المسلمين " لخير دليل على ما أقول .

لذا فنحن ، اليوم ، مدعوون جميعا ، أكثر من أي وقت مضى ، إلى إعادة الأمور في الكثير ، من اليقينيات التي أصبحت مع مرور الوقت ، مسلمات ، دون إعمال للعقل و الفكر و تلك لعمري ، هي عمق الإشكالية ، التي أصابتنا في مقتل ، في زمن " التي جي في " و " الطرامواي " .

الحل هو إعمال ملكة الفكر و العقل .

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات